خبر : كشف اسباب اغتيال القنطار و تحليلات إسرائيلية تجمع: الرد آت لكن ما حجمه؟

الأحد 20 ديسمبر 2015 02:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
كشف اسباب اغتيال القنطار و تحليلات إسرائيلية تجمع: الرد آت لكن ما حجمه؟



القدس المحتلة /سما / كتب الصحفي المقرب من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية رون بن يشاي،والمحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقريرا كشف فيه اسباب اغتيال سمير القنطار جاء فيه:
لدى إسرائيل ثأر دموي طويل مع سمير القنطار الذي قتل وأضر وبالأساس بادر لتنفيذ عمليات ضد إسرائيليين وهو لا يزال في جيل 16 عاما، خصوصا منذ تلك الليلة المروعة التي قتل فيها عائلة هيران على شاطئ في نهاريا إضافة لشرطيين اثنين. لكن ما يميز القنطار عن إرهابيين آخرين ممن نفذوا وينفذون عمليات ضدنا كونه ابن الطائفة الدرزية في لبنان، وبغضه المقيت لإسرائيل لم يتغير حتى بعد أكثر من 30 عاما في السجون الإسرائيلية.
هذه الكراهية هي من دفعته إلى تقديم "خدماته" لحساب منظمات مختلفة في فترات طويلة. تنفيذ عملية القتل في نهاريا قبل 36 عاما تمت من قبل منظمة "جبهة تحرير فلسطين"، ومحاولة تنفيذ العملية الأخيرة التي حاول تنفيذها في الصيف المنصرم تمت من قبل منظمة حزب الله الشيعية. وتمت العملية من قبل مبادرة الإرهاب الإيرانية التي حاولت تأسيس جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان السورية.
يمكن ملاحظة تداعيات الأحداث بين أبناء الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا، على اخوتهم في إسرائيل. لكن ما يميز الدروز في إسرائيل ان هذه التأثيرات لا تؤثر عليهم، كراهية إسرائيل ليست هي الدافع لديهم بل على العكس ليس كما هو الحال لدى الشيعة والسنة على حد سواء في المنطقة. سمير القنطار كان طفرة على الرغم من أن بعض مشجعيه كان لديهم فضول لمعرفة المزيد عنه، امتاز بإخفاء أثره، قاتل دون شبهات وبفضل هذه الميزة لم يتسبب بأضرار أكبر.
لن يظهر نظام الأسد الترحيب باغتيال القنطار، أحد الرموز البارزة لما يطلق عليه " المقاومة السورية لتحرير الجولان"، ولا حتى بموت 8 نشطاء ومسؤول رفيع (الدرزي فرحان شعلان) قائد "المقاومة السورية لتحرير الجولان" ضمن لجان "المقاومة الوطنية السورية". أعضاء هذه الميليشيا الدرزية تعمل لدى النظام ضد المتمردين السنة الذين يحاولون تولي زمام الأمور على جبهة الجولان السورية، وخدمة جبهة الارهاب الإيرانية التي تؤسس بنية إرهاب ضد إسرائيل في المنطقة.
شكلت العمارة التي دمرت بالكامل على رؤوس ساكنيها للقنطار ملجأ وقاعدة مشتركة للمسؤولين العسكريين. ووفقا لهذه الحقائق لا يمكننا الا تقديم التقدير للمخبرين الذين عملوا بظروف غير طبيعية، الأمر الذي سمح بتنفيذ هذه الضربة الدقيقة، على ما يبدو بدون ضحايا مدنيين.
"الاسير اللبناني السابق في سجون اسرائيل سمير القنطار في 22 تشرين الاول/اكتوبر 2008"
من المحتمل جدا أن اغتيال القنطار وشركائه ليس بسبب عمليات الماضي بل بسبب إمكانية الضرر المحتمل الذين يشكلونه مستقبلا. بحسب تقارير أجنبية منذ 2013 حاول خبراء فيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية وقيادة حزب الله إيجاد السبل الممكنة التي تردع إسرائيل من مهاجمة قوافل الأسلحة التي تشق طريقها من سوريا الى حزب الله.
تمثلت الخطة التي توصلها لها في 2013 بقتح جبهة إرهاب جديدة ضد إسرائيل في الجولان. بمشاركة حزب الله، سوريا وإيران. سمير القنطار الذي تم تحريره في إطار صفقة تبادل مع حزب الله عام 2008 تم ارساله الى من لبنان الى سوريا لقيادة "المقاومة السورية لتحرير الجولان" وحزب الله القوة المحركة لها.
حاولت إسرائيل انشاء منطقة هادئة نسبيا في منطقة الجولان، لكن مع قدوم القنطار تبدلت كل الموازين، واستطاع القنطار ان يسبب ضررا استراتيجيا كبيرا لإسرائيل من خلال نشاطه الموجه لأبناء الطائفة الدرزية في كل من إسرائيل وسوريا ولبنان.
زعيم حزب الله حسن نصر الله قلل من شأن القنطار، لكنه حرص مع ذلك أن يقدم له الاحترام الكبير من أجل تعظيم خسارة إسرائيل التي أرغمت على إطلاق سراحه. حزب الله اختار القنطار لقيادة المجموعة كونه درزي وعلاقاته مع أبناء الطائفة الدرزية الذين يشكلون الأغلبية في السويداء (جبل الدروز- العرب) المقابل للجولان السوري وقرية حضر الواقعة في المنطقة العازلة على السفح الشرقي لجبل الشيخ.
سنرى كيف يتم الرد من قبل مجموعة القنطار في "المقاومة السورية لتحرير الجولان" على الاغتيال المنسوب لإسرائيل. على الأغلب سيكون الرد رمزيا. لكن علينا التذكر بالوجود الروسي في المنطقة، علما ان بوتين يصرح ليلا ونهارا بأنه وبلاده يعارضان من حيث المبدأ أي نشاط إرهابي.

في سياق متصل تجمع معظم التحليلات الإسرائيلية على أن حزب الله سيرد على اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين المحررين، سمير القنطار، لكنها تساءلت ما هو حجم هذا الرد وهل سيؤدي إلى فتح مواجهة شاملة بين الحزب وإسرائيل، فيما أشارت التحليلات إلى أن حزب الله تجنب في المرات السابقة وآخرها اغتيال جهاد مغنية من التصعيد المفتوح بسبب انهماكه في الحرب السورية.

في المقابل، قالت صحيفة 'هآرتس' أن إيران هي التي ستحدد حجم الرد وأنها هي 'العنوان' وليس حزب الله. ورغم أن المحللين في إسرائيل يزعمون أن القنطار نشط في الجولان بتعمليات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني وليس من حزب الله، إلا  أن أنظار معظمهم توجهت إلى رد حزب الله.

وكتب محلل الشؤون الفلسطينية في موقع “واللا”، أفي يسخاروف، أن التقديرات هي أن حزب الله سيرد على اغتيال القنطار لكن السؤال هو ما حجم الرد. وأضاف أنه في أعقاب اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، “اكتفى حزب الله بإطلاق صواريخ مضادة للمدرعات نحو موكب عسكري إسرائيل”، حسب تعبيره، والتي تسببت بمقتل جنديين إسرائيليين. وأشار إلى أن إسرائيل تجنبت الرد التصعيدي على ذلك وأن الطرفين سعيا لمنع تدهور الأوضاع.

وبحسب يسخاروف، فإن التقديرات هي أن يتجنب حزب الله التصعيد الشامل بسبب انهماكه في الحرب السورية. 

وكتب المحلل العسكري في “هآرتس”، تسفي هرئيل، أن عملية اغتيال القنطار “تبشر” بمرحلة جديدة من التوتر الشديد فوق المعتاد في تقاطع الحدود السورية الإسرائيلية اللبنانية. وأضاف أن إسرائيل كالمعتاد لم ترد على بيان حزب الله الذي حملها مسؤولية الاغتيال، رغم أن وسائل الإعلام حول العالم تحمل إسرائيل المسؤولية، وأن وجهة التطورات ستحددها إيران وليس حزب الله.

ويشير هرئيل هو الآخر إلى أن إيران تولت في العام الأخير الشبكة العسكرية التي بناها القنطار في الجولان والتي أطلق عليها “المقاومة الوطنية السورية في الجولان"، وأن حزب الله “خرج من الصورة” حسب تعبيره.

ونقل أن مصادر أمنية إسرائيلية ادعت منذ شهور أن القنطار ومعه فرحان شعلان الذي استشهد فجر اليوم كانا يخططان لعمليات ضد إسرائيل في الجولان. وقال إن اغتيال القنطار كان استباقيا وليس “تصفية حسابات” من الماضي كما ذكرت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وشدد هرئيل على أن حزب الله فضل في السابق عدم التصعيد في أعقاب الاغتيالات الإسرائيلية، لكن هذه المرة “العنوان هو إيران” وليس حزب الله، وأن اعتبارات طهران تختلف عن اعتبارات حزب الله وهي اعتبارات أوسع منها تطبيق الاتفاق النووي مع الغرب، خصوصا وأنها تنتظر إلغاء العقوبات المفروضة عليها قريبا. إضافة إلى ذلك، فإن أحد الاعتبارات المهمة هو الحرب في سورية إذ سحبت إيران نحو ثلثين من قواتها في سورية بحسب مصادر غربية.