خبر : "بالنسبة لبكرا شو": إستعادة لبنان الـ78 توأم لبنان 2016

الأربعاء 20 يناير 2016 03:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
"بالنسبة لبكرا شو": إستعادة لبنان الـ78 توأم لبنان 2016



 "بالنسبة لبكرا شو" العمل المسرحي الذي قدمه الفنان اللبناني زياد الرحباني في عز الحرب الأهلية عام 1978 يعود شريطاً سينمائياً. العرض الأول الذي غاب عنه زياد شهد حضور حشد كبير أراد استرجاع ماض يشبه في الكثير من جوانبه حاضره.


الفنان زياد الرحباني على الشاشات اللبنانية بدءاً من 21 الجاري مع مسرحيته: بالنسبة لبكرا شو. العمل الذي أضاء المسرح اللبناني في عز الحرب عام 1978 شاهدناه في عرض سينمائي حاشد على أربع شاشات كبيرة في تجمع صالات بيروت سيتي-الأسواق، مع حضور متنوع فني، إعلامي، سياسي، إقتصادي، والكل أرادوا استرجاع لبنان الذي كان في تلك الفترة المفصلية من تاريخ لبنان خصوصاً وأن النسبة الكبيرة من المدعوين تظهر أعمارهم أنهم عايشوا هذه الحقبة و يرغبون في تذكرها والتفاعل معها من جديد .

زياد الذي جاء الجميع من أجله، حضر فقط على الشاشة، لم يأت لتحية الحشود في الطبقة الأولى من مبنى الصالات، فقد سأل عنه الجميع وبرروا عدم مشاركته بعادة درج عليها تتعلق بمزاجه وقناعاته الخاصة واعتباره أن الناس لها معه أن يكون وفياً لهم كفنان وما تبقى فهو ملك له.

ساعة من الأحاديث الثنائية، والآراء التي يسجّلها مندوبو الفضائيات العربية مع تشكيلة متنوعة من الضيوف، وكرم زائد في الضيافة المفتوحة، حتى وقت العرض والطلب من المدعوين التوجه إلى الصالة المحددة لهم في بطاقة الدعوة ليبدأ الفيلم .
تقنياً، عرفنا مسبقاً أن ما سنفوز به هو علم وخبر عن لبنان الذي كان في فترة عصيبة من تاريخه الحديث. وصودف أن زياد أراد أن يرى الممثلون أنفسهم وكيف يظهرون على الخشبة لضبط أدائهم فصوّرهم بكاميرا سوبر آيت super 8، واحتفظ بالنسخة في مكتبته مع التسجيل الخاص بالمسرحية، إلى حين جرت مفاتحته بإمكانية عرضها سينمائياً بعد معالجة النسخة تقنياً.

جرت محاولة تجريبية وكانت النتيجة إيجابية جداً. وخلال المشاهدة الميدانية لوحظ الانسجام الكبير، بين جموع الحاضرين ضحكات مجلجلة، وتعليقات لم تتوقف على مدى العرض عن قدرة زياد على التفاعل والانفعال والقدرة على رصد القضايا والمواقف في صياغات ساحرة ومميزة، لمثل رأيه السلبي في الثقافة والمثقفين عبر شخصية الأستاذ أسامة التي يؤديها الفنان فايق حميصي، والشعر الحديث الخالي من المعنى الفاقد للمبنى والمنسجم مئة في المئة مع شخصية فايق .

يقدّم زياد الرحباني قراءات بالجملة لكل ما يعانيه المواطن في يومياته، من الهم المعيشي الذي دفع بطلي العرض لأن يتركا الريف إلى العاصمة سعياً وراء تأمين مستوى أفضل للحياة، إلى مسؤولية تربية الأبناء وتعليمهم ومحاولة إبعادهم عن المدارس الحكومية، وإلحاقهم بالمدارس الخاصة بغية جعلهم يجيدون الفرنسية بشكل أفضل، ويتطرق إلى علاقات لبنان مع دول الخليج، والأوروبيين من خلال الزبائن في الملهى الذي يعملان فيه ويعتمدان على البقشيش لا على الأجر الشهري، مع العودة النهائية إلى الأخلاق والعادات والكرامة، من خلال طي زكريا وزوجته ثريا الصفحة السوداء في حياتهما والإنطلاق إلى أفق جديد أكثر أماناً واستقراراً .
الفريق

زياد هوهو في دور زكريا، الهادئ الصلب اللمّاح ثم الذي يتفجر نخوة وشهامة. الزوجة ثريا (نبيلة زيتوني) في مكانها الطبيعي ضمن الكاست تؤدي الدور بانسجام كامل. رامز(الراحل جوزيف صقر) صوت متحرر من كل القيود أدّى بإحساس عال ثلاث أغنيات: إسمع يا رضا، ع هدير البوسطة، وعايشة وحدا بلاك. مسيو أنطوان (بطرس فرح) في كاراكتير البخيل الكاذب يلائمه مئة في المئة شكلاً ومضموناً. نجيب (رفيق نجم) لصوته شخصية خاصة مع جاذب جميل في الصورة العامة، ولاحقاً إستغله مخرجو السينما في أدوار أقل من أهميته بكثير. أستاذ أسامة (فايق حميصي) صورة طبق الأصل عن الدور شاعر ملهم يعيش الشعر في عالم خاص. إضافة إلى لائحة تجعل من فريق المسرحية 24 ممثلاً: غازاروس أنطونيان، سامي حواط، أنطوان غرزوزي، جمانة نعماني، ديالا جابر، زياد أبو عبسي، إيليا سابا، أكرم سري الدين، محمد كلش، إبراهيم جابر، سعاد عبدة، رفيق عتمة، عصام الحاج علي، غسان الكردي، عمر خلف، باسم حشاش، حبيب عبد النور، آني أراديان وفيصل فرحات .

الإضاءة والديكور والملابس للراحل الدكتور غازي قهوجي، الصوت لفريد أبو الخير (رفيق الرحابنة) زهير سمهون وعلي مشورب، أما الإنتاج فتولته شركة عيتاني السينمائية .