مؤسسة جدارة الحياة اعلنت عن ولدتها قناة الميادين قبل ثلاثة اعوام، لتمنح من خلالها جائزة كل عام تحمل شعار المؤسسة “جدارة الحياة” لاحدى الشخصيات التي لها تاثيرها في النضال العالمي والانساني، اختارت هذا العام 2015 المناضل الاممي “فيدل كاسترو روس″ ليحمل هذا اللقلب، لم يكن الاختيار سهلا فالشخصية الاممية خاضت نضالها الانساني والثوري في امريكا الاتينية، وكان لهذا الرجل تاثيرا على كل حركات التحرر في العالم خاصة العربي، وازداد هذا التاثير عندما اعلنت كوبا تضامنها مع كل القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ، وجدت الميادين نفسها امام تحد كبير ، فمؤسسة جدار الحياة التي تتبع للقناة اعتادت ان تقيم حفلا كبيرا يبث على الهواء مباشرة للشخصية الممنوحه لقب الجدارة ، حيث اقامت القناة حفلين كبيرين في العامين الماضيين الاول كان للمناضلة الجزائرية “جميلة بوحيرد” والثاني في العام الذي تلاه لرئيس الوزراء اللبناني الاسبق “سليم الحص” وهذا العام سيكون هذا الشخص زعيما بحجم فيدل كاسترو في اقصى الكاريبي. لم تتردد القناة والقائمين على المشروع في حمل امتعتهم الى امريكا الاتينية ، بعد ان ابلغ الزعيم فيدل رئيس مجلس ادارة القناة الاستاذ “غسان بن جدو” موافقته على شرف حمل لقب “جدارة الحياة”. حمل فريق الميادين معه درع الجدارة لهذا العام وكل ما يمكنه ان يصنع حدثا فريدا في هافانا.
كانت هافانا على موعد مع الاصدقاء العرب ، الذين جاؤها من طرق شتى ليكونوا في الموعد المحدد انطلق البعض من بيروت الى موسكو.. فكوبا.. واخرون من بيروت الى باريس اليها.. ومن بيروت الى فنزويلا.. ومنها الى ارض الثورة.
لم تكن التحضيرات للحدث الكبير اقل صعوبة من مشقة الطريق، فالحفل سيقدم باللغتين العربية والاسبانية ، وعلى الفريق ان يجهز ما يليق بشخصية “فيدل كاسترو” وما يليق بقناة الميادين وبعيدا عن مركز القناة.
كانت هافانا دافئة معنا كما كنا نراها دائما من بعيد، احتضنا الجميع نخبا وسياسيين واعلاميين وثوريين واناسا طيبين، لم نكن نشعر ببعد المسافة او اختلاف الثقافة فالكوبيون يحتفون بكل زائر، خاصة ان كان عربيا.
اقيم حفل جدارة الحياة .. في هافانا .. وكنت اقدم هذا الحفل الكبير مع الماضلة والاعلامية “ارلين رودريغر” وهي من اشهر المقدمين في امريكا الاتينية .
في قاعة المؤتمرات وسط العاصمة شارك ملايين المشاهدين العرب الميادين تكريم القائد فيديل عبر مشاهدة الحفل الذي بثته شاشتها البرتقالية الاسبوع الماضي، اختارت القناة نشيد موطني ليكون الى جانب النشيد الوطني لكوبا بداية للحفل. هو ذاته النشيد الذي ظل يصدح على شاشة الميادين طوال فترة بثها التجريبي في 2012. القاعة غصت بالنخب السياسية والاعلامية والثقافية الكوبية . وفي مقدمهم اعضاء قيادة الثورة الكوبية وممثلا شخصيا للقائد فيدل كاسترو السيد (ابييل بييرتو)، الذي القى كلمة شكر باسم القيادة الكوبية واستلم درع جدارة الحياة من رئيس مجلس ادارة شبكة الميادين غسان بن جدو .
عرض الحفل عددا من التقارير عن القائد محل الجدارة ، وكان هناك اصوات لاناس بسطاء من كافة الشرائح والاقطار العربية اوصلوا رسائلهم للقائد الاممي، وقالوا له ماذا يمثل لهم وماذا يكنون له من مشاعر. كانت تلك الاصوات العربية تترجم مباشرة للغة الاسبانية للحضور . تضمن الحفل شهادات لشخصيات عالمية من الولايات المتحدة “وزير العدل الامريكي السابق رمزي كلارك والممثل الشهير داني غلوفر والرئيس البوليفي ايفو موراليس، ومن القدس المطران عطا الله حنا و من ايران وزير الخارجية السابق علي ولايتي ومن الجزائر الامين العام لجبهة التحرير عمار سعيداني وشهادات اخرى من روسيا وجنوب افريقيا”.
وقدم الفنان الاشهر في كوبا (روول توريس) اغنيتين تلخصان صمود كوبا وانسانية ثورتها وقدمت فرقة من الاطفال الكوبيين عرضا على انغام اغنية وطنية تتحدث عن البقاء في الارض و مواصلة الطريق حتى لو تغير لون الكون.
وختم الحفل رئيس مجلس ادارة الميادين غسان بن جدو بكلمة ، شكر فيها احتضان كوبا لفريق الميادين ، وقال بن جدو مخاطبا القائد فيديل (نأتيك كومندنتي نشكو واقعنا المرير، لكن لنخبرك ايضا اننا غير مستسلمين ولن نتراجع او ننهار او ننهزم داخلياً كما يريدون ويخططون. اطمئنوا ايها الاعزاء.. سننتصر عليهم بارادتنا وصمودنا وبما تعلمناه من قيم الثبات والمواجهة والذكاء ممن سبقونا ونجحوا وكافحوا وانتصروا، وفيديل يبقى في هذا رمزنا بمدرسة الصمود والنصر..
وضاف ان شبكة الميادين الاعلامية تتشرف بتكريم الزعيم الثوري الاممي فيديل باسمها وباسم ابنائها واحبائها وباسم الجيل الذي تمثله وتنتمي اليه، وباسم جيل الثورة الفعلية والمقاومة الحقيقية ولنعلن رفضنا للثورة المضادة وللوجوه الكالحة من اعداء المقاومة).
واتوقف عند امر طريف حدث معي اثناء تقديم الحفل مع المناضلة ارين رودريغز وكنا نقدمه معا انا باللغة العربية وهي بالاسبانية ..فقدنا الترجمة الفورية بيينا فجاه ولم اعد اعرف ماذا تقول زميلتي وهي كذلك ولكننا برغم ذلك استمرينا في تقديم الحفل دون ان يوقفنا هذا الطارئ ودون ان نتوقف للحظة ، فثمة مايسترو للميادين يجلس صامتا في مقدمة الحفل يستطيع ان يدير الامور كما اعتاد دائما وبجدارة المهنة دون ضجيج .
لمس فريق الميادين نجاح التحدي ، من خلال التفاعل الكبير للصحافة الكوبية التي تصدر صفحتها خبر حفل الجدارة ، كما تصدر الخبر نشرات الاخبار في ذاك اليوم . والاهم ان الزعيم فيدل كما علمت الميادين طلب الحفل كاملا مترجما الى اللغة الاسبانية ليشاهده بنفسه. قالت الميادين كلمتها على هامش كل هذا الحدث ومعانيه وجوهره ..(( نستطيع ان نصل حيث نريد))