القدس المحتلة سمانقلت الصحف الإسرائيلية التصريحات التي ادلى بها مصدر في الجهاز الامني الاسرائيلي، والذي ادعى ان ايران ارسلت مؤخرا قوة تضم مئات المحاربين الى سوريا للوقوف الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وحسب اقواله فان القوة الايرانية وصلت الى سوريا في الايام الأخيرة، بشكل خاص من اجل مساعدة قوات حزب الله في الحرب التي تخوضها في منطقة الزبداني في جنوب- غرب سوريا.
وذكرت "هآرتس" انه حسب الجهاز الامني الاسرائيلي، فان قوات الأسد تسيطر اليوم على ربع الاراضي السورية، خاصة ما يسمى "سوريا الصغرى" او "علاوستان"، والتي تضم اللاذقية، ميناء طرطوس وقطاع الشاطئ في المنطقة. وتخضع العاصمة دمشق للتهديد من قبل قوات داعش والمتمردين. وقالت إسرائيل ان المتمردين يوسعون سيطرتهم ايضا في المنطقة الوحيدة التي بقيت تخضع لقوات الاسد في هضبة الجولان، منطقة خان ارنبة والخضر، وبذلك يهددون الجيب الاخير للأسد على الخط الحدودي مع اسرائيل.
وحسب التقديرات الاسرائيلية فقد تم ارسال القوة الايرانية الى سوريا بالتنسيق بين روسيا وطهران، ومن المحتمل انه تم الاتفاق على ذلك خلال اللقاء الذي عقد قبل حوالي شهر بين قاسم سليماني، قائد قوات القدس، المسؤول في الحرس الثوري عن مساعدة سوريا وحزب الله، وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحسب ما نشرته "هآرتس" في حزيران الماضي، فان الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن روسيا وايران تصران على العمل من اجل ضمان بقاء نظام الأسد وقررتا نقل المزيد من المعدات الحربية اليه وتزويده بالمعلومات الاستخبارية. وكانت ايران وروسيا تعملان بانفراد في هذا المضمار، ولكن منذ توقيع الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى، تتكاثر الدلائل على فتح قنوات تنسيق جديدة بين موسكو وطهران.
وباستثناء القوة الايرانية التي تطرق اليها المسؤول الاسرائيلي الرفيع، تعمل في سوريا قوات روسية، ايضا. وامس الاول اكدت روسيا ولأول مرة، وجود خبراء لها في سوريا للمساعدة في نقل الاسلحة اليها بهدف محاربة الارهاب فقط، حسب وزارة الخارجية الروسية. كما تعتقد اسرائيل انه تتواجد في سوريا حاليا قوة محدودة من المستشارين الروس وقوات الحراسة، لكنها تستعد لاستيعاب طائرات حربية او مروحيات عسكرية بهدف تفعيل مطار عسكري بالقرب من اللاذقية.
ويشار الى ان التقارير حول وجود قوات روسية في سوريا زاد من التوتر بين موسكو وواشنطن. وقال وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون في تصريحات للمراسلين العسكريين هذا الأسبوع، "ان الوجود الروسي يهدف للدفاع عن نظام الأسد. وحسب اقواله فان جيب اللاذقية وطرطوس يتعرض الى التهديد وهذه هي المصلحة التي جعلت روسيا ترسل قواتها، انها تريد الدفاع عن النظام والمشاركة في الحرب ضد داعش. ولكن هل سيغير التواجد الروسي الميزان في سوريا؟ يصعب علينا رؤية ذلك، فهذا كما يبدو سيطيل الحرب لأن داعش لا تتنازل، وحسب تقييماتنا فان هذه الحرب الدامية ستتواصل مع كل المأساة الانسانية التي يمر بها الشعب السوري".
من جهته رد الجيش السوري الحر على التقارير المتعلقة بدخول قوات روسية وايرانية قائلا انه سيحول سوريا الى "مقبرة" للقوات الاجنبية. ودعا الناطق بلسان الجيش دول الخليج الفارسي وتركيا الى التدخل "وايقاف روسيا عند حدها".


