غزة / سما / عقب إعلان الخارجية الأميركية، إدراج ثلاثة من أبرز مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، على قائمتها السوداء لـ"الإرهابيين الدوليين"، يبرز تساؤل عاجل عن دور تلك الأسماء، رغم أن بعضها لا يُصنف من قيادات الصف الأول، من أمثال إسماعيل هنية أو محمود الزهار أو غيرهما من قيادة المكتب السياسي، باستثناء موسى ابو مرزوق الذي اعتقل لسنوات في السجون الأمريكية.
محمد الضيف، وقليل من يعرف أن اسمه محمد دياب إبراهيم المصري من سكان خانيونس، ويقطن في منطقة مجاورة لمنزل يحيى السنوار، ولقب بالضيف لأسباب متعددة .
وتقول مصادر لـ "القدس" دوت كوم، أن محمد الضيف لم يكن على علاقة خلال بداية تأسيس حماس أو القسام مع يحيى السنوار وروحي مشتهى الذين أدرج اسماهما على اللائحة، مبينةً أن فارق العمر لكل منهم داخل الحركة لا يرتبط ببعضه البعض.
وأشارت إلى أن الضيف كان من ضمن المجموعات التي بدأت في إطار تأسيس القسام تحت مسمى "المجاهدون الفلسطينيون" آنذاك، ولكنه لم يكن ذو صيت كبير على الرغم من أنه كان يقطن في منطقة قريبة جدا من منزل السنوار الذي كان يُعد رمزا ورقما مهما في حماس، وأن كل منهما كان يعرف بعضهما البعض لكن لم تكن هناك علاقة وثيقة بينهما.
وبينت المصادر أن العلاقة بين الثلاثة لم تكن موجودة سوى بشكل محدود بين مشتهى والسنوار في سنوات الثمانينات، في إطار معرفة شخصية من خلال تلاقي ملفات معينة مع بعضها البعض.
واعتقل الضيف عام 1989 وقضى حكما بالسجن 16 شهرا تعرف خلالها بشكل عابر على مشتهى ثم أفرج عنه، ليبدأ من جديد بتشكيل خلايا عسكرية بعد تلقيه قرارا من مؤسس القسام صلاح شحادة خلال وجودهما في السجن في ذات العام.
في المقابل كان يحيى السنوار معتقلا إداريا عام 1988 قبل أن ينقل للتحقيق مجددا ويتم الحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات إلى أن أفرج عنه في "صفقة شاليط"، وبالعودة للوراء فقد اعتقل السنوار أول مرة عام 1982 لمدة 4 شهور اداري، وفي عام 1985 اعتقل لـ8 أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس الذي عرف باسم "مجد".
في حين أن مشتهى اعتقل عام 1989 وحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات، وخلال تنقله بين السجون التقى بالسنوار، ومع مرور الأيام ازدادات علاقتهما حتى أصبح الرجلان من أكثر قيادات الحركة تأثيرا داخل السجون وخارجها.
وأصر محمد الضيف وأحمد الجعبري خلال مفاوضات صفقة التبادل على الإفراج عنهما، وأن يكونا على رأس قائمة الأسرى المحررين.
وبعد فترة قصيرة جدا من الإفراج عنهما، عقد لقاء بين الضيف والسنوار ومشتهى والجعبري وقيادات أخرى من القسام، وتطورت العلاقة بينهم قبل أن يتم تعيين السنوار ومشتهى مستشارين لرئيس وزراء حكومة حماس آنذك إسماعيل هنية، لكن سرعان ما تم تشكيل حكومة جديدة تحول عقبها الرجلان لأعضاء في المكتب السياسي لحركة حماس.
ويحظى السنوار بقبول كبير في أوساط القيادتين العسكرية والسياسية لحركة حماس، حيث عينته الكتائب كمسئول أول عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى الإسرائيليين الذين تقول الحركة إنها تمتلك اثنين على الأقل تم اسرهما خلال الحرب.
ويعتبر مشتهى من أبرز أعضاء المكتب السياسي في الفترة الأخيرة، كما يُعد نائبا ثانيا لقائد حركة حماس في غزة إسماعيل هنية، بعد عماد العلمي.
ويتولى مشتهى ملف جمعية النور المسئولة عن ملف الشهداء والجرحى والأسرى بالحركة وتدفع لهم مخصصات شهرية بدعم خارجي، وهو ملف تولاه سابقا الشهيد أحمد الجعبري.
وعين مشتهى إلى جانب صالح العاروري الذي تربطه علاقة جيدة به ضمن اللجنة التي يترأسها السنوار لملف تبادل الأسرى.
وتقول مصادر الحركة، إن إدراجهم على قائمة "الإرهاب" جاء بطلب من إسرائيل، متوقعةً أن تُدرج قيادات أخرى في القريب ضمن القائمة.
"القدس "


