خبر : "مختبر الموت" لمهيب البرغوثي: "ثمة سماء ملأى بالأعشاب"

السبت 12 سبتمبر 2015 07:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
"مختبر الموت" لمهيب البرغوثي: "ثمة سماء ملأى بالأعشاب"



رام الله- صدر حديثا عن دار الأهلية للنشر والتوزيع ديوان «مختبر الموت» للشاعر مهيب البرغوثي، يقع في 96 صفحة.
وفي حفل توقيع للديوان نظم في متحف محمود درويش برام الله مؤخرا قال الشاعر عرفات الديك في تقديم له: يتصاعد القلق لدى مهيب إلى حد مخيف في «مختبر الموت « هذا المختبر الذي سيختبر فيه للمرة الأولى،كيف يكون صلب الشعراء على أعمدة الضوء.والذي سيمنحنا فيه مغامرة الولوج إلى أسئلة الوجود لديه،ثمة روحٌ هائمة تطارد مثل شبح في النصوص، ثمة استحضارٌ واستذكارٌ لشعراءَ منتحرين، ثمة وجعٌ هائل يقاومه الشاعر بادعاء اللامبالاة،ثمة مفردات معشقة بالروائح والأصوات،ثمة تورط بالمكان،ثمة موسيقى تجيء من آخر الليل ، ثمة شعرٌ مختلفٌ وفريد،ثمة مهيب،الذي لا يشبه أحد.ثمة سماء ملأى بالأعشاب.
واستذكر الديك ديوان البرغوثي الأول «عتم» قائلا: استطاع مهيب أن يظل مجهولاً إلى حد ما كما أراد، جفف نفسه بالورق من مرحلة طويلة وسيرة شائكة وصعبة ،فاحت رائحةُ الكحول ،وتصاعد ذكر الأصدقاء الغائبين ، والأصدقاء الذين خانوا وظلوا أصدقاء،بدأت روحه تحتك بحجارة الواقع محاولاً أن يصيبها بالهشاشة أو يُصاب بقسوتها.
واضاف الديك: أما في «كأني أشبهني « بهذه المركزية العالية في العنوان وإن بُنيت على شك ،كأني به يحاول تكوين الشعر من ماء النشوة ، ضاق على جسده لينجو من اتساع أرض الموت والخراب ، أراد يضيء ولو بزيت الحياة المجرد.
واستحضر الديك مقولات للبرغوثي في شهادة له حول الكتابة تنسجم مع روح الديوان، حيث يقول البرغوثي:
الكتابة تجعلني اشعر بحريتي في اختيار نسقٍ لتعاملي مع ما أراه وما أحس به،فللكلمات ذاكرة قدتعريني لتشعرني بجنوني المتجدد والصاعد نحو وردة اسند القلب في ظلها..
الكتابة ليست عملا أعيش منه،انني اكتب لأمارس عادة قداحرم منها في أي لحظة
 ومن الديوان نختار:

أيها العالم الكلب 
كم أمرأة ستُثكل اليوم 
كم حب سيموت 
وكم بسمة ستسقط من افواه الاطفال 
كم ام ستفجع 
كم أم ستموت 
وكم ملك سيرث عرش أخية 
ايها العالم 
الكلب 
صباح الخير
****
صباحٌ مائلٌ للبكاء
رتيبٌ كخوذةِ جنديّ 
نَسيها في أرضِ المعركة. 
أيُّ صباحٍ هذا!
قلبُكَ يرقصُ لزهرةٍ بريةٍ 
كجرسِ السماءِ تدق 
تِك.. تٍك .. تٍك.
أيُّ صباحٍ مسالمٍ هذا!
لا خطيئةً نعبثُ بمحتوياتِ حقائبها 
لا حربَ نُحصي قتلاها ونبكي حنيناً لأطفالها.
أيُّ صباحٍ مائلٍ للبكاءِ هذا!
لا ثورةً نصرخُ في شوارِعها أيّ إنتصرنا.
لا شئ 
هذا الصباحُ لا شئ.. 
قهوة على الرصيفِ وبعضُ 
الوجوهِ البلاستيكية
تحجب أمطارَ السماء
لا شئ هذا الصباح
***
مختبر الموت
«إلى سلفيا بلاث»
الحكاية تبدأ بالألم 
وكأنك في بيت مسكون بالجثث 
يمر منه النهر كذاكرة 
وبحر من الأزهار الصفراء 
كصوت امرأة تموت وحيدة 
لأن رهانها على الأحياء قد أحبط تماماً 
إنه الألم 
الذي يعاند الحب 
ويسمى 
مشتهى الموت
***
سأمضي
سأمضي كنجمة تائهة 
وسأختار برج كنيسة قديمة 
في دمشق 
لأبوح لها بخطاياي 
وأمشي وحدي في آخر الليل 
لا ينير طريقي سوى شجر الوحشة 
وأمشي حتى أجد حجراً أتفيّأ 
في زاوية معتمة من زواياه 
وسأعلق رأسي مكان جرس الكنيسة 
وعند كل صلاة 
سيخرج صوتي 
يتلو اعترافاتي
***
ايتها الحرية
الوجوهُ البلاستيكية
التي تلمعُ تحت الشمس 
لا تعرفُ ان تقول لكِ
صباحُ الخير 
الأيدي المبتورةُ من هذه الحروب 
اللعينةِ ،
لا تعرفُ 
ان تلوح لك ِ ..بالوداع 
وهذا العالم.....
الادرد ومفقوء العينين 
لن يستطيعُ ان يُقبلُ شفتيكِ
ليقول لكِ
صباحاً جميلاً 
أيتها الحرية
***
في الطريق الى الحرب
1
في الطريق إلى الحرب 
ينسى الجنود أوطانهم 
ويكثر الحديث 
عن أسباب موت الأطفال
وحدهن الأمهات 
من سيصدقن أنهم سيعودون
يوما ما 
2
في الطريق إلى الموت
ينسى الجنود 
قبلات أمهاتهم، وجثث أبنائهم 
ويتذكرون أوامر قادتهم فقط 
3
في الطريق إلى الحرب 
يكتب الجنود تاريخهم 
على قلوب ضحاياهم 
ويتصورون للذكرى 
4
في الطريق إلى دمشق 
يتعثر الجنود بأجساد اطفالهم