في إطار المرحلة الثانية من مشروع إعادة التفكير في فلسطين، كمبادرة فنية برعاية الاتحاد الأوروبي، تواصل الورشة الدولية لفن الجرافيتي، التي انطلقت الأربعاء في رام الله، تحت عنوان “لما تحكي الحيطان” بعد نجاح المرحلة الأولى التي نُفذت في بداية العام الحالي، في قصر هشام التاريخي في مدينة أريحا، نشاطها في الرسم على الجدران.
وكانت المرحلة الأولى من المشروع، نُظمت بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني الماضي. واستغرق المشروع الذي أقيم في قصر هشام في أريحا، أسبوعاً بمشاركة فنانين أوروبيين وفلسطينيين.
ويضيف المشروع قيمة جمالية إلى الأماكن، فضلاً عن كونه فرصة كبيرة للفنانين للعمل سوياً، والحوار والتعاون لإنجاح هذه الفكرة، التي تتلخص بإعادة إنتاج صوره عن التعاون بين فلسطين والعالم، خصوصاً في دول الاتحاد الأوروبي، من خلال أعمال فنية تكرس قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية.
وفي المرحلة الثانية من المشروع، تنفذ مجموعة من الفنانين الأوروبيين والفلسطينيين جداريات في مواقع مختلفة من مدن الضفة الغربية وغزة ومدينة القدس، بالتعاون مع البلديات والهيئات المحلية في مدن الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله وأريحا ونابلس وقطاع غزة.
وأكد مسؤول الإعلام في الاتحاد الأوروبي في القدس، شادي عثمان، أهمية هذه المبادرة الجمالية في شراكة مع المعهد الوطني للاتحاد الأوروبي من أجل الثقافة EUNIC، التي تزرع التعاون والترابط بين الفنانين الفلسطينيين والأوروبيين، وإنشاء المشاريع والنشاطات المشتركة التي تنفذ في فلسطين.
وتم اختيار فكرة الرسم على الجدران لهذه المرحلة من مشروع إعادة النظر الى فلسطين كأداة فنية مهمة لهذا المشروع، نظراً الى طبيعتها الفريدة والمتميزة في إيصال الرسائل الإنسانية والثقافية، فضلاً عن أهمية الرسم الجداري لكل من الفنانين الفلسطينيين والأوروبيين.
والكتابة والرسم على الجدران، كانا ومنذ فترة طويلة وسيلة لنقل الأفكار والتعبير والتواصل مع الجمهور، وفي فلسطين تحديداً، يحتل الرسم على الجدران مكانة خاصة، واختير هذا النوع من الفن لقدرته على التوصيل والتفاعل المباشر مع المجتمع، والتعبير عن القضايا التي تهمه.
ويقول منظمو المشروع، إنه يطمح الى إضافة قيم جمالية وفكرية إلى مدونة الفن والثقافة في فلسطين. وعلاوة على ذلك، ستركز الورشة على موضوعات إنسانية وحياتية تسلط الضوء على القيم العليا للإنسان في كل مكان، مثل العدالة والتسامح والتعاون.
ولن يقتصر عمل الفنانين فقط على تجميل الجدران الفلسطينية بالألوان والرسوم، لكن أيضاً الاحتفاء بالرموز والمعاني المهمة التي هي جزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية.
يشار إلى أن عدد الفنانين المشاركين في الورشة 12 فناناً، نصفهم من دول مثل ألمانيا وفرنسا وليتوانيا والنروج وإسبانيا، في حين يمثل الجانب الفلسطيني فنانون فلسطينون من غزة والضفة الغربية، وهم من الفنانين الشباب الذين احترفوا الرسم الجداري.