أربعة وثلاثون عملاً فنياً تدخل في صراع دراما رمضان هذا العام، بعدما بات الشهر الفضيل موسماً ينتظره صناع الدراما والمنتجون من عام لآخر.
الأعمال الفنية الكثيرة، والتي تتنافس فيما بينها للحصول على أنسب مواعيد للعرض لتحظى بالمشاهدة الأعلى خلال الشهر الكريم، تنوع مضمونها، وحظيت الكوميديا بالنصيب الأكبر بين تلك الأعمال، بينما اختفت الأعمال السياسية مقارنة بالعام الماضي.
ورغم الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها مصر إلا أن ميزانية الأعمال الدرامية لهذا العام تخطت الملياري جنيه.
– رمضان كوميدي
وقد سيطرت الأعمال الكوميدية على أغلب الأعمال الفنية خلال الشهر، وذلك في مسلسلات (مأمون وشركاؤه، نيللي وشريهان، صد رد، أبو البنات، بنات سوبر مان، أهل التكية، هبة رجل الغراب3، يوميات زوجة مفروسة2، بس مباشر).
وشملت الأعمال الدرامية التي توصف بأعمال الإثارة والأكشن مسلسلات (القيصر، الأسطورة، سبع أرواح)، أما مسلسلات (ونوس، راس الغول، فوق مستوى الشبهات، أفراح القبة، الخانكة، الكيف، وعد، أزمة نسب، ليالي الحلمية6، هي ودافنشي، الطبال) فتندرج تحت مسمى الدراما ذات الطابع الاجتماعي.
أما الأعمال التي يقع تصنيفها تحت مسمى الجريمة فتتمثل بـ(سقوط حر، الخروج، جراند أوتيل)، وتضم المسلسلات التاريخية والسير الذاتية مسلسلي “المغني”، الذي يحكي حياة النجم محمد منير، ومسلسل “قضاة عظماء”.
بينما تقع مسلسلات (شهادة ميلاد، والميزان، وكلمة سر، وماريونيت) ضمن أعمال الإثارة والتشويق، كما يندرج مسلسل “يونس ولد فضة” تحت مسمى الدراما الصعيدية.
– الراقصات يتصدرن المشهد
كما سيطر عدد من الراقصات على بطولة أكثر من عمل درامي خلال الشهر، رغم تعرضهن للانتقاد الدائم؛ لعدم تناسب الرقص والملابس التى يرتدينها مع أخلاقيات الشهر المبارك.
وتظهر الراقصة الأرمينية “صافياز″ في مسلسل “أبو البنات”، كما تقوم “روجينا” بدور الراقصة في مسلسل “الطبال” مع الفنان أمير كرارة، وفي مسلسل “أفراح القبة” تظهر الأردنية “صبا مبارك” بدور راقصة.
وفي مسلسل “الكيف” تُجسد “إيناس عز الدين” شخصية راقصة في ملهى ليلى، وتظهر “كوكي” كراقصة في مقهى ليلي فى مسلسل “ونوس″ مع النجم يحيى الفخراني.
– الرسوم المتحركة
بدورها احتلت مسلسلات الرسوم المتحركة مكاناً في خريطة الأعمال الفنية، وتشمل مسلسلات (بكار، عصام والمصباح3، سمعة آخر حاجة، عائلة رمضان كريم، الأزهر، المسلمون والإسلام، أنبياء الله، كلمتين وبس).
– رمضان موسم الدراما
الناقد الفني سلامة عبد الحميد، لفت إلى أن شهر رمضان هو موسم الدراما السنوي، ومعظم شركات الإنتاج تعمل طوال العام على مسلسل رمضان.
وأشار في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن كم المسلسلات ليس مستغرباً، خاصة في ظل العدد الكبير من القنوات، والتي تخصص معظم أوقاتها لعرض الدراما؛ استجابة لحجم الإقبال الواسع من الجمهور على المشاهدة، فيما بات طقساً عربياً سنوياً”.
وتابع عبد الحميد قائلاً: “الدراما في العالم كله تحظى بمشاهدة واسعة، وباتت تنافس السينما بقوة، وفي العالم العربي حيث مستوى السينما متدهور، تحتل الدراما المساحة الخالية في شغل أوقات الناس″.
– التأثر بالأوضاع الاقتصادية
وأوضح أنه رغم كثرة عدد الأعمال الفنية في رمضان هذا العام، إلا أن عددها أقل مقارنة بالعام الماضي، الذي تخطت فيه الأربعين عملاً، مقارنة بثلاثين عملاً هذا العام.
وأرجع عبد الحميد هذا الانخفاض إلى اعتماد الإنتاج المصري بالأساس على التسويق العربي والخليجي بشكل خاص، قائلاً: “وهذا يحدد العدد والتكلفة، خصوصاً في ظل زيادة الإنتاج الخليجي المطردة”.
وأكد الناقد الفني أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعاني منها مصر حالياً أثرت في انخفاض عدد تلك الأعمال مقارنة بالعام الماضى، مشيراً إلى أن التغيرات في خريطة ملكية القنوات المصرية له دور.
كما ألمح إلى أن “ارتفاع تكلفة الأعمال الفنية يعتمد بالأساس على طبيعة السوق، فكلما كانت الأعمال رائجة زادت التكلفة، والعكس صحيح”، مردفاً: “لكن التكلفة ليست دائماً عاملاً أساسياً في جودة العمل، إلا إن تم توظيفها جيداً”.
– سيطرة الكوميديا وفشل السياسي
ولفت عبد الحميد إلى أن الأعمال الدرامية الكوميدية غالبة في رمضان طوال العشرين عاماً الأخيرة، مشيراً إلى أن زيادتها أو قلتها “يعتمد على رؤية المنتجين، والنصوص المتوافرة بالأساس، وبشكل أقل على المزاج العام للجمهور، ولا يغيب عنها بشكل أقل كثيراً توجيهات الحكومات”.
كما ذهب إلى تأكيد أن “الإقبال على الدراما الكوميدية عالمي، ولا ينافسه إلا الدراما التاريخية، وهي إما غائبة أو تافهة، ما يجعلها غير ذات أهمية”، على حد قوله.
وألمح الناقد الفني إلى أن المسلسلات ذات الطابع السياسي معظمها فشل؛ لأسباب عدة، منها أنها موجهة، أو تافهة، ورغم أن بعضها أحدث جدلاً، إلا أنه ظل جدلاً ضد مصلحتها، وعدم توجه المنتج إليها -برأيي- تجاري بالأساس؛ لأن المنتج يهمه الربح من التسويق والإعلانات، وكلاهما -القنوات والمعلنين- لا يفضل الأعمال السياسية.
وبيّن عبد الحميد أن ظهور الراقصات في الأعمال الدرامية التي تُعرض في رمضان ليس ظاهرة جديدة، والتركيز عليها قديم، قائلاً: “فالراقصات ظهرن في (ليالي الحلمية) منذ منتصف الثمانينات، وليس هذا المهم، وإنما: هل الراقصة مطلوبة في السياق الدرامي أم محشورة بلا سبب؟”.
وأردف قائلاً :”أما مزاج الجمهور فليس مقياساً، وإنما هو متغير باستمرار، واعتماده سبباً لتقديم نوع بعينه حجة غير مقبولة، ويعرف من يرددها أنها غير صحيحة”.