القدس المحتلةسما في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة التركية الإسرائيلية، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن الحكومة التركية قدمت بوادر حسن نية قبل الاتفاق، منها إقالة رئيس جهاز المخابرات التركي والسماح لرئيس الموساد الإسرائيلي بزيارة تركيا وللتباحث حول تطوير العلاقات الأمنية والاستخبارية بين البلدين.
ونقل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن القرار التركي القاضي بنقل رئيس جهاز المخابرات، حاقان فيدان، ومنحه منصب سفير تركيا في أستراليا، هو إحدى البوادر التي سبقت توقيع الاتفاق.
وذكر فيشمان أن الحكومة التركية أعلنت قبل أسبوعين عن انتهاء فترة ولاية فيدان، التي امتدت منذ العام 2010، وأن الحكومة التركية استبعدت أن يكون سبب نقل فيدان هو الخلاف حول اتفاق المصالحة مع إسرائيل، فيما قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن هذه الخطوة جاءت كبادرة حسن نية من الجانب التركي من أجل التوقيع.
ويعتبر فيدان من المقربين للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وجاء تعيينه عام 2010 على رأس جهاز الاستخبارات التركي من أجل تطوير العلاقات الأمنية والاستخبارية مع إيران، وبحسب فيشمان، حذر رئيس الموساد في حينه، مئير داغان، من أن الاستخبارات التركية لم تعد شريكًا لإسرائيل، ولا يجب مشاركتها أي معلومات، لأن المعلومات تصل للاستخبارات الإيرانية تباعًا.
بالإضافة لذلك، حاول فيدان عام 2013 إلغاء ما تبقى من الاتفاقيات الإسرائيلية التركية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وفي ذات العام، نشرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن الحكومة الأميركية تتهم فيدان بنقل معلومات حساسة من حلف شمال الأطلسي 'ناتو' إلى إيران.
ونشرت صحيفة 'واشنطن بوست' أيضًا أن الاستخبارات التركية سلمت إيران 10 جواسيس إسرائيليين تجسسوا عليها، واتخذوا من تركيا مركزًا لنشاطهم، وبسبب هذه الاتهامات قامت الولايات المتحدة بإلغاء صفقة أسلحة كان من المقرر عقدها مع تركيا، منها طائرات بدون طيار.
وذكر فيشمان أن تعيين فيدان كان بمثابة إشارة إلى تحديد العلاقات الأمنية مع إسرائيل، وأن فيدان طور العلاقة التركية مع قيادات حركة حماس. وقبل نحو نصف سنة، بحسب فيشمان، طلبت تركيا من صالح العاروري، الذي يشغل منصب رئيس الجناح العسكري لحماس في الخارج، والذي كان يتخذ من إسطنبول مركزًا لعملياته، بمغادرة أراضيها، على ضوء الطلب الأميركي الإسرائيلي، ومع توقيع الاتفاق، تعهدت تركيا بأن تقوم قيادة حماس العسكرية بتخطيط أي عملية من الأراضي التركية، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن قياديًا آخر من حماس شغل منصب العاروري.
ونقل فيشمان عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن العلاقات الأمنية والاستخبارية لن تعود لعهد ما قبل إردوغان، عندما كانت تركيا من اهم مستهلكي الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وشريكًا حميمًا في العلاقات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية.