خبر : قيادي في حماس ينتقد وصف نائب رئيس العدالة والتنمية لإسرائيل بـ «الصديقة»

الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 08:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قيادي في حماس ينتقد وصف نائب رئيس العدالة والتنمية لإسرائيل بـ «الصديقة»



غزة / سما / عقد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثاني اجتماع خلال 24 ساعة، مع ثاني أكبر مسؤول تركي، رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، عقب اللقاء الأول مع الرئيس رجب طيب أردوغان، لبحث سبل فك حصار غزة، ضمن الاتفاق الآخذ بالتبلور لإعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وإنهاء أزمة العدوان على أسطول الحرية عام 2010 في الوقت الذي انتقد فيه أحد قادة حماس في غزة وصف المسؤول الثاني في حزب «العدالة والتنمية» التركي إسرائيل بـ «دولة صديقة».

وقالت حماس في بيان لها إن وفدا قياديا رفيع المستوى منها، برئاسة مشعل، التقى داوود أوغلو مساء أول من أمس في قصر «جان قايا» في العاصمة أنقرة.
وضم وفد حماس إلى جانب مشعل موسى أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي ، وسامي خاطر، وجهاد يغمور عضوي المكتب السيساسي. وذكرت أن الجانبين ناقشا آخر المستجدات في المنطقة خلال اللقاء الذي استمر لمدة ساعتين ونصف الساعة.
جاء ذلك بعد اللقاء مع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان مساء يوم السبت في قصر «يلدز» في مدينة إسطنبول، حيث ناقشا آخر المستجدات السياسية في المنطقة، وجرى الاتفاق بين الطرفين على عقد لقاءات موسعة خلال الأيام المقبلة.


ويفهم أن استقبال أردوغان ومن ثم أوغلو لقيادة حماس في أنقرة، بأنه يحمل رسائل طمأنة للحركة، بعدم إغفال ملف رفع الحصار عن قطاع غزة.

وفي خضم المشاورات التي تدور في أنقرة، وعقب لقاء مشعل بأوغلو، انتقد الدكتور باسم نعيم القيادي في حماس، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» التركي الذي يرأسه أوغلو، وهو الحزب المقرب من حماس، على خلفية تصريحاته التي اعتبر فيها إسرائيل وشعبها «أصدقاء لتركيا».

 وكتب على صفحته على موقع «فيسبوك» تحت عنوان «غير مقبول» «أن تراعي الدول مصالحها في علاقاتها الدولية فهذا أمر مفهوم، ولكن أن يصرّح نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، السيد عمر تشيليك أن دولة إسرائيل وشعبها أصدقاء لتركيا، فهذاغير مقبول البتة، ويتنافى مع السياق العام للسياسة التركية». وأكد أن إسرائيل «لن تكون صديقاً لشعب مسلم»، في إشارة إلى تركيا.


وضع نعيم أسفل التعليق الذي كتبه على صفحته تصريحات منسوبة لهذا المسؤول التركي، جاء فيها «لم نصل إلى اتفاق ما بخصوص المصالحة مع إسرائيل، ويجري العمل على مسودة اتفاق»، مشيرا إلى أن اللقاءات ستستمر حتى التوقيع على الاتفاق.


وأشار إلى أن لتركيا ثلاثة شروط، وأنه بدون تحقيقها لن تكون هناك مصالحة، وختم المسؤول التركي تصريحاته بالقول «دولة إسرائيل وشعبها أصدقاء لتركيا، وكل ممارساتنا حتى اللحظة كانت ردا على ممارسات الحكومة الإسرائيلية التي رأيناها قاسية وغير مشروعة.»


وتريد حماس أن لا يغفل الاتفاق التركي الإسرائيلي المتوقع رفع الحصار عن غزة، وأن تستمر حليفتها تركيا في وضع هذا الشرط كأساس لإنهاء أزمة العلاقات المتردية مع إسرائيل، وهو ما سيسجل مكسبا كبيرا للحركة حال تم، خاصة في ظل التقارير التي أشارت مع بداية الكشف عن الاتفاق المتوقع أن تركيا تنازلت عن هذا الطلب، مقابل تخفيف الحصار وليس إنهاؤه، والأخذ بمطلب إسرائيل إبعاد القيادي في حماس صلاح العاروري عن أراضيها.


وتعد تركيا من أكثر الدول الإقليمية في المنطقة الداعمة سياسيا على الأقل لحركة حماس، حيث تقيم الحركة علاقات قوية مع الحزب الحاكم وكثيرا ما يلتقي مشعل مع الرئيس أردوغان والمسؤولين الأتراك.


وفي هذا السياق قال القيادي في حماس الدكتور أحمد يوسف، إنهم سمعوا من أطراف متابعة لطبيعة التحركات والمستجدات بأنه سيكون هناك «تأثير إيجابي» على قطاع غزة ومحاولة تخفيف الحصار إن لم يكن رفعه بعد فترة من الزمن. وأكد أن ما سمعوه في حماس «يبعث على الطمأنينة»، وأنه «لن تكون هناك أي تسوية على حساب غزة وكرامة أهلها.» وأضاف «نحن مطمئنون أنه سيكون لتحسن العلاقات بين تركيا وإسرائيل، بالرغم من تحفظنا على ذلك، أثر طيب في جهود إعادة الإعمار وتسريع المشاريع التي رصدتها تركيا لقطاع غزة».


وأشار إلى أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل «ليست جديدة»، مشيرا إلى اعتراف تركيا بإسرائيل في الخمسينيات من القرن الماضي.


ويدور الحديث حول أن تركيا تريد قبل تطبيع العلاقات أن تشمل الصفقة مع إسرائيل، الاعتذار عن قتل المواطنين الأتراك الذين كانوا على متن «سفينة مرمرة» ضمن «أسطول الحرية»، ودفع تعويضات لأسر الضحايا، وسبق أن اشترطت رفع الحصار عن غزة.


وشهد الأسبوع الماضي الكشف عن اجتماع سري جرى بين رئيس الموساد ومساعد وزير الخارجية التركية في سويسرا، انتهى بورقة تفاهمات أولية، لإنهاء الأزمة. وخلال الهجوم الذي نفذته وحدات الكوماندوز الإسرائيلية ضد السفينة مرمرة، لصد قافلة «أسطول الحرية» قتل عشرة متضامنين أتراك، وأصيب العشرات منهم بجراح، وقدمت إسرائيل عبر رئيس وزرائها في وقت سابق اعتذارا لتركيا، بعد تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.