تلخيص الحالة الفلسطينية أيتها السيدات ، أيها السادة أصبح يشبه المسرحية.. من ذلك النوع المسمى "الكوميديا السوداوية "..
في كلمة واحدة ، هي " مسخرة " ، يمكن أن يكون هو التوصيف و التشخيص الأكثر دقة ، وهو وصف خالٍ من المكياج و مساحيق التجميل ، و الملطفات ، بمعنى آخر ، هو ليس سياسة ، و ليس حنكة و دهاء ، و ليس حصافة و حرص ، ولا هو تأنٍ و عدم قفز على النقاط و ليس هو بالجدل المثمر ، و ليس هو بالنقاش المتعقل الذي يهدف إلى التوصل إلى ما فيه خير البلاد و العباد .. كل هذه الأوصاف و النعوت و التشبيهات هي فرقعات و مجاملات و تحمل في طياتها الكثير من النفاق و التدليس ..و ما يشبه طعم الفسيخ بالمهلبية ..
الوضع واضح للقاصي و الداني ، الفلسطيني و غير الفلسطيني ، هناك إنقسام ناخر حتى نخاع العظام ، هناك حالة بغض و كراهية لم يشهد لها التاريخ مثالاً ، أعادت إلى الأذهان ، صورة قابيل و هابيل ، و قتل الأخ لأخيه ، للظفر بالدنيا الفانية ، بدافع الطمع ، و شهوة التملك و الأنانية ..
يخرج كل يوم ، بل ربما كل ساعة ، علينا ناطقين من هنا وهناك ، يدسون السم في الدسم ، و يخلطون مصالحهم الشخصية بالحزبية .. و يندمجون في تمثيل الدور لنا أو علينا لغسل أدمغتنا بشعارات و عناوين براقة ، وطنية ، يخلطون الدين بالدنيا ، ويجيشون الناس و يحشدون الراي العام خلف مواقف لا علاقة لها أصلاً بالقضية ..و ليست هي المعضلة الأساسية ، حتى أصبح في الإمكان تخيل مدى إستمتاع نتنياهو ، و زمرته الفاشية ، بعروضنا المسرحية ، الهزلية ، المضحة المبكية .. ولماذا لا يضحك علينا ؟ و نحن من يصر ، أن يكرر العروض الهزلية ، و نطوف بفرقة الممثلين الفاشلين من بلد إلى آخر ، نكرر " المسخرة" ، و نستجدي العالم أن يضحك علينا ، فلماذا لا يضحك نتنياهو علينا ، حتى ربما يفضل أن يبدأ يومه بأخبار المصالحة ، و ينهي يومه بالإستماع لأقوال الناطقين لينام مبتسماً هانئاً مطمئناً متمنياً لفرقتنا المزيد من العروض الهزلية ..
يخرجون علينا بعد عشاء أو غداء في عاصمة عربية ، يلوكون باقي الأرز و اللحم العالق في حلوقهم و أسنانهم ، و منهم من يبشرنا بالحلول اللولبية ، و الخلاص بالوحدة الوطنية ، و منهم من يتفلسف برص عبارات هيروغليفية ، تحتاج إلى يوم ابو بعض يوم من الدراسة التحليلية ، لتصل إلى ناتج لا معنى له و لا مقدمة و لا خلفية ..
و الأدهى و الأكثر كوميدية ، أن الشان الفلسطيني الفلسطيني ، أصبح يتم تدارسه علنا ، و بدون أي حياء أو حتى محاولة للتغطية ، مع مخابرات تلك الدولة أو قيادات هذه الإمارة أو تلك الهيئة الدولية .. وكأن البازار مفتوح و معلن ، و ألا أونا ، ألا دوي ، ألا تريا .. من يدفع أكثر يحمل الحمولة و عليها هدية ..
أصبحنا أول من أدخل التكنولوجيا على عروضنا المسرحية ، نتحرك و نغير السيناريو بالريموت كونترول ، حسب الأفضلية .. في يوم نسمع أن المصالحة قاب قوسين وقد تحدث بين صبح و عشية .. فيتدخل حملة الريموت كونترول بعرض أكثر نفعا ، فتتبخر الآمال و تعود الى السطح قصص الرواتب و الكهرباء و الميناء البحرية .. و يبدأ الملقنون بالهمس في أذان الناطقين بلعب دور الرداحة و إطلاق مشهد اللطمية ..
أيها الممثلون الفشلة ، يا كومبارس الساسة و خلاصة إنتفاخ الأفندية ،أما آن الأوان أن تسدلوا الستار و تنتهي المسرحية ؟.


