هل تعتقد أيها الشاب أن المشكلة في تأخير وقت الزواج تنحصر في عمر الزوجة فحسب؟ وأن الرجل لا يمر بمرحلة عنوسة أو عجز عن الإنجاب؟ قد تكون مخطئاً إذا فكرت بهذه الطريقة، فحتى الرجال لديهم عمر مثالي للزواج، والذي ليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بالقدرة على الإنجاب فحسب، بل القدرة على بناء أسرة، والأهم بناء علاقة مع شريك الحياة، وتحقيق الاستقرار العاطفي والإنساني.
وقد قدر الباحثون في علم الاجتماع حول العالم العمر الأنسب للزواج بالخامسة والعشرين وحتى الثلاثين من العمر، وهذا لا يخص الرجل فحسب، بل يشمل المرأة أيضاً، وذلك حيث يكون الرجل في قمة فتوته وتوهجه ورغبته في الحياة، ويكون قد أنهى دراسته الجامعية، وبدأ في تحديد مساره المهني.
كما ورجح الباحثون أنه وإن كانت المسألة المالية مهمة جداً في بناء علاقة زوجية مستقرة، إلا أن هذا لا يعني أن ضعف الوضع المالي لا يساهم في استقرار الزواج، فالأصل هو تحقيق شراكة يبنيها كلا الطرفين، فيتشاركان الأدوار الأولى في تأسيس منزل الزوجية، كما يكون من الأفضل أن يركزا على الأساسيات، ويستغنيا عن الكماليات التي ترهق الزوجين أكثر من كونها تساعدهما على الاستمرار.
لماذا الزواج ما بين الخامسة والعشرين، والثلاثين هو الأفضل؟
بعد مراقبة وتحليل للحالات الاجتماعية، وما هي الأعمار المناسبة للزواج؟ وجد الباحثون أن الرجال الذين يتزوجون في هذه الفترة من العمر قادرون على بناء علاقة زوجية أكثر استقراراً، خاصة إذا كان عمر الزوجات فتياً وقريباً من أعمارهم، ما يساعد كلا الزوجين على بدء رحلتهما الناضجة سوياً، دون أن يكون بينهم الكثير من الحواجز.
أما من الناحية الجنسية، تكون هذه الفئة العمرية في قمة فورتها وحماسها، كما يتعادل فيها الجانبان، العقلي والعاطفي، بحيث يشكل ذلك توازناً عاطفياً يسعد كلا الجنسين، ويحقق لهما الشغف الرومانسي الذي يرغبانه، كما أن خصوبة الطرفين في هذه الفترة العمرية تكون أعلى من غيرها، حيث يكتمل فيها البناء الجسدي، ولا يزال يتمتع بالعافية والصحة.
لذا ينصح خبراء العلاقات الزوجية الرجل بالارتباط فهذه الفترة من عمره، حيث ستصبح الفترات الأخرى أكثر صعوبة في اتخاذ القرار، والتخلص من الأنانية والتمسك باستقلالية الشخص وعاداته، وقدرة تقبله للآخر.