الخليل- "تخيلها اختك".. كلمتان على صورة تختصران آخر ما كان يشغل عقل وروح الشاب رائد جرادات من بلدة سعير بالخليل قبل ان يمضي الى مهمته الاخيرة حيث غرس سكينه بعنق جندي ثم ارتقى شهيداً.
هو "شهيد النخوة" كما أسماه اقرباؤه واحبته، فقد كانت الصورة التي نشرها على حسابه عبر فيسبوك للشهيدة دانية ارشيد مضرجة بدمائها قرب الحرم الابراهيمي وقد اشعلت جريمة اعدامها غضبه على الاحتلال لكن دون ان يظهر نواياه بالثأر لها امام أحد سوى خالقه.
ارتقى شهيداً بعدها، وتصادف ان يشيع جثمانهما بفارق يوم، امس دانية واليوم رائد وخلال مهرجان تشييعه في سعير او كما يصفه الفلسطينيون عادة بـ"عرس الشهيد" كانت المفاجئة، فقد تحول التشييع الى عرس حقاً عندما تقدمت عائلة جرادات بطلب يد الشهيدة دانية للشهيد رائد.
وبعد الاعلان عن هذا الطلب كانت لحظات لا توصف لعرس غاب عنه العريسان، وتبدلت فيه الابتسامات بالدموع، وقد حُمِلَ والدا الشهيدين على الاكتاف وتعانقا باكيان.
مشهد استثنائي ونادر يمتزج فيه الفخر بالحزن بالدمع بالدم بالمواساة بالتهنئة، لا فواصل ولا حدود هُنا بل مشهد سريالي لا تراه الا في فلسطين، ولا تصلح معه اية كلمات.. لذلك نترك المشهد يعبر عن ذاته:
