خبر : يعالون يزعم: جهات فلسطينيّة تُشعل الأقصى والاحتلال يحاول ارضاء الأردن وعبّاس

الإثنين 28 سبتمبر 2015 11:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يعالون يزعم: جهات فلسطينيّة تُشعل الأقصى والاحتلال يحاول ارضاء الأردن وعبّاس



القدس المحتلة / سما / اتهم وزير الأمن الإسرائيلي موشي يعالون جهات فلسطينية بإشعال الأجواء في المسجد الأقصى المبارك، زاعمًا أن هذه الجهات تحاول استغلال الوضع في المسجد الأقصى وتوظيفه دينيًا. 

وادعى يعالون في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أنّ “جهات فلسطينية تحاول بثّ الأكاذيب حول ما يجري في المسجد الأقصى، وتحاول تسويقنا للرأي العام على أننا من ينتهك اتفاق الوضع القائم ويقوم بإشعال الأجواء هناك”، على حدّ تعبيره.


وكان وزير الأمن الإسرائيلي شنّ حربًا على المسجد الأقصى وأنصاره مؤخرًا، حيث أصدر قرارًا يقضي بحظر نشاط ما زعم انه “تنظيم مرابطين ومرابطات” في المسجد الأقصى وملاحقتهم قانونيًا، الأمر الذي قوبل بموجة من ردود الأفعال المنددة له معتبرةً إياه تصعيدًا خطيرًا بحق المسجد الأقصى والمصلين فيه.

 وعلى الرغم من ذلك، بات واضحًا أنّ الاحتلال الإسرائيليّ لا يستطيع إخفاء جرائمه التي ارتكبها بحق المقدسيين في عيد العرش العام الماضي رغم تباهيه بتخفيف حدة القيود على المسجد الأقصى هذه الأيام – التي تسبق عيد العرش – فلا يعتبر سماحه لهم بدخول المسجد الأقصى اليوم مؤشرًا على مرور العرش دون تصعيد احتلاليّ.


جدير بالذكر، أنّ عيد العرش العبريّ يُعّد من أطول الأعياد اليهودية الذي تنعكس ظلاله سلبًا على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه، حيث ترتفع حدة تصعيدات سلطات الاحتلال وتزداد ضراوة وحسمًا، وشراسة مستوطنيه وشهوتهم لاقتحام الأقصى لا يمكن توقع حدودها.

 وبالرجوع إلى أحداث عيد العرش في العام الماضي، كما جاء في تقريرٍ لـكيوبريس، نجد أن سلطات الاحتلال أغلقت المسجد الأقصى في وجه من هم دون الخمسين عامًا من الرجال، قبيل صلاة ظهر اليوم الرابع لعيد الأضحى المبارك، ونصبت حواجز ومتاريس حديدية في جميع الطرق المؤدية له، مما دفع الناس للصلاة في شوارع بلدة القدس القديمة ومحيط المسجد.

وخلال ثلاث أيام من عيد العرش التوراتي العام الماضي- الذي يمتد لسبعة أيام – اقتحم 729 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك وقاموا بجولات تهويدية فيه، حيث حاول كثير منهم رفع النباتات الخاصة بصلاة العيد عندهم في ساحات الأقصى، كما حاولوا رفع أصواتهم بالصلاة داخله.

 واستمر منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك طيلة سبعة أيام العيد التوراتي، لتكون أطول فترة منع من دخول الأقصى تعرض لها الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة. ومن ناحية انتهاكات قوات الاحتلال فيه، اقتحمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح المسجد الأقصى المبارك واعتدت على المصلين فيه، كما واقتحمت المصلى القبلي 15 مترا إلى الداخل، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسجد منذ احتلاله عام 1967.


وخلال اقتحامها باشرت قوات الاحتلال بضرب المصلين المتواجدين في ساحات المسجد بالركلات والهراوات مما تسبب بإصابة العديد منهم. كما منعت مدير عام دائرة الأوقاف والموظفين من الوصول إلى عملهم في المسجد الأقصى وأخرجت من هم على رأسه، وتهجمت على مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني الذي أصيب بعيار مطاطي في قدمه. 

أما خارج أسوار المسجد الأقصى المبارك وعند الأبواب المؤدية إليه التي حولها الاحتلال إلى ثكنات عسكرية، تعرض العديد من المقدسيين إلى هجمات شرسة من قبل قوات الاحتلال الخاصة، حيث استخدمت فيها قوات الاحتلال القنابل الصوتية والرصاص المطاطي واعتدت بالضرب على المقدسيين الذين احتشدوا بجانب الأبواب بالهراوات، ما تسبب بإصابة العشرات منهم.


وعلى صعيد دعوات الاقتحام خلال العيد الحالي، كثفت الجماعات الاستيطانية من دعواتها في شبكات التواصل الاجتماعي لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بين تاريخي 28/9/2015 و 5/10/2015، ونصب المستوطنون ما يسمى “المعرشات” في ساحة البراق المحتل لأداء صلواتهم التلمودية فيها وتعزيز تهويد المكان. 

من جانبه يرى المختص بالشأن المقدسي جمال عمرو أنّ الأحداث التي سيشهدها المسجد الأقصى المبارك خلال عيد العرش التوراتي هذا العام ستكون أقل ضراوةً من السابق، من ناحية تعامل الاحتلال مع موظفي الأوقاف ومسؤوليهم، حفاظًا على العلاقة القائمة بين المؤسسة الإسرائيلية والأردن، بينما لن تتغير معاملة جنود الاحتلال مع المقدسيين، لكنها ستكون بحدية أقل؛ لتخفيف الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومحاولة إرجاعه إلى طاولة المفاوضات.


وبيّن عمرو خلال حديثه مع “كيوبرس″ أن المجتمع الدولي باشر بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أنْ أصبح يرى فيه عائقًا أمام عملية السلام؛ بهدف تخفيف حدة التوتر في المسجد الأقصى المبارك. 

وقد عاش المسجد الأقصى المبارك خلال فترة الأعياد اليهودية الأخيرة، تصعيدات كبيرة لم يشهد كحدّتها من قبل، الأمر الذي يضع عدة علامات استفهام حول تداعيات عيد العرش التوراتي هذا العام عليه، في ظلّ الأحداث وما يُصاحبها من انتهاكات للمسجد الأقصى والمصلين فيه.