رام الله - قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوي، اليوم السبت، إن اللقاءات التي جرت قبل أسبوعين في بيروت بين طرفي الانقسام الفلسطيني (حماس وفتح)، أعطت مؤشرات واضحة بأن حركة حماس غير جاهزة على الاطلاق في هذه الاثناء للمضي قدماً في تطبيق ما جري الاتفاق عليه بشأن اتمام المصالحة الوطنية الفلسطيني.
وبين المسئول وهو عضو اللجنة تنفيذية بمنظمة التحرير أن حماس أيضا غير جاهزة للبدء في تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا تزال تفرض ذات الاشتراطات، وفي مقدمتها قضية موظفي قطاع غزة التي تعتبرها مفتاح لحل أي قضية أخرى من القضايا المتعلقة بالانقسام".
وكان وفدان قياديان من فتح وحماس الأول برئاسة مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، والثاني نظيره الدكتور موسى أبو مرزوق، عقدا اجتماعا في بيروت خلال وجودهما هناك قبل أسبوعين، تم خلاله بحث سبل دعم الهبة والانتفاضة الشعبية وتطويرها واستمرارها لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وجرى التأكيد في هذا الاجتماع على ضرورة إنهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبشكل خاص حماية المسجد الأقصى المبارك من خطر التقسيم الزماني والمكاني. واتفق كذلك على توحيد جهود الفصائل الفلسطينية كافة، في مواجهة الاحتلال وتفعيل التعاون والتنسيق وتكثيف اللقاءات لإتمام المصالحة الوطنية.
وتساءل المسئول عن تناقض مواقف حماس بشأن الوحدة الوطنية، قائلاً: "حماس دعت قبل أيام حكومة الوفاق لاستلام مهامها كاملة في قطاع غزة، ولكن المسؤول تساءل لماذا لم تستلم الحكومة القطاع حتى الان بعد سنة ونصف من تشكيلها ولماذا حتى الان حكومة الظل بغزة تدير الأوضاع، لماذا يتم ربط عودة موظفين السلطة بحل مشكل موظفي غزة".
وتابع المسئول تساءله قائلاً:" السؤال المهم هل فعلاً حماس جاهزة لكي تسلم الحكومة كل الصلاحيات كما هو الحال في الضفة الغربية وتتحول حماس إلى فصيل فلسطيني كباقي الفصائل وترك الحكومة تعالج كافة القضايا العالقة"، مشدداً على أهمية التزام حماس بما جرى التوافق عليه فلسطينياً بشأن موظفيها، قائلاً:" قضية الموظفين شأنها كشأن أي قضايا أخرى عالقة، وحلها يكون وفقا للاتفاق الذي جرى في القاهرة عبر تشكيل لجنة قانونية وإدارية".
وبشأن زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة أوضح المسؤول أن الزيارة، لا تزال قائمة، لكن لا يمكن أن تتم في ظل استمرار فرض حركة حماس لاشتراطاتها المسبقة للزيارة، خاصة المتعلقة بموظفيها، مبيناً أنهم لم يتلقون أي اشارات ايجابية من حماس بشأن الزيارة.
وأكد أن المشكلة لا تكمن في توجه الوفد إلى قطاع غزة، لكن المشكلة هي في كيفية ضمان أن تكون الزيارة ناجحة وتفضى إلى نتائج حقيقية وملموسة يشعر عبرها الفلسطينيين بتغير على الأرض يظهر ملامح الوحدة الوطنية، قائلاً:" إن زيارة وفد لغزة بدون نتائج ملموسة سيخلق حالة من التوتر السياسي إلى جانب الاحباط لدى الشارع الفلسطيني".
وختم المسئول حديثه بتأكيده لطرفي الانقسام وخاصة حماس بضرورة الوحدة الوطنية، مناشداً إياهم بتغليب المصلحة الوطنية العلياً على المصلحة الحزبية الضيقة، ومؤكداً أن الانقسام الفلسطيني يشكل خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني، ومكسب جيد للاحتلال الإسرائيلي


