خبر : نابلس : حكم بتطليق زوجة لانها "مرتدة " تعيد جدل صلة " الاحمدية " بالإسلام

الجمعة 01 يوليو 2016 10:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
نابلس : حكم بتطليق زوجة لانها "مرتدة " تعيد جدل صلة " الاحمدية " بالإسلام



رام الله - ازدادت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول تاريخ الجماعة الأحمدية في فلسطين، ومدى انتشارها وعلاقة المجتمع الفلسطيني بها، في أعقاب قيام محكمة نابلس الشرعية شمال الضفة الغربية بتطليق امرأة من زوجها المسلم، واعتبرتها المحكمة مرتدة عن الإسلام بسبب انتمائها للجماعة الأحمدية.

وعلق أمير جماعة الطائفة الأحمدية (القاديانية) في فلسطين، الشيخ محمد شريف عودة، على الحكم الصادر في 20 حزيران/ يونيو الماضي؛ بأن "المشكلة الأكبر ليست في حادثة التطليق بحد ذاتها، بل في إطلاق حكم الردة على السيدة، وبالتالي هذا بمثابة التحريض على القتل".

وكان حكم آخر قد صدر عن المحكمة الشرعية في نابلس، في عام 2013، قد قضى بتطليق امرأة من زوجها الذي ينتمي للجماعة الأحمدية، حيث اعتبرته المحكمة مرتدا أيضا.

وقال عودة: "لا يحق لأحد اعتبار الطائفة الأحمدية طائفة مرتدة وفقا لتعاليم الدين الإسلامي؛ لأن الطائفة تطبق أركان الإسلام الخمسة وتؤمن بها وتستقبل نفس القبلة وهي الكعبة المشرفة وليس أي قبلة أخرى كما يشاع"، كما قال.

وأضاف عودة،: "تعريف المسلم من يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فهو مسلم ولا يوجد من هو مكلف بالتفتيش على قلوب الناس".

ورفض ما قامت به المحكمة الشرعية باعتبارها "محكمة رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية، وغير مقبول الحكم منها الذي يعتبر بمثابة تحريض على القتل، ووصلت تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن دمكم مباح"، محملا "السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤولية في حال إصابة أي أحد من أفراد الجماعة الأحمدية"، بحسب تعبيره.

بدوره، قال الباحث التاريخي إبراهيم أبو جابر، إن الجماعة الأحمدية "تتبع للقاديانية في الهند"، مشيرا إلى أن القاديانيين "أوجدهم الاستعمار الإنجليزي، ووصلوا إلى فلسطين مع الانتداب البريطاني، وبالتالي تاريخ وجودهم في فلسطين يرجع لفترة الانتداب البريطاني ولم يكن لهم وجود قبل ذلك"، وفق قوله.

وتعتبر مدينة حيفا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، المقر الأساسي للأحمديين في فلسطين، ولهم قرية كاملة هي قرية الكبابير التابعة لمدينة حيفا، وفيها مسجد ومركز كبير للطائفة. كما أنه يوجد عدد محدود منهم في مدينة عكا. وتشير التقديرات إلى أن عددهم في فلسطين لا يتعدى الخمسة آلاف نسمة، كما قال أبو جابر .

وأردف: "من أكثر المعتقدات التي تميزهم أنهم يؤمنون بأن هناك نبيا بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أحمد غلام المدفون بالهند، ويحجون كل عام إلى الهند وتحديدا لمنطقة قاديان وعندهم خلافة مستمرة".

بدوره، قال عودة إن الجماعة الأحمدية "تؤمن بختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولن يأتي بعد محمد نبي إلى يوم القيامة، ولكن الإشكالية متعلقة بالمعتقد بأن عيسى عليه السلام سينزل من السماء ليكون نبيا بعد محمد، فعيسى عليه السلام بنص القرآن متوفى (إني متوفيك ورافعك إليك)، والاختلاف في التفسير لا يخرج من الملة ولا يجعل الإنسان كافرا".

وحول علاقة الطائفة الأحمدية بالعرب في الداخل الفلسطيني، قال أبو جابر إنه "لا يوجد علاقات اجتماعية بينهم وبين الفلسطينيين من الداخل المحتل، وهناك نفور متبادل بينهم، وفي بداية القرن الحالي كان هناك صدام بينهم وبين أحد المؤلفين؛ الذي ألف كتابا حول الطائفة الأحمدية ومخاطرها، حيث هددوه بالاعتداء عليه".

مكة أم قاديان؟

أما الشيخ أحمد شرف، أستاذ الشريعة في جامعة النجاح، فقال إن "القاديانية أو القديانية أو الأحمدية هي دين مخترع جديد ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، وهي إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي"،  مشيرا إلى أن "مؤسس القاديانية هو ميرزا غلام أحمد القادياني، حيث بدأ نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام".

وحول معتقدات القاديانية، يقول شرف في حديثه لـ"عربي21": "يعتقدون بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعا، كما أن القاديانية يدعون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، ويعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، والأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان"، بحسب قوله.

أما عودةفقد قال إن "الرسول عليه السلام قد وضع تعريفا للمسلم فلا يحق لأحد تغيير هذا التعريف، وهو: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك هو المسلم، ونحن نؤمن بالشهادتين وأركان الإسلام الخمسة، وأن (محمدا) خاتم النبيين، ونصلي الصلوات الخمس، ونصوم رمضان، ونقوم بالزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، والقدر خيره وشره، فالقضية محسومة إسلاميا"، بحسب تعبيره.

واعتبر "أن الطائفة الأحمدية ليس كما يُعتقد؛ تؤمن باستمرار النبوة، وإنما لديها خلافة مستمرة وليس نبوة، فالخليفة خليفة والنبي نبي، وهي تعتقد أن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي المنتظر وليس نبيا"، مضيفا: "الطائفة الأحمدية تحج إلى مكة المكرمة وتذهب إلى العمرة باستمرار، والقبلة إلى الكعبة وليس إلى أي مكان آخر".

وقائد الجماعة الأحمدية يطلق عليه لقب "خليفة"، باعتباره "خليفة المسيح الموعود حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني" الذي توفي عام 1908، ومسؤول الجماعة حاليا "الخليفة" الخامس ميرزا مسرور أحمد، باكستاني الجنسية. ومقر الجماعةالرئيسي يقع في العاصمة البريطانية لندن.