خبر : الكشف عن مخطط صهيوني تاريخي لاغتيال المفتي أمين الحسيني

السبت 31 أكتوبر 2015 02:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن مخطط صهيوني تاريخي لاغتيال المفتي أمين الحسيني



الناصرة ـ وديع عواودة - بعد أسبوع على فرية رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بحق مفتي فلسطين الراحل محمد أمين الحسيني كشف ناشط سابق في منظمة «الهغاناه» الإرهابية عن محاولة لاغتيال المفتي، داعيا للتحالف مع الشعب الفلسطيني. وقال يعقوب شافير(90) إنه شارك في محاولة إسرائيلية لاغتيال المفتي الحسيني بل أصيب هو بنفسه خلالها. ويعترف شافير أن فلسطين لم تكن فارغة من أهلها وأنه لو كان يعرف ذلك لما جاء مهاجرا لها من رومانيا.
وفي حديث مطول مع صحيفة «هآرتس « أمس كشف أن الهجاناه أرسلته في مهمة خاصة في كانون ثاني/ يناير 1948 حينما كان طالبا بالجامعة العبرية في القدس ويعمل مصورا بعد الدوام. ويكشف أن «الهغاناه» قررت اغتيال الحسيني وعلمت أنه عاد لمنزله في حي الشيخ جراح ورغبت باستجماع معلومات استخباراتية عنه.
ويوضح أنه كيف قام بتصوير مداخل منزل المفتي تمهيدا لعملية اغتياله بتفجيره هو والمنزل، موضحا أنه التقى قبل ذلك بزميلة له فكشف لها عن مهمته السرية وطلبت مرافقته.
وكانت الخطة أن يتظاهرا كعاشقين ويقوم هو بالتقاط صور لها قبالة منزل المفتي وتحويل الصور لقيادة الهغاناه. لكن الرياح لا تجري دوما بما تشتهي الهغاناه. فمع بلوغه الموقع فتح قناصة النار عليهما فقتلت صاحبته وأصيب وهو يحاول رفعها عن الأرض. ويتابع القول «هكذا فشل مخطط اغتيال الحاج أمين الحسيني. «ويستذكر أن صحيفة « دافار» الصهيونية كتبت في اليوم التالي أن القدس تحولت لساحة وغى وتعرضت لاعتداءات من قبل عصابات قتل خلالها ثلاثة يهود. ويقول إن الأسى أكله طيلة عقود وندم على اصطحاب تلك الفتاة التي رافقته وتسبب هو بقتلها كما يقول. لكنها بموتها أنقذته إذ كان مقررا أن يشارك في هجوم على موقع فلسطيني ببن القدس وبيت لحم قتل فيه كافة المهاجمين من «الهغاناه» لأنه مكث في مستشفى هداسا نتيجة إصابته خلال تصوير بيت المفتي. ومع الأيام تحوّل شافير من صهيوني متحمس إلى ناشط يساري متشائم.
وعن الصهيونية التي جلبته لفلسطين مهاجرا يقول «منذ بدايتها كانت الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية ونحن لم نأت لبلاد فارغة. لو كنت أعرف الحقيقة لما كنت جئت. « ويرى أن الجهة الوحيدة القادرة اليوم على إنقاذ المشروع الصهيوني هم الفلسطينيون، داعيا للتحالف معهم من أجل إسعاف الحالة من خلال تصحيح الغبن التاريخي وإعادة البلاد لهم ولا مجال لغير ذلك.
ولم تكن تلك المحاولة اليتيمة لاغتيال المفتي، فقد كشف الصحافي الإسرائيلي يزهار بئير قبل خمس سنوات معلومات عن عدة خطط لقتل الحسيني. وبحسب ذلك فقد قام رجل الموساد دافيد كارون بتجنيد عنصرين من منظمة «الإيتسيل» الصهيونية، انتحلا شخصية عربي يرتدي الكوفية وذهبا إلى غزة عام 48. وقال بئير إن الخطة كانت تقتضي دخول مسجد اعتاد الحسيني الصلاة فيه وإطلاق النار عليه خلال صلاة الجمعة. ويقول دافيد يعقوبي أحد الناشطين في الإيتسل الذي كلف بالمهمة إنها كانت مهمة انتحارية واحتمالات العودة منها بالسلامة يناهز الصفر. ويتابع «تم تزويدنا بمسدسين ومئات الذخائر وكانت الخطة تقتضي بلوغه وزميله إلى مدينة عسقلان حيث كان يفترض أن يحصلا على حمارين وملابس عربية قبيل التسلل لغزة سوية مع طوابير اللاجئين الفلسطينيين. كنا قد أدركنا أننا بصدد عملية انتحارية».
وروى شريكه نسيم بن دافيد ن المهمة اقتضت وصولهما يوم جمعة للمسجد الكبير في غزة واغتيال المفتي الذي توفي في المنفى بلبنان عام 1974، بإطلاق الرصاص عليه عن قرب لكن المهمة لم تخرج لحيز التنفيذ. وفي محاولة لتبرير الخطة الإجرامية يقول بن دافيد إن المفتي لم يكن مسؤولا عن « الحل النهائي « لكنه أيده.
وديع عواودة