غزة / سما / لا تفسر حركة حماس التقارب التركي الإسرائيلي المفاجئ الذي حدث مؤخرا، من خلال قيام الطرفين برفع التمثيل الدبلوماسي المتدني منذ العام 2010، إلى مستوى القائم بالأعمال، على أنه سيأتي بالسلب على وضعها في قطاع غزة، بقدر ما تعده خطوة مهمة في سبيل إنهاء الحصار الذي وعد به سابقا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة في ظل توقف المندوب السابق للرباعية الدولية توني بلير عن أي وساطة لـ”الهدنة طويلة الأمد” بين حماس وإسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر شهرين.
أحد قادة حماس قال ان حركة حماس من قبل تلقت تطمينات مؤكدة من الجانب التركي، ومن الرئيس أردوغان شخصيا، أكد فيها أن انهاء الخلاف مع إسرائيل وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، يجب أن يتضمن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل إسرائيل.
ويقول القيادي في الحركة الذي لم يفضل ذكر اسمه لـ “رأي اليوم” ان ذلك الأمر جرى تأكيده في الزيارة الأخيرة لرئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل لأنفرة، ولقائه بالرئيس أردوغان.
وقد اشترط أرودغان الذي قلص مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل، حين كان رئيسا للوزراء، إلى أدنى مستوى بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وقتل عشر متضامنين أتراك، بضرورة اعتذار إسرائيلي رسمي عن الحادثة، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وقد قبلت إسرائيل الشرط الأول واعتذر نتنياهو في اتصال هاتفي من أروغان، لكنها ظلت تماطل في حجم التعويض لعائلات الضحايا، ورفع حصار غزة.
وقد كشفت إسرائيل عن طريق نائب المدير العام لوزارة الخارجية آفيف شيرؤن بأنها اتفقت مع تركيا على رفع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال بعد ان تم تخفيضه إلى مستوى سكرتير ثان في أعقاب أحداث مرمرة قبل خمسة اعوام ونصف العام.
هذا المسؤول الإسرائيلي الرفيع قال ان هناك رغبة قوية لدى شرائح مختلفة من الشعب التركي في إعادة العلاقات مع إسرائيل إلى سابق عهدها وخاصة في القطاعين السياحي الاقتصادي.
وقد سبق ذلك أن قالت إسرائيل أن نتنياهو لمس خلال قمة المناخ في فرنسا، التي شارك فيها أردوغان رغبة تركية في تحسين العلاقات.
وفور الكشف عن الأمر، لم تكن حركة حماس منزعجة من التقارب، إذ لم تعلق على الأمر نهائيا في تصريح رسمي، خاصة وأنها سبقت الخطوة بتصريح عن مصدر رسمي رفض فيه كل أشكال التطبيع العربي والإسلامي مع إسرائيل.
“رأي اليوم” علمت من القيادي في حماس أن اتصالا بهذا الشأن سيجريه مشعل قريبا مع أردوغان، للتأكيد على ضرورة وضع غزة على جدول أعمال تحسن العلاقات مع تل أبيب.
وهناك من يرى أن الخطوة سيكون لها مردود إيجابي، خاصة مع اقتناع حماس بأن تركيا تملك من أدوات الضغط لفك حصار غزة، أكثر بكثير من مقترحات توني بلير منسق الرباعية السابق، خاصة وأن الرجل أوقف وساطته للوصول إلى “هدنة طويلة الأمد” مع بداية الأحداث التي تشهدها المناطق الفلسطينية، إذ سبق ذلك وفق اللقاء الذي جمعه مع مشعل في الدوحة، أن طلب زعيم حماس أن يأتي بلير بمقترحات مكتوبة للهدنة يتم بحثها عن طريقه بين حماس وإسرائيل.
ورغم وساطة بلير، إلا أن حماس كانت تشعر أنه دوما يحاول تمرير أفكار إسرائيل، وأنه لا يعتبر وسيطا صادقا بقدر ما كان يمارس مهام موظفي لدى إسرائيل.


