خبر : غزة تودع خنساء العصر "ام رضوان الشيخ علي" والدة الشهداء الخمسة

الخميس 23 يونيو 2016 05:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة تودع خنساء العصر "ام رضوان الشيخ علي" والدة الشهداء الخمسة



غزة سماشيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا مساء اليوم جثمان المرحومة "خنساء فلسطين" أم رضوان الشيخ خليل في مدينة رفح، وسط حضور حاشد من قيادات جميع الفصائل الفلسطينية، مشيدين بدور المرحومة وبدورها في تربية جيل مقاومة وصبرها وثباتها على استشهاد خمسة من أبنائها في جولات مع الاحتلال "الإسرائيلي".

وقال الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الحاجة أم رضوان الشيخ خليل، ليست كأي امرأة أخرى، فقد قدمت أبناءها الخمسة شهداء وهي صابرة وشاكرة لله.

وأكد الدكتور الهندي خلال كلمته في تشييع الفقيدة أم رضوان الشيخ خليل في مسجد الهدى في مدينة رفح جنوب القطاع، أن "أم رضوان كانت تعطينا المعنويات والأمل والصورة المشرقة، وكانت دائماً راضيةً، وهي الآن تذهب إلى الله عز وجل إن شاء الله راضية مرضية".

وأضاف، " نقف اليوم في بيت من بيوت الله وفي الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك، وفي بوابة فلسطين الجنوبية التي كانت على مدار التاريخ تصد هجمات الأعداء، نقف اليوم لنودع خنساء العصر الحاجة أم رضوان".

وتابع، "أذكر عندما جئتها معزياً بالشهيد الراحل محمد قالت لي، لقد نذرت من أبنائي ثلاثة وعندما انسحبت "إسرائيل" من قطاع غزة كان الله عز وجل أكرم مني فاختار محمد رابع الشهداء، ثم ارتقى لها شهيد خامس".

وأوضح أن الفقيدة أم رضوان كانت تدرك بفطرتها السليمة النقية، أن الأم الفلسطينية تخوض معركة من نوع آخر عندما تربي أبناءها على المقاومة"، مبيناً أن " ذكراها لن تبقى للجهاد والمقاومة فقط وإنما ستكون رمز للإسلام والمسلمين".

هنية: حماس والجهاد صنوان جسد واحد وقلب واحد

من جهته، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية :" نودع اليوم امرأة عظيمة من نساء فلسطين، ومن نساء الامة.. امراة جاهدت وصبرت وتحملت وكانت نموذجا للتضحية والفداء. وأضاف أن المرحومة أم رضوا الشيخ خليل، مضت في سياق هذا التاريخ المعاصر، تاريخ الصراع مع الصهاينة المجرمين، فهي من الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيل الله، وضحت في سبيله وقدمت أبنائها الرجال الخمسة في سبيل الله، وفي سبيل تحرير فلسطين والقدس والاقصى، وهي من الذين قاتلوا بالرباط والثبات والصبر والتحدي, وهي تدفع أبنائها إلى ميادين المقاومة والجهاد خارج الوطن وداخله.

وتابع، ان هذه الجموع ، التي تأتي لتحمل "أم رضوان" على الأعناق هي من رجالات فلسطين وفصائلها المقاومة إنما هو تأكيد على أن شعبنا يمجد شهدائه وأبطاله ورجاله ونسائه الذين قدموا لنا هذه النماذج العظيمة.

وقال:" نحن شعب لا ينسى شهدائه وعوائل الشهداء ولا أمهات الشهداء الأبطال وما هذه الجموع الغفيرة إلا دليل على أننا ننتمي إلى أمة تمجد شهدائها وخنساواتها. منذ الخنساء الأولى التي خرجت مع أبنائها في معركة القادسية وحرضتهم على الجهاد في سبيل الله، ثم جاءها نبأ الاستشهاد فقالت تلك، الحمد لله الذي شرفني بقتلهم جميعا وأسال الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. تلك الكلمات هي التي قالتها أم رضوان الشيخ خليل، وأم محمد فرحات وغيرهن من المرابطات الفلسطينيات.

وأوضح، هنية أن رسالة "أم رضوان" تقول للامة يجب أن تبقى قضية فلسطين هي القضية الرافعة والمانعة للخلاف والتشرذم، وقضية القدس هي قضية الخلاف الحقيقي ضد العدو الصهيوني.

وقال:" إننا إذ نشارك اخواننا في قيادة حركة الجهاد الاسلامي في هذا التأبين نعتبر أن ذلك من واجبنا تجاه أمهاتنا المناضلات. مضيفاً "ان حماس والجهاد صنوان جسد واحد وقلب واحد، وان شاء الله بندقية واحدة ومسيرة واحدة، هكذا فعل المجاهدين في ميدان المعركة وفي الحرب الأخيرة، وهم يحرسون ثغور هذا الوطن.

من جانبه قال الشيخ خالد البطش ممثل القوى الوطنية والاسلامية، "نجتمع اليوم كي نشيع الحاجة البارة أم الشهداء إلى مثواها الأخير، ونسأل الله أن يجمعها بأبنائها الشهداء وبكل المؤمنين على حوض النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم".

وأكد البطش، أن الحاجة أم رضوان الشيخ خليل، كانت أم الشعب وأم المقاومة، فقد نثرت وردها وعطرها في كل الساحات، وشارك أبناؤها في كل المعارك حتى نالوا الشهادة كقادة لسرايا القدس المظفرة.

وشدد على أن أم رضوان التي قدمت خمسة من أبنائها شهداء، أنجبت خبراء التصنيع الذين واصلوا الطريق لرفعة هذا الشعب والبحث عن كافة سبل المقاومة المشروعة عن الشعب حتى قضوا شهداء، مضيفاً "ساحات المعركة في رفح تشهد للقائد محمد الشيخ خليل تناثر عظام جنود الاحتلال، عندما جثى الجنود على ركبهم بفعل ضربات محمد واخوانه المجاهدين".

وأضاف البطش، "هؤلاء أمهاتنا، عناوين الأمة كلها، فالعدو يحصد الأنفس، والأمهات الصالحات كالحاجة أم رضوان تزرع الغرس الصالح، وسيبقى هذا الغرس ما دام فينا أمهات مؤمنات صابرات".

وتابع، "لم تتراجع الحاجة أم رضوان عندما استشهد ابنها الأول، وكنت ترى في وجهها قسمات الأم الصابرة، كنت ترى فيها عزيمة خديجة وعائشة وصبر فاطمة وعنفوان الخنساء وهي تقدم أبناءها في المعارك، وكانت تدعو الله أن يجمعها بأبنائها بالجنة، فلم تقصر من أجل فلسطين والقدس، ولم تتراجع من أجل العودة، وكانت تقول أنها لن تبخل على الله ثم فلسطين حتى لو كان لها من الأبناء مئة".

ولفت إلى أن مشروع المقاومة والجهاد سيبقى طالما فينا أم رضوان، وأم محمد فرحات، وأم ماجد البطش، وكل من قدمن عشرات الشهداء من أجل فلسطين، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني مؤمن قوى بعدالة قضيته، لن يهزه فراق الأحبة، بل سيزداد تمسكاً بقضيته وفاءً للشهداء العظام، حتى يكتب الله له النصر والتمكين.