وكالات / تقدم معظم شركات التقنية الكبرى ” وغيرهم ” خدمات صحية ورفاهية لموظفيها لضمان انتاجيتهم وسلامتهم الصحية والنفسية، ومن هذه الخدمات، الطعام المجاني، والذي عادة يكون من الرقي بمكان بحيث قد يصل لمستوى الفنادق والمطاعم ذوات الخمسة نجوم، وبكميات كبيرة، وعلى مدار ساعات العمل، وهنا يكمن سؤال المقال:
ما مصير هذه الكميات من الطعام المجاني الفائض عن حاجة موظفيها؟ فلنتعرف سوية على ذلك…
جوجل GOOGLE
تقوم شركة قوقل من خلال 39 مقهى منتشر في مقراتها بالولايات المتحدة، وبالتعاون مع برنامج ” طهاة لإنهاء الجوع ” بإعادة تدوير الطعام الفائض وتوزيعه على مؤسسة غير ربحية تدعى ” الأمل للقلب ” وتقوم بتوزيعه على نزلاء ملجأ للمشردين في أوكلاند، وتجدر الإشارة إلى أن عدد موظفي الشركة حتى وقت قريب من عام 2015 ما يزيد عن 57 ألف موظف موزعين حول العالم.
تويتر TWITTER
تتبرع شركة تويتر بالطعام المعبأ في صناديق مناسبة، لمنظمة غير ربحية في سان فرانسيسكو تعرف باسم ” فود رانر Food Runners “، وهي تعمل من خلال شبكة متطوعين لتوفير أكثر من 5000 وجبة غذائية يومياً، ويدعم نفس المنظمة شركات أخرى مثل أوراكل، باي بال، Airbnb، لينكد ان، وأدوبي. ويعمل في تويتر حتى نهاية الشهر الحالي حوالي 4300 موظف حول العالم.
دروب بوكس DROPBOX
ومن مدينة سان فرانسيسكو أيضاً وبالتعاون مع برنامج بيت الغذاء ” House Food ” تقدم دروب بوكس خدمة الوجبة الغذائية لأكثر من 1000 مستفيد يومياً، وتعمل على نظام يقلل من اتلاف المواد الغذائية لأكبر قدر ممكن بحيث تستخدم أجزاء الطعام في مكونات الشوربات والبيتزا المقدمة للمستفيدين.
جينيتيك Genentech
تشارك شركة جينيتيك مع العديد من المؤسسات الخيرية التي تقدم الغذاء المجاني للمحتاجين والمتشردين في سان فرانسيسكو خصوصاً في جنوبها، ومن هذه المؤسسات: فوود رانر وطهاة لإنهاء الجوع، واللجنة اللاتينية، ومن المساهمات التي شكلت فارقاً لتطوير خدمات فوود رانر أدى إلى توسعها في جميع مناطق سان فرانسيسكو أنها قدمت منحة لمدة عام كامل كراتب بدوام كامل لموزعي الوجبات الغذائية عن طريق الدراجات النارية، ومنذ 2013 قدمت الشركة ما يزيد عن 1.3 مليون دولار لتعزيز جهود برامج مكافحة الجوع في خليج سان فرانسيسكو.
هل هذا الوضع هو واقع الشركات التقنية منذ بدايتها أم أنه تحول؟
مديرة العمليات في ” فود رانر Food Runners ” نانسي هان Nancy Hahn “، تقول إن هذا العام تم انقاذ 4000 وجبة غذائية بعد حفلة لإحدى شركات التقنية لموظفيها على متن سفينة رست في خليج سان فرانسيسكو ليكون بمثابة فندق عائم، وأن هذا الرقم من الوجبات ما قمنا برؤيته ولا ندري إن كان أكبر من ذلك أم لا.
ووفقا لنانسي هان أيضاً، تشير إلى أن 50% من الطعام الفائض والذي يمثل أكثر من 17-18 ألف رطل أسبوعياً من المواد الغذائية في حين أشارت ” ماريا ياب Maria Yap ” المؤسسة ل ” Peninsula Food Runners ” أن نسبة الطعام المورد لمؤسستها يأتي من خلال شركات التكنولوجيا مثل لينكد ان وجودادي بنسبة 70% من مجمل تبرعات الطعام بما يعادل 35000 رطل أسبوعياً وتعزو السبب في زيادة الكمية لأنها تتعاقد مع متعهدي الطعام في هذه المؤسسات.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية إهدار الطعام في الولايات المتحدة الأمريكية قضية قومية ولا تقتصر على ولاية دون أخرى، ولا تقتصر على صنّاع التكنولوجيا دون غيرهم إذ يشير تقرير مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية لعام 2012 أن 40% من المواد الغذائية يكون مصيرها الإتلاف ولا تؤكل! ومن الإحصائيات المثيرة للقلق أن نسبة الأشخاص المعرضين لخطر الجوع يزيد في الأماكن التي تحتضن فيها شركات عملاقة، فنسبة الأشخاص المعرضين للجوع ضمن الرقم الوطني بشكل عام هو ” 1 من كل 6 أشخاص ” في حين نجده يصل إلى ” 1 من كل 4 أشخاص ” في أماكن مثل ولايتي سانتا كلارا وسان ماتيو، اللتين تضمان ما يعرف ماوتن فيو، اللتين يحتضنان المقرات الرئيسة لشركات كبرى قوقل، فيسبوك، ياهو، ولينكد ان.
شركة بون أبيتي للإدارة ” Bon Appetit ” الشركة التي تدير المقاصف والمطاعم في كبرى شركات التكنولوجيا مثل قوقل، تويتر، ولينكد ان، تحاول في هذه السنة العمل على تصحيح الأخطاء في إهدار الطعام من خلال خطة استراتيجية ستؤتي ثمارها مع بداية 2018م، حيث قامت باستئجار متخصص لديها للاستفادة من الطعام المهدور، وخلال هذا العام، تبرعت الشركة بما يزيد قليلاً عن 88 ألف دولار نتيجة للتوجهات الجديدة في منع إهدار الطعام.