خبر : بعد تهديدات نصر الله.. صمت رسمي إسرائيلي ومحللون: هل اغتيال القنطار كان خطأ ؟

الإثنين 28 ديسمبر 2015 11:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بعد تهديدات نصر الله.. صمت رسمي إسرائيلي ومحللون: هل اغتيال القنطار كان خطأ ؟



القدس المحتلة / سما / في الأسبوع الماضي، عندما هدّدّ الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ بالانتقام لاغتيال الشهيد سمير القنطار، حاولت إسرائيل استيعاب التهديد وتوجيه رسالة طمأنة للجمهور في الدولة العبريّة، عندما أعلنت عن أنّ منظومة الدفاع من طراز “الصولجان السحريّ” باتت جاهزةً وحاضرةً للدفاع عن إسرائيل من مختلف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله. 

وأمس قبل كلمة السيّد نصر الله دأبت وسائل الإعلام العبريّة على إبراز نبأ تشكيل وحدة الكوماندوز الجديدة بسبب التهديدات المتتالية من قبل حزب الله.


وبحسب موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، فإنّ القائد العام لهيئة الأركان في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط، قال خلال الاحتفال، الذي أُقيم على بحيرة طبريا، إنّه لا حاجة لفهم مخابراتيّ أوْ إستراتيجيّ واسع لفهم حساسية الفترة التي نعيش فيها.


وتابع قائلاً: إذا نظرنا إلى الشمال، واستمعنا إلى التهديدات التي تُطلق من هناك، من قبل حزب الله، وأيضًا من قبل تنظيم الدولة الإسلاميّة، وبالإضافة إلى ذلك، الموجة “الإرهابيّة” التي نتعرّض لها في القدس والضفّة الغربيّة، فنفهم أنّ التهديدات محدّقة بنا من كلّ حدبٍ وصوبٍ، والوحدة الجديدة ستكون رأس الحربة في الدفاع عن إسرائيل برًا وبحرًا وجوًا، على حدّ تعبيره.

 ولا يُمكن الفصل بين تهديدات نصر الله وبين الردود الإسرائيليّة عليه، ويسود الاعتقاد بأنّ الدولة العبريّة تعمل على ذلك بهدف طمأنة المواطنين الذين يُعانون من التوتّر والقلق، والهلع والفزع من الردّ المُتوقّع من حزب الله على اغتيال الشهيد سمير القنطار.


بعد كلمة نصر الله أمس، كان الجامع المشترك لدى وسائل الإعلام العبرية ومعلقيها، وسط صمت رسمي، خطأ التقديرات الابتدائية لتل أبيب التي يبقى عليها أنْ تنكفئ وتمنع جنودها ومستوطنيها من الظهور العلني على الحدود، علّها تحدّ من خسائرها المرتقبة، لأن الردّ آت وحتميّ، ومهما كانت التبعات.


وهكذا بدت إسرائيل، أمس، بعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في أسبوع الشهيد سمير القنطار، في حالة صدمة وإرباك. إعادة التأكيد على الالتزام بالرد مهما كانت التبعات، كانت كافية لدفع المسؤولين الإسرائيليين إلى الانكفاء، بعد يومين من التهديد والوعيد.


الصمت الرسمي، بعد كلمة نصر الله، قابلته تغطية إعلامية إسرائيلية لافتة، إذْ تسابق المحللون والمعلقون في مختلف وسائل الإعلام على تحليل مضمون الكلمة وأبعادها، مع شبه إقرار بأنّ إسرائيل أخطأت في تقدير ردّ فعل حزب الله.

 وكان التشديد لافتًا على عبارتَي مهما كانت التبعات، وأنّ على إسرائيل أنْ تقلق على الحدود وفي الداخل والخارج، كما قال السيّد نصر الله. وفي هذا السياق، وتحت عنوان “إسرائيل تستعد ونصر الله يهدد”، لفتت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ إلى أنّه للمرّة الثانية في أقّل من أسبوع، يعود نصر الله ويؤكّد على الرد، وفي ذلك رسالة إلى إسرائيل بأنّ كلّ التحذيرات والتهديدات لا تجدي نفعًا. 

وأشارت إلى أنّه سواء أحبّت إسرائيل ذلك أوْ لا، فإنّ نصر الله يعرف كيف يخطب وكيف يهدد. والسؤال هو: ما الذي سيفعله عمليًا؟ التقديرات تشير إلى أنّه سيرد، بل ويمكن أن يكون الردّ في الجولان نفسه. 

لافتةً إلى أنّه في إسرائيل لم يفهموا أهمية سمير القنطار من ناحية حزب الله. نصر الله ألزم نفسه بالرد، والرد سيأتي، على حدّ تعبير مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة، ألون بن دافيد. أمّا القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ فقد أشارت إلى أنّ نصر الله لا يريد أنْ يسمع التهديدات والتحذيرات والتلميحات الإسرائيلية بأنّه سيدفع ثمنًا باهظًا إذا قام بالانتقام. وأضافت: نصر الله ردّ على وزير الأمن موشيه يعلون، وعلى تهديدات أخرى سمعها من إسرائيل، ولسان حاله يقول: أنا ألزم نفسي بشكلٍ علنيٍّ بالرد. والسؤال يبقى فقط حول كيف وأين؟. 

علاوة على ذلك، أشارت القناة إلى أنّ حزب الله يتابع كل ما يحدث في إسرائيل، ولديهم منظومة كاملة متكاملة لرصد الوضع في إسرائيل وتصريحات ومواقف المسؤولين فيها، وصولاً إلى تتبع مواقع التواصل الاجتماعي ورصد شبكات المحادثة مثل الواتساب وغيره. ونصر الله يطّلع يوميًا، وربما كل نصف يوم، على ما يقال ويحدث في إسرائيل، قال التلفزيون الإسرائيليّ. وكان يعلون قد استبق أسبوع الشهيد القنطار بجملة تهديدات لحزب الله وأمينه العام.


وحذّر في حديث إلى القناة الثانية من الرد وتبعاته، وقال: أنا لا أريد أن أتحدث عمّن اغتاله، أيْ القنطار، أوْ لم يغتله. لكن من فعل ذلك عرف جيدًا من هو سمير القنطار، وأكّد وزير الأمن الإسرائيليّ على أننّا نتعامل بجدية مع مسألة الرد. لكن آمل أنْ يكون حزب الله قد تعلم من حرب لبنان الثانية، وأنّه لم يُقدّر في حينه ردّنا بشكل جيد. 

وساق يعلون قائلاً: لقد تبنّى نصر الله القنطار، وهو بذلك يتبنّى المسؤولية عن خمس عمليات ضدّ إسرائيل في الجولان، ولهذا السبب فليُعد حساباته، وليُعد الإيرانيون أيضًا حساباتهم، وهم الذين يحاولون فتح جبهة في الجولان، على حدّ تعبيره.
وسبق كلام يعلون تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيليّ الجنرال غادي ايزنكوت، أكّد فيها على أنّ إسرائيل قادرة على مواجهة التهديدات المقبلة من الشمال وأيّ تهديدات أخرى، حسبما ذكر.