إسطنبول / وكالات / قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الأحد، "إن تحول تركيا إلى هدف مشترك لأكثر المنظمات الإرهابية دموية ووحشية في العالم مسألة تدعو للتفكر"، واعتبر أيضا أن تطبيع بلاده لعلاقاتها مع روسيا وإسرائيل أزعج البعض في الداخل والخارج.
جاء ذلك في كلمة له، خلال مأدبة إفطار أقامتها جمعية تركية بإسطنبول، مضيفا: "نحن ندرك جيدا الرسائل التي يراد لها أن تصل إلى بلادنا عبر المنظمات والعمليات الإرهابية، ونحن نرد على تلك الرسائل في كل فرصة تسنح لنا".
وأكد أردوغان أن "الأحداث الإرهابية التي تقع (في تركيا) تعادل 1 أو 2% من الأحداث التي تم منع وقوعها"، لافتا إلى بذل قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات التركية جهودا كبيرة في ملاحقتها للمنظمات الإرهابية.
وتعرضت تركيا مؤخرا لسلسة عمليات إرهابية كان أخرها مطار "أتاتورك" الدولي، الثلاثاء الماضي؛ والذي أسفر عن مقتل 43 شخصاً، وجرح 237 آخرين، حسب بيانات رسمية تركية.
من جهة أخرى، أوضح أردوغان أن الخطوات التي اتخذتها بلاده في طريق تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل أزعجت البعض داخل البلاد وخارجها؛ منهم أحزاب المعارضة التركية.
وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بداية الأسبوع الجاري، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف - 16"، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي - 24"، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا).
والإثنين الماضي، أعلن الطرفان الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، إن تل أبيب، نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمره" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفى ناشط عاشر لاحقًا، متأثرًا بجراحه.
وشملت هذه الشروط الاعتذار لتركيا وتقديم تعويضات للضحايا وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.
وحول إرسال بلاده سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة اليوم، قال أردوغان: "ما قمنا به في غزة وفلسطين يعلمه جيدا أخوتنا هناك، ولا داعي لشرحها في الساحات عبر مكبرات الصوت".
ووصلت إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، عصر الأحد، السفينة التركية "ليدي ليلى"، محملة بـ11 ألف طن من المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لنقلها إلى قطاع غزة، في إطار اتفاق تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وتشمل المساعدات، التي حملتها السفينة: طحين، وسكر، وأرز، وزيت طعام، وملابس وأحذية، وألعاب للأطفال، وحفاضات أطفال.