الجزائر -دعا الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي , الشعوب العربية والإسلامية لأوسع حملة تضامن لدعم انتفاضة القدس التي تطوي شهرها الثالث بعنفوان وقوة .
وأكد الدكتور الهندي في كلمة له خلال وقفة تضامنية نظمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أول أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة "توحيد" الصفوف سواء الفلسطينية أو العربية لخلق قوة قادرة على مجابهة التصعيد الصهيوني.
وعرفت الوقفة التي نظمت بمقر دار الشعب التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين, تزامنا مع ذكرى المولد النبوي, توافد العشرات من مناضلي الجمعية من مختلف اقطار الوطن إلى جانب مشاركة مسؤولين وقياديين فلسطينيين مقيمين بالجزائر أو من فلسطين الى جانب تنظيمات سياسية وممثلين عن المجتمع الدولي.
واشار الدكتور الهندي الى ان الشباب الفلسطينيين يواجهون بصدورهم العارية الجيش الذي لطالما قيل انه لا يقهر بالحجارة والسكين نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي تسعى اسرائيل لتقسيمه وتهويده منذ سنوات.
وبين الهندي ان الانتفاضة الفلسطينية فاجأت العالم واثبت انها قادرة على استرداد الحقوق الفلسطينية مستشهدا بذلك بتأثيرها الإيجابي والقوي على الكيان الصهيوني الذي يعيش في مأزق حقيقي .
وأوضح د. الهندي أن هذه الانتفاضات حققت إنجازات لشعبنا منها اعتراف "إسرائيل" مضطرة بأن هناك حقوقا سياسية للشعب الفلسطيني على جزء من هذه الأرض الممتدة من البحر إلى النهر والتي يدعون أن الرب منحها لليهود. وكذلك الانسحاب من غزة وتفكيك مستوطناتها على يد أبو الاستيطان شارون.
ثم تحدث عن إنجازات انتفاضة الأقصى التي يدور رحاها اليوم بفعل إيمان وتصميم فتية وفتيات فلسطين والتي عطلت أو أجلت تقسيم الأقصى المبارك، والتي عطلت مشروع "الفلسطيني الجديد "المنسلخ عن دينه ووطنيته.
وأضاف د.الهندي أنه بفضل فتية وفتيات فلسطين فإن روحا جديدة تسري في الأمة تصوب البوصلة في زمن التيه والضياع وصراع المصالح.
وأضاف إن إسرائيل التي كانت تخرج في حروب خاطفة وحاسمة تردع المنطقة في ساعات أو أيام قليلة لا تستطيع اليوم أن تردع غزة على مدار 51 يوما أو أن تردع فتية وفتيات فلسطين الذين لا يملكون سوى إيمانهم وغضبهم ولكنهم ينشرون الرعب في كل أركان إسرائيل.
وأكد الهندي أن وظيفة الشعب الفلسطيني أن يحافظ على الاشتباك مع العدو الصهيوني في جميع الأوقات والأوضاع وأن يؤكد أن فلسطين فوق المحاور الانقسامات لأنها البوصلة التي تشير إلى العدو المركزي للأمة والذي زرع في قلبها ليمنع أي نهضة أو استقلال حقيقي لأي قطر فيها.
فيما أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم, أن هذه الوقفة تندرج في إطار سلسلة النشاطات التي تقوم بها الجمعية طيلة السنوات الماضية لنصرة القضية الفلسطينية "المنسية" مضيفا أن تحرير القدس المحتلة لن يتأتى إلا بتحقيق التنمية الإقتصادية والعلمية والأخلاقية في المجتمعات الإسلامية والعربية لخلق "قوة عربية قادرة على التصدي للخطر الحقيقي الذي يهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين".
بدوره, أثنى سفير دولة فلسطين في الجزائر, السيد لؤي عيسى, في مداخلته, على الهبة الجزائرية المعروفة منذ الأزل اتجاه القضية الفلسطينية مضيفا "إننا في الثورة الفلسطينية تربينا على خطى التجربة الجزائرية التي لازلت تلهمنا.
وأكد السفير الفلسطيني على أن أهم ما تحتاج إليه اليوم القضية الفلسطينية هي" توحيد صفوفها وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي لا يخدم إلا الكيان الاسرائيلي "والعمل على وضع برنامج عمل واحد واستراتيجية سياسة موحدة لإنجاح القضية الفلسطينية .
ودعا بالمناسبة جمعية العلماء المسلمين للمشاركة في الدعوة الى ضرورة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره "أداة وحدة وتوحيد وإطارا جامعا لكل الفلسطينيين بغض النظر عن خلفياتهم الفكرية والايديولوجية".
وشدد من جهته نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين, عمار طالب, أن "وحدة القيادة الفلسطينية يبقى شرط نجاح أي ثورة", مبرزا أن الجهاد الجزائر قد انتهى بالنصر بفضل إلتئام أبناء شعبه كله تحت مظلة واحدة.
وقد شارك من دولة فلسطين الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني عبر "السكايب" حيث خاطب الجموع المشاركة في الوقفة قائلا "إنكم تجددون اليوم دور أجدادكم الذين جاءوا قبل عقود من الزمن إلى القدس يجودون بدمائهم بعد ان هجروا الدنيا وهاجروا الجزائر, الى جانب العديد من المغاربيين, لنصرة المسجد الاقصى والذود عنه".
وأبرز ان احتشاد العشرات من الجزائريين اليوم في هذا المهرجان التضامني إنما يؤكد من جديد للعدو الإسرائيلي أن الاقصى "ليس وحيدا إن الزمان لن يطول بنا حتى تلتحم الامة العربية والإسلامية من جديد تحت راية واحدة للنفور نحو الاقصى لتحريره".
أما مدير المسجد الأقصى السيد ,ناجح البكيرات, فقد حذر من جهته من "خطورة المؤامرة" التي تحاك ضد الاقصى والتي تسعى الى تقسيمه من جهة وتغيير تسميته من جهة أخرى مشددا على ضرورة توعية فئة الشباب بهذه المخاطر.


