خبر : الدراما الأجنبية “تغزو” مصر وتهدد عرش الشاشة العربية الأولى

السبت 31 أكتوبر 2015 11:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الدراما الأجنبية “تغزو” مصر وتهدد عرش الشاشة العربية الأولى



يعتبر المشاهد المصري دائم البحث عن الجديد، بما يتوافق مع ذوقه العام ويملأ وقت فراغه، وقد أقبل وبكثافة على الدراما التركية والهندية، التي ما فتئت أن انتشرت بشكل واسع في المجتمعات العربية، وبدت في موضع منافسة شرسة مع الدراما المصرية.
فوجود قنوات درامية متخصصة في عرض ذلك النوع من الأعمال الفنية ساعد في أن يكون لها جمهورها المُتابع، وتعرض تلك القنوات وعلى مدار ساعات اليوم أعمالاً فنية درامية وسينمائية.
وقد واجهت الدراما المصرية في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في موسم رواجها بشهر رمضان، انتقادات واسعة تتعلق بالسرد التاريخي أو القصص البعيدة عن المجتمع المصري.
نقاد ومحللون فنيون، أكدوا أن تلك الدول منتجة الأعمال الفنية حجزت مكانها على القمر الصناعي نايل سات لتبث الأعمال الفنية للجمهور العربي، فأطلقت الهند قناة “زي ألوان” تُقدم الدراما الهندية باللغة العربية.
ومؤخراً، أطلقت شبكة قنوات “mbc” قناة “mbc Bollywood” لعرض الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية الهندية بعضها مدبلج للعربية، والآخر يصحبه ترجمة باللغة العربية.
ووسط معاناة الشباب المصري، جذبت الأعمال الفنية الكورية التي تناقش مشكلات الشباب، شريحة عريضة من الجمهور، حيث وجد فيها الشاب المصري محاكاة لمشاكله اليومية، فيما وجدها آخرون تأخذهم لمجتمعات أبعد؛ هروباً من روتين حياتهم ومعاناتهم من مشاكل البطالة والفقر.
علياء سيد (34 عاماً) ربة منزل، أكدت أن لديها شغفاً بمتابعة الأعمال الفنية الهندية لا سيما الرومانسي منها.
وتابعت في حديثها لـ”الخليج أونلاين”: “أتابع ثلاثة مسلسلات هندية منها (لعبة القدر، ومن النظرة الثانية، وجودا أكبر)، والمسلسلان التركيان (أثير الحب، ولعبة القدر).
ولفتت علياء إلى أن ما جذب انتباهها في تلك الأعمال الفنية هو الواقعية في عرض القصة، ومعالجتها، متابعة: “التشويق داخل تلك الأعمال الفنية يزيدني ارتباطاً بها وعزوفاً عن متابعة الأعمال المصرية”.
وأشارت إلى أنها لا تخشى على أسرتها وأطفالها من متابعة تلك الأعمال؛ نظراً لعدم وجود مشاهد غير لائقة، أو ألفاظ نابية وأنها تناقش قضايا اجتماعية بطريقة شيقة.
– انتشار الدراما الأجنبية
الناقد السينمائي رامي عبد الرازق، أكد أن انتشار الدراما الأجنبية في مصر ولا سيما الهندية والتركية في صالح المشاهد المصري.
ولفت في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن الدراما التركية تجاوزت فكرة الانتشار في مصر، حيث أصبح لها قاعدة جماهيرية عريضة، وأن الدراما الهندية بدأت مؤخراً تنتشر بشكل كبير وحققت مشاهدات عالية.
وأوضح عبد الرازق أن وجود قنوات درامية متخصصة في عرض الأعمال الفنية التركية والهندية، ساهمت في انتشار تلك الأعمال بشكل كبير، وخلقت تنوعاً ملحوظاً.
وشدد على ضرورة ألا يقتصر التليفزيون المصري على عرض الدراما المصرية فقط، لافتاً إلى أن الإنتاج الدرامي في مصر مقتصر على شهر رمضان، وطوال العام يتم إعادة تلك الأعمال.
ونفى عبد الرازق أن يكون لانتشار الدراما التركية والهندية تأثير على نظيرتها المصرية التي لها النصيب الأكبر من الجمهور.
وتابع: “الخوف من تأثُر صناع الدراما بالمنتجات الفنية الهندية والتركية، ويكون التقليد شكلياً فقط وعدم تطوير الموضوع الدرامي”.
وأكد الناقد الفني أن طبيعة الدراما الهندية والتركية والتي تُغطي أيام طويلة خلال العام، خلقت قاعدة كبيرة لها من جمهور ربات البيوت، اللاتي لا يمانعن من متابعة عمل فني واحد لشهور متتالية.
وأشار إلى أن هناك استراتيجية في توسيع قاعدة المتلقين للدراما الهندية، والذين حجزوا أماكن لهم على الأقمار الصناعية التي تبث للجمهور العربي، على عكس الدراما المصرية التي لم تحاول ترجمة أعمالها وتسويقها للجمهور الغربي أو الهندي.
وتابع قائلاً: “رغم أن المسلسلات الأجنبية تناقش المشكلات في تلك المجتمعات، إلا أن المتلقي لها لا يبحث عن نفسه أو اهتماماته من خلالها، وإنما يبحث عن الآخر”.
ولفت عبد الرازق إلى أن تلك القنوات نجحت بدليل أن الأفلام الهندية تأتي في المرتبة الثانية بدول الخليج، وتأتي في المرتبة الأولى في المغرب العربي”.
– البحث عن المختلف
في السياق ذاته، أكدت الكاتبة والناقدة الفنية، ماجدة خير الله، أن انتشار الدراما التركية والهندية في مصر؛ يؤكد أن الجمهور أعجبه هذا النوع من الدراما الذي به تنوع واختلاف في الشكل والدراما.
ولفتت في حديثها لـ”الخليج أونلاين” إلى أن الجماهير تبحث دائماً عن المختلف وما يوافق أذواقها.
وأشارت خير الله إلى أن الجمهور المصري أقبل من قبل وبشكل كبير على الدراما الأمريكية، موضحة أن تاريخ الدراما المصرية يؤكد أنها لا تتأثر سلباً بالدراما الأجنبية التي تُعرض.
وتابعت قائلة: “من الممكن أن يدفع إقبال الجمهور على الدراما الأجنبية المخرجين المصريين للاهتمام بالصورة والحركة داخل الأعمال الفنية المصرية”.
وأوضحت الناقدة الفنية أن انتشار القنوات الدرامية المتخصصة التي تعرض الأعمال الفنية الأجنبية، يؤكد أن هناك طلباً على ذلك النوع من الفنون، وأن تلك القنوات تبحث عن وسائل لجذب المشاهدين.
وبيّنت أن إقبال الجمهور العربي والمصري على الدراما والأفلام الهندية دفع إلى إنشاء تلك القنوات.
وتابعت خير الله: “لا تأثير اجتماعي من تلك الدراما على المجتمع المصري، لأنها تمثل مجتمع وثقافة أخرى، ولكل مجتمع ثقافته وعاداته التي تختلف عن الآخر”.
من جانبها أكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، أن الدراما المصرية تمر بفترات عصيبة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر.
وأوضحت أن الإنتاج الثري للدراما الهندية والموضوعات الإنسانية التي تتناولها، وتعرضها بشكل مميز ساعد الأعمال الفنية الهندية على أن “تغزو العالم”.