سما / وكالات / في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار العالم نحو الفضاء، غارقون نحن العرب في حروبنا ونزاعتنا التي لا تهدأ ولا تنطفئ، بينما وصل الآخرون إلى المريخ وأقاموا حوله الدراسات والأبحاث التي ستفيد البشرية أجمع، بما فيها الدول العربية التي لا تكترث ولا تهتم. من بين هذه الدول دولة عربية واحدة أشعلت فتيل الأمل في المنطقة بمسبارها الأول إلى المريخ، إنها دولة الإمارات التي أبت إلا أن تدخل المسار وتسابق الآخرين بجهودها وإسهاماتها..
مسبار الأمل
“نحن لا نعرف اليأس ولا المستحيل، ولهذا أطلقنا على المسبار اسم مسبار الأمل.”
بهذه الكلمات أعلن محمد بن راشد آل مكتوم عن اسم أول مسبار عربي إماراتي سيتوجه إلى كوكب المريخ، ليكون بذلك المشروع الأول من نوعه في العالم العربي، بتمويل وإشراف وكالة الإمارات للفضاء، ويعمل على هذا المشروع طاقم من المهندسين والعلماء وصل عددهم إلى 150، ومن الجدير بالذكر هنا أن العمل على المسبار من أوله لآخره سيكون بأيدٍ إماراتية فقط.
بالرغم من تعاون وكالة الفضاء الإماراتية مع عدد من المؤسسات العلمية المختصة في مجال علوم الفضاء من مختلف دول العالم، إلا أن التخطيط للمشروع وتنفيذه وإدارته بعقول وأيادٍ إماراتية.
وبالرغم من بدء المشروع والعمل عليه إلا أنه لم تحدد التكلفة المتوقعة حتى الآن، لكن دولة الإمارات قد أعلنت في وقت سابق عن تخصيص ما يقرب من 5 مليارات دولار لتطوير عمليات البحث العلمي تحديداً في إطار علوم الفضاء.
وقد أعلن الدكتور محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، منذ أيام عن أنه تم الانتهاء من عمل التصاميم النهائية للمسبار، ويتم مراجعتها حالياً تفادياً لأي أخطاء، ليتم الانتقال بعدها إلى مرحلة ما قبل التصنيع، حيث ستوضع التعديلات الأخيرة على التصميم، ومن ثم يتم البدء في تنفيذه وصناعة الأجهزة العملية وذلك بحلول العام الجديد 2016، كما أكد أن عملية التصنيع ستتم داخل غرف نظيفة تجهز حالياً بالتعاون مع مركز “محمد بن راشد للفضاء” الذي سيتكفل مهمة تجهيز هذه الغرف لإتمام عملية التصنيع، ومن المقرر الانتهاء منها في نهاية العالم الحالي.
مهمته
وتتركز مهمة مسبار الأمل حول دراسة كوكب المريخ، وتغطية جوانب لم تتم تغطيتها من قبل، لتكون بمثابة إسهام جديد وإضافة من قبل دولة الإمارات. من أهم النقاط التي سيركز عليها مسبار الأمل، هي متابعة ورصد حالة الطقس اليومية على الكوكب، بالإضافة إلى دراسة الغلاف الجوي في المواسم المختلفة، والبحث في أسباب تآكل الغلاف الجوي ودراسة هذه الأسباب، وفهم التغيرات المناخية على سطح الكوكب بشكل عام، لفهم الأسباب حول اختفاء المياه من الكوكب الأحمر.
وقد أعلن طاقم العمل أن المسبار سيتحرك في مدار الكوكب الأحمر بارتفاع يتراوح ما بين 22 ألفاً إلى 44 ألف كيلومتر عن سطح الأرض، وسيتم إمداده بالطاقة من خلال الألواح الشمسية، لتقوم الكاميرات بتصوير ورصد كافة الأمور المراد تغطيتها.
متى ستحين ساعة الصفر؟
يكاد يكون التحدي الأكبر لدولة الإمارات ولفريق العمل بشكل خاص هو الوقت، والنجاح في الانتهاء من المسبار وإطلاقه في الموعد المحدد، فقد وضعت الإمارات لنفسها ست سنوات للانتهاء من المسبار، بالرغم من أن مشروع كهذا قد استغرق ما يقرب ضعف المدة في دول أخرى.
ومن المقرر إطلاق مسبار الأمل في يوليو من العام 2020، ليقطع 600 مليون كيلو متر، بسرعة 162 كيلو متر في الساعة، ومن المفترض أن تستغرق الرحلة من كوكب الأرض إلى الكوكب الأحمر 7 شهور، أي في ديسمبر من عام 2021 وهو ما يوافق الذكرى الـ 50 لتأسيس دولة الإمارات.
ويهدف طاقم العمل إلى الحصول على ما لايقل عن 100 جيجابايت من البيانات والمعلومات الجديدة والتي لم يتم تغطيتها من قبل عن الكوكب، لنشرها في أبرز المراكز البحثية حول العالم، كإسهام وسبق وإضافة جديدة من دولة الإمارات.
بالتأكيد مشروع “مسبار الأمل” هو أمل المنطقة العربية كلها، أمل في أن تنطلق باقي الدول وتحذو حذو الإمارات، وتلتفت إلى مواكبة العالم ومسايرته في القفزات الهائلة التي تجد كل يوم وكل لحظة، بينما يغط هو في نوم عميق، حقيقة نأمل أن يكون مسبار الأمل دافعاً ومحفزاً لباقي الدول العربية للدخول إلى هذا السباق العالمي.