خبر : تبدد الشخصية .. مرض يجعل صاحبه يسأل دائماً: أين أنا؟!

الإثنين 28 سبتمبر 2015 08:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تبدد الشخصية .. مرض يجعل صاحبه يسأل دائماً: أين أنا؟!



سما / وكالات / هل فقدت يوماً التواصل مع محيطك وشعرت بأن كل ما حولك ليس سوى حلم؟ إذاً لربما أنت تعاني من اضطراب تبدد الشخصية أو الواقع، وهو اضطراب نفسي يتسم بنوبات من الشعور بالانفصال عن الجسد والأفكار.

عن هذا الاضطراب، أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، إليك هذه الحقائق عن هذا المرض..

ما هو اضطراب تبدد الشخصية أو تبدد الواقع

يعرف بالإنجليزية بـ “Depersonalization”، وهو اضطراب يتغير فيه إدراك الشخص لنفسه و لمحيطه، إذ يتلاشى إحساس الفرد بمشاعره وبكيانه النفسي، فيتغير الشعور بالمحيط ويبدو الشخص وكأنه موجود في مكان غريب أو مزيف.

يأتي هذا الاضطراب على شكل نوبة واحدة أو أكثر، لا تدوم إلا لعدة ثواني أو دقائق قليلة، وفي بعض الحالات قد يكون معيقاً ومستمراً كظاهرة إكلينيكية “مرضية”، فتستغرق النوبة شهوراً وقد تصل إلى عدة سنين.

ينقسم هذا الاضطراب إلى نوعين

تبدد الشخصية الأولي:يأتي بصورة مرضية رئيسية مستمرة، وقد يصاب به الفرد بدون أي سبب واضح.

تبدد الشخصية الثانوي: يكون عادة بصورة ثانوية مؤقتة مصاحباً لغيره من الاضطرابات النفسية “الوسواسية، الاكتئابية، التوترية..إلخ”

مرض الانفصام الشخصي.. حقائق هامة وعلاجات ممكنة

أما عن أسباب هذه الحالة

t1
إن السبب المحدد وراء الإصابة بهذا الاضطراب ليس مفهوماً تماماً، وبالرغم من هذا فيبدو أن هناك ارتباطاً بينه وبين عدم التوازن في النواقل العصبية في الدماغ، كما ويعتقد أن العوامل البيئية تلعب دوراً في الإصابة به.

#قد يصاب الفرد بنوبات تبدد الشخصية من دون أي مثير واضح، كما أنها قد تبدأ بعد حادثة مهددة للحياة.

# هذا الاضطراب قد يستثار عبر التعرض لضغوطات أو صدمات نفسية شديدة، من ضمنها العنف والإساءات والحوادث والحروب، سواء أكان الشخص قد تعرض لها أم شهدها. كما أن هذا الاضطراب كثيراً ما يتصاحب مع حالات نفسية أخرى، كالقلق والاكتئاب والفصام، إلا أنه قد يحدث بشكل مفاجئ.

مــدى انتشـاره

تقول بعض الدراسات الإحصائية أن نسبة انتشار “تبدد الشخصية الأولي” هي 1 إلى 2% من مجموع البشر في العالم في صورة اضطراب مرضي مستمر، وأنه قد يكون ثالث أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بعد الاكتئاب والقلق.

أما “تبدد الشخصية الثانوي” فينتشر بين 80% من الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب، ويصبح مزمناً مع 16% من هذه النسبة.

مـن أعراضـه

t2
يصف المصابون أعراض هذا الاضطراب بأنها جحيم لا يطاق، إذ تجعلهم أشبه بأموات على قيد الحياة، على الرغم من أن الوظائف الذهنية مثل: الإدراك والفهم والحفظ، تبقى سليمة تماماً، ولكن تغدو مشوشة بعض الشيء لسيادة أعراض التبدد عليها. من هذه الأعراض

الشعور المستمر بانفصال الفرد عن جسده وعن ذاته النفسية وأنها ضاعت منه وأصبحت غريبة.
يشعر بأن أفعاله أصبحت “أوتوماتيكية” وأنه أشبه بإنسان آلي يقوم بأفعاله بدون عناء أو جهد.
يشعر و كأنه يتفرج على نفسه من خارج جسمه.
تشوُّشٌ في إدراك الزمن، كالشعور بالأحداث الأخيرة وكأنَّها من الماضي البعيد.
تغيّر حجم الأشياء فتبدو أصغر أو أكبر مما يعرفه المريض في السابق.
رؤية ضبابية غير واضحة وكأنه في حلم.
شعور المصاب بأنه قد يصاب بالجنون، وذلك فضلاً عن شعوره بالهلع والكآبة والقلق.
الشعور بعدم ترابط مشاعره مع الأشخاص الذين كان يهتم بهم سابقاً.
الشعور بأن ساقيه وذراعيه مشوهة أو متضخمة أو متقلصة.
تجارب جنونية على البشر لمجرمي حرب تحت مسمى أطباء!

طـرق العـلاج

t3
غالباً ما يتضمن علاج هذا الاضطراب الأساليب الآتية

الإرشاد النفسي، وهو العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب.
العلاج المعرفي، ويركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط الفكرية المضطربة وما ينتج عنها من مشاعر وسلوكيات.
العلاج العائلي، والذي يساعد في توعية العائلة حول هذا الاضطراب وأسبابه.
التنويم الإيحائي “المغناطيسي” السريري، وهو أسلوب علاجي يستخدم الاسترخاء الشديد والتركيز والانتباه للوصول إلى حالة خاصة من الوعي، مايساعد المصاب على استكشاف الأفكار والمشاعر والذكريات التي قد تكون مخفية عن عقله الواعي.
العلاج الدوائي، على الرغم من عدم وجود دواء محدد لهذا الاضطراب، إلا أن ما قد يترافق معه من اضطرابات أخرى كالقلق والاكتئاب، تعالج بالأدوية التي تتضمن مضادات الاكتئاب ومضادات القلق التي يختارها الطبيب بناء على الحالة، كما ويشرف على استخدامها.
عادة فإن علاج هذا الاضطراب يبدأ عبر التعامل مع كل الضغوطات التي قد تكون تسببت في حدوثه، ويعتمد الاتجاه العلاجي الأفضل لهذا الاضطراب على المصاب نفسه وشدة الأعراض.