خبر : مشعل: غزة ليست رهينة بيد حماس ونقبل بوجود الحرس الرئاسي بمعبر رفح

الثلاثاء 08 ديسمبر 2015 10:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مشعل: غزة  ليست رهينة بيد حماس ونقبل بوجود الحرس الرئاسي بمعبر رفح



الدوحة / وكالات / دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الى عقد اجتماع للاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للتفاهم على استراتيجية واحدة لاسناد الانتفاضة واتمام اتفاق المصالحة بناء على الشراكة مؤكداً ان موقف «حماس» في غزة والضفة والخارج هو واحد بشأن المصالحة وغيرها من الملفات.

وحددّ مشعل في لقاء خاص على فضائية «الجزيرة» الليلة قبل الماضية ثلاثة اهداف مرحلية لانتفاضة القدس، تقود نحو الهدف الاستراتيجي المتعلق بإنهاء الاحتلال، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني يبرهن بدمائه على أنه لا يمكن التعايش مع الاحتلال والاستيطان، ودعا العالم إلى توقع الكثير من المبادرات والمفاجآت من الفلسطينيين المتطلعين للحرية.

أهداف الانتفاضة

وقال مشعل في "لقاء خاص" على فضائية «الجزيرة» مساء امس الاول: "نريد من الانتفاضة لجم المستوطنين، ووقف الاعتداءات على القدس والأقصى، وإعادة الاعتبار للقضية وضرب الأمن "الإسرائيلي" في عمقه، والتأكيد أنها (إسرائيل) فاقدة للاستقرار والأمن، وصولاً للتخلص من الاحتلال".

وأكد على الحاجة إلى التفاهم على استراتيجية موحدة للانتفاضة والاتفاق على أهدافها وكيفية إدارتها ميدانيا، واصفا هذه المرحلة بأنها "لحظة تاريخية واستحقاق ينبغي التوافق عليه وطنيا".

وأكد أن الانتفاضة أفشلت مخطط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتقسيم الأقصى، وهو أمر عجزت عنه كل المبادرات السياسية، مشددًا على أن "التخلي عن خيار الانتفاضة والمقاومة ينهي المشروع الوطني ويضيع القدس والأقصى".

وقال إن روح المقاومة وجوهر النضال الذي يمارسه شعبنا متحقق في هذه الانتفاضة العظيمة التي أعادت القضية للمشهد الإقليمي والدولي، ووحّدت الشعب الفلسطيني من خلال حضورها في الضفة وغزة وأراضي 48 ومخيمات الشتات وحضورها في الساحات العربية.

مطالبة فتح بالانخراط

وشدد على أن الانتفاضة سندها الشعب والفصائل "لكنها تحتاج إلى غطاء وسند قيادي ابتداء من القيادة الفلسطينية" بما يستلزم قرارا قياديا لانخراط كافة الأطراف بما فيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

ورأى مشعل أن "هناك ترددًا من بعض الأطراف في الانخراط بالانتفاضة، وهناك غياب للأبوة القيادية لها مع الحضور الفصائلي".

ودعا رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" حركة "فتح" إلى أن تقرر -مع كل الفصائل والقوى- الانخراط في فعل الانتفاضة، مشددًا على أن هذه الانتفاضة ليست ضد السلطة وإنما ضد الاحتلال.

وتابع: "اتصلت بعباس في بداية الأحداث، ومع كل الفصائل"، موضحًا أن هذه هي استراتيجية "حماس"، وداعيًا إلى التفاهم؛ حيث قال: "أخاطب القيادة.. هذه لحظة تاريخية.. هذا استحقاق.. الانتفاضة سندها الشعب، ولكن تحتاج إلى غطاء وقرار وسند قيادي".

وبين مشعل أن هذا الجيل المبدع اليوم انتفض عندما رأى الأقصى يهدد بالتقسيم وتصاعد اعتداءات المستوطنين، عادًّا أن "المارد انطلق من قمقمه ليعبر عن مرحلة جديدة في الكفاح الفلسطيني، مطالبًا بانخراط الجميع في الانتفاضة.

وأشار القيادي الفلسطيني إلى أن الانتفاضة شهدت 180 عملية في 60 يومًا إضافة إلى مئات نقاط الاحتكاك.

كيري يكذب

وعدّ رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يكذب عندما يقول إن الانتفاضة ستؤدي إلى انهيار السلطة. وأضاف: "جاء كيري للمنطقة مرتين منذ اشتعال الانتفاضة لاحتوائها ومورست ضغوط دولية وإقليمية وهذا غير مقبول".

وأكد أن "الرهان على المفاوضات العبثية أثبت فشله طوال السنوات الماضية، وأعطى كل الفرص بلا نتيجة"، ومشددًا على أنه "لولا الانتفاضة الثانية لما أجبر شارون على الخروج من غزة".

وبين أن "حماس والفصائل، لا تركب موجات ثورية، بل هي تصنع هذه الموجات، وقال: "نحن من هذا الشعب، وهو منا".

قرارنا المضي بالانتفاضة

ولفت مشعل إلى أن هناك مبادرات فردية وتراكمًا لفعل الفصائل في هذه الانتفاضة.

وشدد على أن قرار حماس هو المضي في هذه الانتفاضة حتى النهاية، قائلاً: "نحن منخرطون في الانتفاضة، وسنمضي فيها حتى النهاية، وندعو الجميع للانخراط فيها"، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على اجتراح الوسائل لضمان استمرار الانتفاضة.

وتطرق إلى تصريح نتنياهو الذي يتحدث فيه عن قدرة اسرائيل على هدم الأقصى، مشددًا على أن من يهدم الأقصى يعجل بتقويض الكيان الاسرائيلي ويعجل بانتفاضة الأمة وخروج المارد من قمقمه ليلتحم مع شعبنا في المعركة.

المصالحة .. شراكة لا إحلال

وفي موضوع المصالحة، أكد القيادي الفلسطيني، أن "المصالحة شراكة وليس إبعادًا وإحلالا"، مشددًا على أن "هناك اتفاقات للمصالحة معروفة، مطلوب سلطة واحدة، وحكومة واحدة، تبسط نفوذها وانتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي والرئاسة، ونكون شركاء في قرار السلم والحرب".

وشدد على أن "غزة ليست رهينة بيد حماس في غزة"، معبرًا عن قناعة حركته بتشكيل حكومة "تتحمل المسؤولية بشكل كامل دون انتقائية".

وأعرب مشعل عن موافقة الحركة على استلام الحرس الرئاسي (الأمن) في المعبر والحدود، دون إقصاء للموظفين المدنيين، مبديًا ترحيبه بأي رعاية للحوار، وداعيًا لاجتماع الإطار القيادي للمنظمة للنظر في كل القضايا.

وفي السياق ذاته، أعلن مشعل قبول "حماس" استضافة المملكة السعودية لرعاية المصالحة وإتمامها، مضيفًا: "مستعدون في حماس بغزة والضفة والخارج من أجل أن نلتقي لحل قضايا المصالحة دون انتقائية.. شركاء في السياسة والنضال".

وفند ادعاءات البعض بأن قيادة "حماس" بغزة ترفض تسليم الحكومة، مذكّرًا أن قادة الحركة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية، سلموا الحكومة بناء على إعلان الشاطئ وما سبقه من اتفاقات.

وشدد على أنه لا مشكلة لدى "حماس" في تولي الحكومة صلاحياتها على أن يكون ذلك بشكل كامل دون انتقائية، مشيرًا إلى قضية الموظفين ورفض الحكومة الاعتراف بهم.

وقال مشعل إن ما تعيشه القدس والمناطق الفلسطينية المختلفة انتفاضة حقيقة، وأكد استعداده للقاء مع فتح لمعالجة كل ملفات المصالحة الفلسطينية دون انتقاء.

وقال مخاطبا القيادة الفلسطينية إن "هذه لحظة تاريخية ولا بد من سند لانتفاضة القدس"، ودعا فتح وغيرها من التنظيمات الفلسطينية إلى تبني الانتفاضة اليوم، مشيرا إلى أنها "تشكو من غياب الأبوة القيادية والسياسية"، ومؤكدا أن هناك ترددا من بعض الجهات في الانخراط فيها.

وأكد مشعل -في برنامج لقاء خاص الذي استضافته فيه «الجزيرة»- أن دماء الشهداء على الأرض أوقفت مشروع تقسيم الأقصى، موضحا أن "المشهد اليوم هو مشهد انتفاضة رغم اختلاف الناس على المصطلح".

وأشار إلى أن ما يحدث هو جوهر النضال وجوهر المقاومة، وأنه انتفاضة توحد عليها الشعب في القدس وفي مدن الضفة ومخيماتها، وحتى في غزة رغم عدم وجود الاحتلال وكذلك في مناطق الـ48.

ويرى مشعل أن نمط هذه الانتفاضة مختلف عن الانتفاضات السابقة، كما كان يتغير النمط مع كل مرحلة، مضيفا "هذه انتفاضة حقيقية".

وقال إن جيل الشباب اليوم انتفض عندما رأى الأقصى يهدد بالتقسيم ورأى عربدة المستوطنين ورأى كل الآفاق مسدودة، ورأى الضفة غاب عنها الفعل النضالي سنوات طويلة، وأدرك بوعيه أنه لا بد من امتلاك زمام المبادرة.

وقال إن هذه الانتفاضة أعادت القضية الفلسطينية إلى الأذهان، ودعا الفصائل السياسية -وخاصة حركة فتح- إلى الانخراط فيها، وأكد أن حماس منخرطة فيها، وقال "قرارنا في حماس سنمضي في هذه الانتفاضة حتى النهاية".

وقال مشعل "أوجه دعوة لكل القوى أن تساند هذه الانتفاضة التي توجه ضد عربدة المستوطنين"، وأكد أن الانتفاضة ستستمر ما دام الاحتلال موجودا.

وقال إن غزة مصرة على أن تكون في معركة القدس رغم ظروف الحصار وجراح الحروب السابقة، مؤكدا أن التخلي عن خيار المقاومة يضيع القدس.

وأوضح أنه "أمام الأقصى والقدس والاستيطان والاحتلال وتهديد المشروع الوطني الفلسطيني لا بد أن نضحي بكل شيء"، ويبقى -بحسب رأيه- أن يتكاتف الجميع وأن تتحمل القيادة الفلسطينية مسؤوليتها ويشعر الجميع أنه قادر.

وقال إنهم في حماس دعوا إلى لقاء إطار قيادي مؤقت لبحث "كيف ندير الانتفاضة وكيف نبني إستراتيجية وطنية نضالية مشتركة وكيف نعالج ملفات الانقسام"، وما يستتبع ذلك من تسلم الحكومة الفلسطينية لكل مهامها في الضفة وفي غزة.

وقال إن «حماس» مستعدة للقاء مع فتح لمعالجة كل ملفات المصالحة الفلسطينية دون انتقاء، ودعا حكومة السلطة الفلسطينية لإدارة معبر رفح دون المس بالموظفين.

ونفى مشعل أن تكون «حماس» قد اصطفت يوما مع محور في المنطقة ضد آخر، وقال إنها كانت على الدوام تؤمن بمركزية فلسطين وأن قضية فلسطين هي أولى القضايا التي يمكن أن تجتمع عليها الأمة.

ودعا القادة العرب والمسلمين إلى "تحمل مسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية"، وقال إن إستراتيجية حركته هي أن تنفتح على الجميع، وأكد أنهم طرقوا أبواب الجميع "ومن يفتح الباب نحن ندخل منه".

وقال إنهم بعد الربيع العربي لم يقطعوا العلاقة مع أحد، وأكد أن علاقتهم كانت قوية مع قطر وتركيا، وأن هذه العلاقات ليست جديدة، كما كانت قوية مع إيران وسوريا.

واختتم مشعل حواره بدعوة القادة والحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل المسؤولية إزاء ما يجري في الأقصى، مؤكدًا أن الفلسطينيين يمارسون المقاومة في بلدهم، وأن هناك "بونًا واسعًا بين المقاومة والإرهاب".