خبر : قصص مؤلمة.. مجلة عبرية تكتب عن معاناة الأطفال في السجون الاسرائيلية

السبت 21 نوفمبر 2015 01:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
قصص مؤلمة.. مجلة عبرية تكتب عن معاناة الأطفال في السجون الاسرائيلية



القدس المحتلة - اعتقلت قوات الاحتلال عددا كبيرا من القاصرين الفلسطينيين مؤخراً، الأمر الذي دفع إدارة السجون الى إنشاء جناح جديد لهم. ونشرت عدد من منظمات حقوق الأنسان تقاريرا حول حالات سوء معاملة القاصرين، الذي يعتبر خرقاً للقانون الدولي.

وقالت مجلة "972" الاسرئيلية ان سلطات الاحتلال اعتقلت مئات القاصرين الفلسطينيين منذ بداية اندلاع المواجهات شهر تشرين الأول الماضي، وتم ارسالهم الى أربع منشآت تابعة لمصلحة السجون داخل الخط الأخضر.

واضافت المجلة انه بعدما ازدادت وتيرة الاعتقالات في الضفة الغربية، قررت مصلحة السجون الإسرائيلية انشاء قسم خاص ومؤقت للقاصرين الفلسطينيين في سجن "جفعون" في الرملة بهدف تخفيف الاكتظاظ داخل السجون الاخرى، ويذكر ان سجن "جفعون" كان مكاناً لاحتجاز اصحاب الجرائم البسيطة المحكوم عليهم بالسجن لمدة اقل من خمس سنوات، بما في ذلك طالبي اللجوء والفلسطينيين الذين دخلوا اسرائيل بدون تصاريح .

ووفقاً لنادي الأسير فإن 62 قاصرا فلسطينيا محتجزون داخل "جفعون"، بينما قال محامون من مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان بعد زيارتهم المنشأة قبل عدة ايام انهم رأوا فقط 56 أسيرا.

والتقى محامون من اللجنه العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل مع عدد من الاسرى القاصرين المحتجزين في السجن، ولا احد منهم لديه سجل اجرامي، بعضهم في سن الـ14 وتم اتهامهم بعدة قضايا.

وفي حديث مع هؤلاء الصبية قالوا انه يتم احتجاز ثلاثة اشخاص داخل زنزانة صغيرة، مساحتها مترين بمتر، بعضهم لم ير اي شخص من افراد عائلته منذ اعتقالهم قبل عدة أسابيع.

وقام موقع "الانتفاضة الالكترونية" باجراء مقابلات مع بعض أهالي القاصرين المعتقلين في السجون الاسرائيلية، البعض قالوا انه لم يتم ابلاغهم باحتجاز ابنهم، حيث يتم العثور عليهم بعد عدة ايام على اختفائهم داخل سجن "جفعون" بمساعدة من الصليب الأحمر.

ويشتكي الأطفال الفلسطينيون من المعاملة القاسية والمهينة داخل السجن من قبل الحراس. حيث قال اعضاء في اللجنه العامة لمناهضة التعذيب انه في احدى الحالات قام الحراس بالدخول الى الزنزانة حاملين الهروات وقاموا بضربهم لمدة تقارب الساعة، وذلك بسبب انطلاق انذار جهاز كشف الدخان.

وبعد الانتهاء من ضربهم، قال اعضاء اللجنة ان الحراس قاموا باخذ احد الصبية خارج الزنزانة وقاموا بخنقه حتى اصحبت الرؤية عنده غير واضحة. وقاموا بعد ذلك بوضعه في زنزانة انفرادية وكبلوا يديه وقدميه، وكانوا يتركونه من الساعة 10:00 مساءً حتى 6:00 صباحاً وهو يرتدي ملابس مبلوله وبدون مياه او طعام. وعندما كان يطلب السماح له بالخروج الى دورة المياه، كان يضطر الى الانتظار لمدة ساعتين قبل السماح له بالقيام بذلك.

وأكدت مصلحة السجون ان هذا الأمر قد حدث داخل السجن، مبررين ذلك ان عددا من القاصرين سببوا اضطرابا داخل السجن وكسروا عمداً جهاز كاشف الدخان داخل زنزانتهم، الأمر الذي ادى الى غمر الزنزانة بالمياه وخسارة السجن الآف الشواكل بسبب الأضرار. ومن اجل منع حدوث اضطرابات مستقبلية تم تقييد وتكبيل اربع صبية طيلة ساعات المساء، وبعد ذلك تم اعادتهم الى زنزاناتهم.

صرحت مؤسسة الضمير ان في الأول من شهر تشرين الثاني تم اخد صبي قاصر الى دورة المياه وتعريته بالكامل وتفتيشه. وفي نفس اليوم، وفقاً للمنظمة، فإن الحراس هاجموا عددا من القاصرين عندما قاموا بتفتيش زنازيهم.

وقال المحامون في نادي الأسير ان في الحالة "Z" وهي حالة طفل (16 عاماً) من القدس، قد تم ضربه على يديه وقدميه من اجل اجباره على الركوع على الأرض ووضع وجهه امام الحائط لعدة ساعات .

وأضافت المنظمة ان الاطفال اشتكوا من الطعام السيء الذي يقدم لهم داخل السجن، حيث يؤكدون على ان ما يقدم لهم من طعام غير كاف وبارد وغير صالح للأكل.

ورفضت إدارة السجون هذه الادعاءات حول كمية ونوعية الطعام قائلة ان القاصرين يحصلون على طعام يحتوي علي فيتامينات، ويقدم لهم 5 وجبات يومياً.

ووفقاً لما صرحته إدارة السجون الإسرائيلية فانه في نهاية شهر أيلول الماضي كان يوجد 182 معتقلا اسرائيليا (عرب ويهود) داخل سجن "جفعون"، و187 قاصرا فلسطينيا بتهم أمنية تحت سن الـ18، معظمهم من الضفة الغربية.

ومنذ بداية شهر تشرين الأول تضاعف عدد القاصرين الفلسطينيين، حيث صرح نادي الأسير ان في الـ20 من تشرين الثاني كان يوجد اكثر من 400 اسير فلسطيني قاصر في السجون الإسرائيلية.

ولا يستطيع الكثير من القاصرين داخل السجون الاتصال مع عائلاتهم، لأنه يجب على العائلة تقديم طلب للحصول على تصاريح للدخول الى إسرائيل حيث توجد هذه السجون.

ويذكر ان نقل الأسرى الى خارج الأرض المحتلة يعتبر انتهاكاً لمعاهدة جنيف، لكن هذه قصة أخرى -تقول المجلة العبرية-، لأنه يتم وضع الأسرى تحت اشراف حراس السجن الذين لا يتحدثون اللغة العربية غالبا، ويتم حرمانهم من خدمات اعادة التأهيل والتعليم والنشاطات الاجتماعية، وتقول لجنة مناهضة التعذيب ان كل ما يوجد في السجن هو تلفاز.