خبر : اعتذار النائب حنين الزعبي لشرطي الاحتلال صفقة مشينة ..جواد بولس

الجمعة 18 ديسمبر 2015 09:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اعتذار النائب حنين الزعبي لشرطي الاحتلال صفقة مشينة ..جواد بولس



تم التوصل في محكمة صلح الناصرة، إلى صفقة بين النيابة الإسرائيلية العامة ومحامي الدفاع عن النائب في الكنيست الإسرائيلية، حنين زعبي، ستفضي لإدانتها، بالاتفاق، بتهمة إهانة موظف جمهور (شرطي)، وذلك بعد موافقتها على إزالة حصانتها البرلمانية، كجزء من تلك الصفقة.
فلقد توصّلت الزعبي إلى اتفاق يقضي بشطب تهمة التحريض على العنصرية والعنف وقبولها الاعتراف باهانة رجال شرطة عرب، وذلك بعد أن وصفتهم بالخونة وطلبت من أحد المحامين ألا يصافحهم. جرت وقائع هذه الحادثة، بعد مقتل الشاب محمد أبو خضير، وحين حضر رجال شرطة عرب إلى مبنى المحكمة في الناصرة كي يشهدوا على بعض الشبان الذين اعتقلوا على نشاطاتهم الاحتجاجية. وافقت النائب حنين زعبي أن ترفع حصانتها كي يتسنى إنفاذ الاتفاق مع النيابة، والذي يقضي بإدانتها وتدفيعها غرامة مالية.
إن هذا الاتفاق يثير كثيرًا من التساؤلات العامة، وليس لي ملامة على حق السيدة حنين باختيار طريقها الشخصي لإنهاء قضيتها، لكن المشكلة الأعوص تبقى بأنها قبلت، وكشرط لإبرام الاتفاق معها، أن تكتب رسالة اعتذار من رجال الشرطة الذين وصفتهم بالخونة، وكما جاء في هذه الرسالة، التي نشرتها جريدة "هأرتس" وغيرها، فإنّها صرّحت بما يلي: "أشرت إلى أن تصريحاتي كانت على خلفية الاعتقالات القاسية، وقيلت خلال عاصفة من المشاعر فقط، وهي لا تمثل أسلوبي وطريقي، ولم أقصد المس بأي شخص، آسفة لقولي تلك الأمور وأعتذر أمام كل من مسست به. بالنسبة لي هذا حادث استثنائي لأن التصريحات غير اللائقة ليست نهجي".


                                                   لساني أسد إن تركته أكلني،
مرة أخرى أؤكد أن من حق حنين زعبي أن تختار استراتيجية الدفاع عن نفسها، بشكل شخصي، لكنها أخطأت، كقيادية، حين قبلت بما قبلته، فقبل عام ونصف، تبنت القيادات موقفًا أفاد على أن تقديم لائحة اتهام بحقها هو بمثابة مباشرة اسرائيلية مستفزة، وخطوة سياسية رعناء وضرب من ضروب الملاحقات الترهيبية بحق قادة الجماهير العربية. وكثيرون أكدوا أن حنين لم تخطئ، ولم ترتكب ذنبًا أو جرمًا، حين وصفت رجال الشرطة العرب بالخونة.


فماذا يقول جميع هؤلاء بعدما قرأنا ما قرأناه؟ ولماذا أخفيت هذه الحيثيات عن قراء العربية ولم ينشر نص تلك الرسالة وبنود الاتفاق؟ وكيف يمكن أن تتحول هذه النهاية المأساوية إلى نصر كما يفهم من تصريحات السيدة حنين حين تقول: "اليوم يعرف الجميع أن الجبل تمخض فولد فأرًا، فلا يوجد تحريض على العنصرية ولا على العنف كما حاولوا إلصاقه بي". أحقًا لا يوجد أكثر من ذلك؟
لم يفهم أصدقائي أين يقع الجبل في هذه القضية وأين الفأر؟ فما أن فرغ صديقنا من قراءة نص رسالة الاعتذار حتى سكننا مجددًا صمت شاحب، وعندها عدت مستجيرًا بذلك الياباني الذي يصر على لبس خوذته وكامل عدته، وهو في طريقه للموت، وأخبرتهم أنه يفعل ذلك لأنه ينتمي لشعب يؤمن أبناؤه بأن المرء يجب أن يقوم بالعمل الصحيح والمحترم، وبأمانة، ولن يكون فعله كذلك إلا اذا نفذه كما يتوقع شعبه ذلك منه؛ إنهم، "أرواح إلهية"، يذهبون للموت باسم الحرية والكرامة، ولكنهم يعرفون، انهم لن ينالوها إلا اذا احترموا شعبهم وتوقعاته منهم.
قلت، وسكتنا، فطوبى لمن ليس لديه ما يقول فيسكت..