قرار المستشار القضائي للحكومة يهودا فينشتاين بتقديم لائحة اتهام بحق بنيامين بن اليعيزر لم يفاجيء احد. ايضا التهم التي اتهم بها والمتعلقة بالرشوة وتبييض الاموال والنصب ومخالفات الضريبة والاخلال بالثقة. هذا الشخص الذي كان من المفترض أن يشغل مناصب رفيعة في السياسة الاسرائيلية نجح في البقاء لسنوات طويلة والسؤال الحقيقي لماذا تقدم لائحة الاتهام في هذا الوقت فقط.
لقد كان بعيدا خطوة واحدة عن منصب الرئيس ولا يجب أن يقول احد ان رؤساء حزب العمل لم يسمعوا الشائعات ولم يعرفوا بالامر. استعدادهم لدعمه حتى اللحظة الاخيرة، هو نقطة سوداء في التاريخ الجماعي لهذا الحزب. صحيح أن الشائعات لا تكفي. صحيح أنها كانت شائعات حول اشخاص آخرين (مثل موشيه كتساب) ولم يعمل اي شخص سياسي على اساسها من اجل ابعاده عن السياسة. وحظي فؤاد بمكان قيادي في حزب العمل وكان على رأس الحزب وكان الشخص الثاني من حيث الاهمية – وزير الدفاع. ولكن التوصية عليه ليكون رئيسا للدولة، بعد أن تم تلويث هذا المنصب السابق.
التقيت معه لاول مرة قبل ثلاثين عام حين كان منسق شؤون المناطق. اردت أن افهم منه ما هي سياسة الحكومة في حينه في ادارة المناطق ولم افلح بفهم شيء من اقواله. اصبت بالذهول لان شخص كهذا موجود في منصب بالغ الاهمية وعندما عبرت عن ذهولي امام بعض الاشخاص قيل انه شخصية ميدانية جيدة وأن لغته العربية ممتازة وانه يستطيع ان يربت على الكتف لدرجة الالم. بعد ذلك بوقت قصير ذهلت عندما ترشح عيزر فايتسمن للكنيست وانتخب في حركة "ياحد" وقام باجراء مفاوضات ائتلافية مع حزب المعراخ.
كانت هذه المرة الاولى التي اشارك فيها في المفاوضات واذكر انني قلت لزملائي في الحزب انه ان كانت هذه هي السياسة فانني سأنهي مسيرتي الان وفهمت ان فؤاد لا يعبر عن معظم السياسيين في اسرائيل وهذا لحسن حظنا.
في بداية سنوات التسعين قال لي فايتسمن انه أخطأ عندما أحضر فؤاد الى الكنيست. ولكن هذا كان متأخرا جدا. بنى بن اليعيزر حوله مؤيدين "محروقين"، مجموعة ضخمة في الوسط العربي صوتت له، وشكل شبكة كاملة من الصفقات مع الشركاء المتوقعين وغير المتوقعين. وانا اذكر انه في احد الايام صرخ عليّ في أروقة الكنيست مدعيا انه في كيبوتس معين الكثيرين فيه يؤيدونني تم توزيع ورقة للمرشحين دون أن يكون اسمه فيها. بعد أن انتهى من الصراخ قلت له "فؤاد أنا لا اعقد الصفقات وبالذات معك لن اعقد اية صفقة سياسية". نظر الي للحظة وبعد ذلك سأل بجدية: "كيف يتم انتخابك اذن؟".
بنيامين بن اليعيزر مثل كل مواطن آخر في دولة اسرائيل. بريء طالما أنه لم تدينه المحكمة. لكن من عايشه في الحزب والكنيست والحكومة. ومن قرأ التقارير لمراقبة الدولة ومن رأى تصرفاته، ومن عرف انه غير جدير واعتقد أنه لا يجب أن يرفع صوته.