خبر : هل يُسيطر الذكاء الاصطناعي على قدرة العقل البشري مستقبلًا؟

الأحد 29 نوفمبر 2015 02:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل يُسيطر الذكاء الاصطناعي على قدرة العقل البشري مستقبلًا؟



وكالات / خلال السنوات القليلة الماضية تسابقت العقول في مضمار جديد نوعاً ما عمّا كان عليه القدماء، في عصور أقل ما توصف بأزهى عصور التقنية، في مضمار الذكاء الاصطناعي الذي توغّل في جميع مجريات حياتنا الآن، إلى أن جعل جميع مهامنا الحياتية عبارة عن رقائق مُبرمجة بشكل متقن.

يعتمد التحوّل البشري إلى هذه الطفرة التقنية على الاعتقاد الذي يُخيّم على عقول العلماء بكون الحاسوب أحد الصور المادية للعقل البشري، بدءاً من الخوارزميات التي تدعم عمل الإنترنت بشكل كامل ومروراً بالشبكات الاجتماعية ومحركات البحث، وصولاً إلى التعليمات البرمجية في الحسابات اليومية والهواتف الذكية، لعل هناك من يؤيد قدرة الذكاء الاصطناعي بخوارزمياته على تعزيز قدرة العقل البشري، لكن لوهلة أما تعتقد أن العقل البشري هو أساس هذا وليس العكس؟!

مع تطوّر عصور البشرية رأينا تطوراً للعقل البشري في صورة آلة ثم محرك ثم هاتف ثم حاسوب ثم هاتف نقال ثم شبكة قربت البعيد وهلم جرا، ومن الطبيعي أن الخلية البشرية يُمكنها بناء نفسها مرة أخرى، لكن بالنظر إلى الآلة لن يُمكن أبدًا أن تقوم باستنساخ نفسها مهما كانت قدرتها وإبداع صانعها.

على الرغم من محاولات محاكاة العقل البشري في صور عدّة، إلا أن علم الأعصاب الإدراكي قد أظهر العديد من الاختلافات بين العقول وأجهزة الحاسوب، وقد ساهمت تلك الاختلافات في فهم آليات معالجة المعلومات العصبية مما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور الذكاء الاصطناعي، إليك هذه الاختلافات.

العقل مبني على التماثلية، لكن الحواسب مبنية على الرقمية

من السهل أن تتصور الخلايا العصبية في صورة ثنائية، نظراً لإمكانيتها في إطلاق إمكانات العمل حتى وصولها إلى عتبة معينة، على الرغم من التشابه الظاهري للبتات “0” و”1″ إلا أنه يُمكن إجراء العديد من العمليات المستمرة والمتعددة في المعالجة العصبية المباشرة.

يستخدم العقل البشري ذاكرة معنونة المحتوى

يتم الوصول إلى المعلومات في ذاكرة الحاسوب من خلال الوصول إلى عنوان وجودها بالذاكرة حسب الفهرسة التي تمت لها، لكن العقل البشري يستخدم ذاكرة معنونة المحتوى للوصول إلى محتوى معين، ويتم الوصول إلى مفاهيم مرتبطة بغيرها أي أنها تستدعي معلومات ذات صلة بجانب المعلومات الأصلية وهذا مالا يفعله الحاسوب بل يقوم باستدعاء المعلومة وفقط.

على سبيل المثال، عند استدعاء كلمة “ثعلب” من ذاكرة بشرية فإن العقل يستدعي جميع المعلومات المتعلقة بالثعالب والحيوانات الذكية وكيفية صيده وجميع الحيوانات المشابهة في الصفات والشكل وغيرها من المعاملات التي يُمكن القياس بها، يتم تطبيق هذا في توصيات عمليات البحث لدى المواقع والشبكات الاجتماعية في الوقت الحالي لكنها مسألة تتعلق بزمن البحث.

العقل البشري يعمل بالتوازي، لكن الحاسوب يعمل بالتوالي

يتطلب الحاسوب ذاكرة كبيرة كي يستطيع إجراء الكثير من العمليات المعقدة لكن ليس في آن واحد، بل يتم إجرائها في سلسلة من التعليمات البرمجية وتخزينها لحظياً في الذاكرة المؤقتة إلى حين تخزينها لفترة أطول في ذاكرة الجهاز، لكن العقل يستطيع إجراء أكثر من عملية في آن واحد، معالجة لحظية للكثير من العوامل التي قد تؤثر على نتيجة الدراسة أو المعالجة، على الرغم من أن الحواسب يُمكنها القيام بما يقرب لذلك من خلال توزيع المهام على نطاق واسع من دوائر الشبكات العصبية إلا أن الأمر لن يصل أبداً إلى ما أبدعنا به الخالق.

سرعة المعالجة ليست ثابتة في العقل

ليس هناك نظام دقيق لحساب الوقت المستغرق لإتمام المهام والمعالجات بنجاح، فهناك الكثير من القيود التي قد تؤثر سلباً أو إيجاباً على تمام سير العملية من ناقلات عصبية متشابكة واختلافات فعلية بينها وتماسك وتنافر بينها، ليس هناك ساعة مركزية في الدماغ لحساب الأمر بدقة تامة.

تشابهت الذواكر المؤقتة اسماً لكن المهام مختلفة

على الرغم من تشابه بين ذاكرة الوصول العشوائي في الحاسوب وذاكرة المدى القصير في العقل البشري إلا أنه بإلقاء نظرة فاحصة على الاختلافات تبيّن أن ذاكرة المدى القصير تضع مؤشرات فقط لذاكرة المدى الطويل مقارنة بتخصيص جزء من ذاكرة الحاسب لهذا النوع من الذواكر.

ختاماً، العقل البشري أكبر بكثير من أي جهاز إلكتروني

تشير النماذج البيولوجية الدقيقة للعقل البشري وجود 225 مليون مليار تفاعل بين أنواع الخلايا العصبية وفروع المحور العصبي والعمود الفقري والتي تشتمل على تأثيرات هندسية جذعية، وما يقرب من 1 تريليون خلية غروية تقوم بمعالجة المعلومات العصبية.

هل تتوقع عزيزي القاريء تفوق الذكاء الاصطناعي في يوم ما على قدرة العقل البشري في ظل ازدهار التقنيات الحديثة؟ أم سيظل العقل البشري هو المسيطر على كل شيء؟ دعنا نرى وجهة نظركم بالتعليقات…