خبر : “قرية الفنون والحرف” في غزة تعاني الحصار

الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 08:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
“قرية الفنون والحرف” في غزة تعاني الحصار



بدت آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 9 سنوات على غزة، والحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع، واضحة على “قرية الفنون والحرف”، في مدينة غزة، التي كانت خلال سنوات مضت قبلة للحرف التراثية الفلسطينية.
القرية التي كان مئات الزوار، والسياح يتوافدون إليها قبل حصار غزة، أضحت اليوم فقيرة من المرتادين والتحف والحرف اليدوية الفلسطينية، وأغلقت باب رزق هام، لعائلات امتهنت حرفة هذا النوع من الصناعات التقليدية، بحسب حديث لمديرة القرية التابعة لبلدية غزة، نهاد شقليه.
وتضيف شقليه للأناضول:” كان الحضور كثيفاً وبشكل يومي، في سنوات ما قبل الحصار، من قبل الزوار المحليين والسيّاح والوفود، ولكن منذ فرض الحصار الإسرائيلي، أصبحت الحركة شبه معدومة”.
ويعتلي الغبار مقتنيات غرف القرية الأربعة، التي يطلق عليها اسم “بيوت”، هي “بيت النحاسيات”، و”بيت التطريز″، و”بيت البسط”، و”بيت الحرق والحفر على الخشب”.
وتعتبر هذه البيوت التي بنيت من الطين، وتحاكي في عمرانها، التراث الفلسطيني القديم، قبلة للإنتاج وعرض وبيع الحرف اليدوية الفلسطينية القديمة، في القطاع، وفق شقليه.
وتحاول إدارة القرية إجراء توسعة في مساحتها، واستحداث غرف جديدة، لعرض حرف تراثية فلسطينية أخرى، مثل صناعة الخيزران، والتنجيد، على الرغم من الأوضاع الحالية.
وتتابع شقليه:” تم تأسيس القرية عام 1998، بهدف الحفاظ على الحرف الفلسطينية القديمة من الاندثار، والحفاظ على تاريخنا وثقافتنا، ونحاول أن نحافظ على وجود القرية وهويتنا الفلسطينية، رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمنع الزوار من الحضور”.
وأوضحت أن إدارة المتحف، توجه دعوات باستمرار لزيارتها، خاصة إلى المدارس والجامعات العاملة في القطاع، أو أية وفود أجنبية تحضر لغزة.
وأشارت شقليه أنها تسعى للحفاظ على وجود القرية، ونشر ثقافة التراث الفلسطيني بين الأجيال، مضيفةً “نفتح أبوابنا أيضاً أمام الفنانين التشكيليين والمعارض المختلفة، لنبقي الحياة بين جدران القرية قدر المستطاع″.
وتؤكد شقليه أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي شارف على عقده الأول، “طال المشهد الثقافي بقسوة، كما باقي نواحي الحياة الأخرى”، معربة عن أملها في “انهائه وعودة الحياة الطبيعية لقرابة 1.9 مليون نسمة يقطنون القطاع″.
وترى شقليه أن هناك شرائح واسعة في المجتمع الغزّي “تحب الحياة وتبحث عن الفن، وتريد السلام والحرية”.
وفي بيت “النحاسيات”، يحاول جمعة الزعيم “60 عاماً”، نفض الغبار بين الحين والآخر عن بضاعته الأثرية القديمة.
ويقول الزعيم، الذي يعمل في القرية منذ أن فتحت أبوابها، إن “الزوار كانوا يتزاحمون بشكل يومي، أمام باب القرية لدخولها”.
ويعتقد الزعيم الذي يبيع المقتنيات النحاسية مثل الأواني وأدوات الزينة، التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية، أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والحروب والانقسام الفلسطيني، هي السبب الرئيس في عزوف الزوار عن القدوم للقرية.
واستدرك متحدثًا للأناضول:” كانت هذه المقتنيات محط أنظار واهتمام السياح الأجانب والوفود التي كانت تزور القطاع، كانوا يرغبون في معرفة التراث الفلسطيني”.
ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، تفرض إسرائيل على قطاع غزة، حصاراً خانقاً، شددته مع منتصف حزيران/ يونيو 2007 إثر سيطرة الحركة على القطاع.