القدس المحتلة - نشرت صحيفة هآرتس العبرية، مقالا للصحفي جدعون ليفي، يتحدث فيه عن عمليات الإعدام التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، تحت عنوان "إلى: رئيس الأركان".وأشار ليفي في بداية مقاله إلى حادثة إطلاق النار على الفتاة جميلة جابر، قرب مستوطنة ارئيل منذ أيام قليلة، ما أدى لإصابتها بجروح خطيرة.
داعيا رئيس الأركان غادي آيزنكوت لمراجعة الفيديو الذي وثقته الكاميرا لحظة اطلاق النار على الفتاة.وقال ليفي، "أتوجه إليك لتشاهد شريط الفيديو الذي يوثق إطلاق النار من قبل الجنود على الفتاة جميلة جابر، انظر كيف كانت تمشي بطيئة نحو الجنود وترفع السكين فوق رأسها، وهي فتاة تبلغ فقط 17 عاما".
وأضاف ليفي، "رئيس الأركان .. الجنود كانوا ينسحبون ويتراجعون أمام هذه الفتاة، وهم مسلحون بالبنادق، وبحوزتهم الرصاص ويتحصنون، هي فتاة نحيلة كانت تحمل بيدها سكين مطبخ وتمشي بهدوء وبدون تردد، وفي لحظة ولمحة واحدة أطلق الجندي النار على بطنها، فسقطت جريجة على الرصيف".
وتابع، "هكذا كان على الجنود أن يتصرفوا، هل أنت فخور بهذا السلوك، هل الجيش الإسرائيلي فخور بهم، هل هؤلاء هم الجنود المهنيين والأخلاقيين وأصحاب القيم كما وصفتهم أمام طلاب الثانوية العامة في شباط الماضي، حين قلت أنك لا تريد أن يطلق الجندي مخزن رصاص على طفلة تحمل سكين حتى وإن فعلت شيئا خطيرا".
ودعا ليفي آيزنكوت للعودة إلى الفيديو مجددا قائلا، "السكين كانت بعيدة في يد جميلة، وكان يفصل بينها وبين الجندي حاجز، لكن أود أن أسأل: هل تعتقد حقا بأن الفتاة كانت تشكل خطرا؟، هل كان إطلاق النار الحل الأمثل لوضع حد للخطر الذي كانت تمثله؟ هل الجنود اللذين كانوا بالمكان لم يستطيعوا السيطرة عليها؟، ألا يعرف الجنود طرق أخرى للقضاء على الخطر الذي كانت تشكله الفتاة عليهم غير القتل؟".
وأضاف، "هل ستبقى حياة الفلسطينيين رخيصة بالنسبة لجنودك؟، يبدو كذلك.. فلن يكون هناك مشكلة أن يطلقوا النار مرة أخرى، فإطلاق النار سهل جدا على أي شخص .. ربما يأتي يوم حين يكبرون ويفكرون بما فعلوا أن يندموا ويتحملون شعور بالذنب .. لكن يبدو أن مسألة السلوك الأخلاقي في الجيش معدومة".
وتابع "عن أي قيم تتحدث يا رئيس الأركان وجنودك أطلقوا النار على شاب مصاب بمتلازمة دوان، وآخر مختل عقليا يركب دراجته قرب عورتا، وفتاة ثالثة قرب الحرم الإبراهيمي حاملة بطفلها، وآخر خرجتم لتقولوا أنه قتل بالخطأ".
وواصل، "هل أنت حقا راضٍ عن أفعال هذا الجيش، لقد تحدثت بكلمات فارغة عن القيم أمام الطلاب وحصلت على تصفيق كاذب من قبلهم، اعتقد أنك تعني ما قلته، والاختبار الحقيقي كان تصرف جنودك على الأرض وليس ما تقوله.. أنت رئيس تنظيم هرمي، وكان يمكن من خلال أوامرك تجنب كل هذه الحالات من القتل، ويكفي أن تأخد حالة الجندي الذي أعدم الشاب الجريح في الخليل لكي تتوقف عن التلويح بما أسميته أخلاق ومهنية الجيش الإسرائيلي".
فيديو لاطلاق النار على الفتاة: