غزة / خاص سما / لم يختلف أحد من السياسيين الذين تحدثنا معهم على أن "المصالح" هي التي تحكم الدول، بعضها ببعض، مهما كانت درجة الخلاف بينهم، فبعد أيام معدودة من إعلان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، (3 ديسمبر/كانون الأول) الجاري، تعليق المباحثات مع أنقرة بشأن مشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا المسمى "السيل التركي"، أعلنت أنقرة توصلها إلى اتفاق مبدئي مع تل أبيب بشأن تطبيع العلاقات بينهما يتضمن تقييد نشاط حركة حماس في الأراضي التركية، حسبما أفادت به مصادر تركية وإسرائيلية.
مصدر مسئول في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، كشف عن مشاورات على مستوى عال تجري بين تركيا وإسرائيل لإصلاح ذات البين، وأيضًا لشراء الغاز الإسرائيلي بدل الروسي.
الاتفاق بين أنقرة وتل أبيب ينص أيضا على طرد القيادي في حماس صالح العاروري من تركيا، كما شمل القرار وقف كافة نشاطات الحركة، بحسب نص الاتفاق.
وتأثرت العلاقة بين تركيا وإسرائيل، بعد حادثة سفينة مرمرة التركية عام 2010، المتوجهة لقطاع غزة بهدف فك الحصار، وقد اعترضتها إسرائيل في عرض البحر وقتلت نحو تسعة من الأتراك، وضل الخلاف قائم بين البلدين حتى تم التوصل إلى هذا الاتفاق والذي يضمن تقديم تعويضات لذوي الضحايا.
د. أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، اعترف أن السياسة بين الدول "عبارة عن مصالح، وقضايا المبادئ والأخلاق تتفاوت بين دولة وأخرى".
يوسف في حديثه لوكالة "سما" الإخبارية، أكد أن تطبيع العلاقة بين أنقرة وتل أبيب "لن يغير شيء"، وقال: "تركيا لن تغير موقفها تجاه حركة حماس، أو القضية الفلسطينية"، ودل على ذلك بالموقف التركي تجاه قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخيرة حيث كانت تركيا أول من هب لمساعدة القطاع وضخ المشاريع الحيوية للقضية، على حد قوله.
وأضاف "هناك مشكلة سياسية بين تركيا وإسرائيل، لها علاقة باستيراد الغاز من إسرائيل، وهذه قضايا إستراتيجية وحيوية بالنسبة لتركيا، وطبيعي أن تعيد علاقتها مع إسرائيل".
وتابع "هناك أمور تتعلق بمصالحها (تركيا)، قضية الغاز وغيرها، أن تشتريه من إسرائيل و أن يمر عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، وذلك يعد مصلحة إستراتيجية لتركيا"، مجدداً تأكيده على أن ذلك الاتفاق لن يؤثر كثيراً على القضية الفلسطينية أو يضر حركة حماس.
بل أن الاتفاق بين إسرائيل وتركيا، ربما يسهم بشكل أو بأخر بالتخفيف عن المعاناة والحصار المفروض على قطاع غزة، بحسب أحمد يوسف.
وعن البند الذي يتعلق بطرد القيادي في الحركة صالح العاروري، استبعد يوسف أن يجري ذلك، أكد أن الموقف التركي تجاه حماس "ثابت".
وأشار إلى أن الشعب التركي تربطه علاقة بالقضية الفلسطينية إستراتيجية ووجدانية، والتي هي بمثابة قضية الأمة، ولن تتوقف تركيا عن تقديم المساعدة للفلسطينيين.
واستبعد يوسف أن تتضرر مصالح حركة حماس مع تركيا بسبب تطبيع العلاقة بين أنقرة وتل أبيب.
وعن وقف أنشطة حركة حماس في تركيا، أكد أن ذلك حتى إن جرى لن يتم بطريقة تسيء لحركة حماس بل ستحفظ كرامتها.
ودعا القيادي في حماس، إلى ضرورة إصدار موقف رسمي من تركيا يشرح أبعاد هذا الاتفاق.
وانتقد يوسف التيارات اليسارية في المنقطة وفي فلسطين، التي تهاجم حركة حماس، وتشن حملة ضد تركيا وتشوه صورة رئيسها رجب طيب أردوغان.
تقرير: وكالة سما


