لو كان للبحر لسان ماذا يقول، أيظن أني لعبة بيديهم..أنا لا أفكر بالرجوع إليهم..اليوم عاد وكان شيئاً لم يكن في بلاد العم شام..
أطفال الجزيره….كان هناك مجموعة من الرجال والصغار في رحلة جويه عندما هوت طائرتهم في البحرفانتشلتهم سفينة لم تقدر الا أنقاذ من هو بين الخامسة والثاني عشر ليواجهوا مصيرهم بأيديهم.. وليعيشوا تجربة مريرة من الأمل والتعب والخصام والقتال بينهم..وجهود مريرة للبقاء بانتظار الكبار لإنقاذهم ….كانت تلك ملخص لرواية قرأناها في صغرنا للكاتب وليام جولدينغ كتبها في الخمسينيات……
ترى كيف ممكن ان تتحول البراءه إلى إجرام والوداعة الى همجية وقتال؟؟
هل جينات الإنسانية تكون أقوى بالفطرة من الثقافة المكتسبه ؟؟! كيف استطاع هذا الكاتب أن يفوز بجوائز رغم استخدامه الأطفال ليمرر أفكاره….مع ان روايته كانت مجرد حكاية وقصة من خياله رواية محبوكه بإتقان رغم الإنتقاد…ترى لو كان معناكاتبنا هذا ماذا يقول ؟؟ عندما يرى الاطفال هم ابطال الرواية بالحقيقة والواقع.. أيظن أن ما يدور من ويلات ونكبات في عالمنا الفج القاسي على الكبار والصغار، هو حقيقة أم رواية لكاتب ساخر؟؟
ترى ماذا سيصوغ من حقائق لأدب الروايات…هل عداوة أطفال الجزيرة ورثت مع الأيام؟؟
أم انقلبت الحكايه.. جينات العداوه لأطفال الجزيره انتقلت وكبرت بكبرهم فملائكة الرحمن انتقلت للرحمن بعد غدر من أعداء كبرهم الرحمن….هل يصدق حقيقة أننافي الألفيات والتكنولوجيا، وبأن المئات كدسوا كالسردين في سفن المرابين.. وماليكي بقايا سفن وقوارب لعباد القرش والدنانير..
ليعبروا بهم رحلة موت من حياة وحرب قذرة حتى الدماغ…لو كان كاتبنا الفلسطيني غسان كنفاني حاضراً أتظنه أعاد صياغة
روايته ورجاله تحت الشمس وبدل من جزهم في الخزان وموتهم هناك قبل انتهاء الخمس دقائق لجزهم في قارب يعبر خليج في الغرب.. هل سيصحو أهل الخليج والشرق على محنتهم كما صحي إليها الألمان والغرب..
وعلى الأقل يكونواغرقواعند الفرنج بدل العرب،هروبا من ظلم وليس العكس..في مياه باردة بدل نار الشمس الكاوية، وليس بلد النشأ… أيهما أرحم يا ترى لو خيرت بمكان الدفن وأسلوب الموت أموت بالكي من ذل في بلاد العرب والورع.. أم موت بالغرق في بلادالإنحلال والشرف!!
المفارقة مميته في الحالتين الا ان رجاله ماتوا كباراًمن أجل قضيه ساميه وليس أطفالاً من أجل هروب للقمة عيشة هنيه!!
قول للخليفة عمر بن عبد العزيز: زاد الخير ولا تعرفون أين تكدسون التموين! انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يقال جاع طفل أو طير في بلاد الإسلام! حسنا زاد عندنا الدم واللحم وعظام الاطفال.. فنثرناه في بحور الطغيان..وعلى رؤوس الأشهاد..
أطفال في عمر الزهور..لو بقوا في بلادهم لغرقوا في بحور الدم ..ولما هربوا غرقوا في بحور الخذلان والإذلال؟؟
بلادهم الإسلامية لفظتهم لبحور المتوسط ،بعد نفاذ بذور الحب ونشر بذور الجوع والحرمان في بحور الكرامة والعيش!
قول للخليفة عندما كان العدل مسلكهم والتقوى رمزهم… والطمأنينة حياتهم… وبيت المال بنكهم!!والتعاضد قوتهم..
قولوا للخليفه أيظن أننا اليوم غيرنا دستورنالأننا بنيناه على جماجم أطفالنا..وبنينا بنوده من دماء صغارنا..فقد أصبح الذبح والقتل هوايتنا وشرعنا…وقطع الرأس والحرق تخصصنا….والإجرام والهمجية غايتنا.. والطمع للدينار والدولار هوائنا وحياتنا..والفرقة والإنقسام والقبلية والعصبية ضعفنا ..
قولوا له أيظن أننا نموت غرقى في بحور الغرب هرباً من العرب …وبأن الأطفال ماتت والنساء أجهضت والرجال عرت وبكت.. لماذا لأن العروش والجلوس اهم من النفوس ….قولوا له أيظن أن المهاجرين والأنصار انتقلوا من مكة والحجاز والشام الى ألمانيا والنمسا ونيوزيلندا!!
قولوا له أن الإنسانية مكملة للدين وأن التاريخ شنق بالمقلوب…وأن عباءة عمر بن عبد العزيز سرقتها وتقمصتها ميريكل ونساء شقروات بعيون زرقاء لا علاقة لهم بالعرق ولا اللغة ولا الدين!
قولوا له في زمننا من ليس له بيت فليسكن على حساب بيت القرش والحوت والسمك! ومن كان عاملا لغير الحاكم فليشترى له قبر بين الموج قعر البحر والقدر!!
لوًكان طارق قائد حملة هذه الأيام لصرخ بهم اين المفر ؟؟ البحرمن أمامكم والعرب من خلفكم وانكم أضيع من الأيتام في مآدب اللئام
اهربوا للغرب فهو احن من العرب عليكم،صارعوا البحرمالكم والعرب قولوا له أيظن أننا لعبة بين يدي حكام الشام ومصر والعراق وغيرهم من بلادخربت بالهمس!!
لو كان فرس صلاح الدين بيننا هل سيهرب للغرب معنا؟ ماذايقول وقد رأى القدس والأقصى يئن من الإستيطان والأوجاع..والأرض منهوبة والعرض مغتصب.. ..ماذا يقول وقد رآى معابد وتراث الشام قد دكت بالجاهلين الراغبين في طمس كل حضارة للعرب!!.
ماذا يقول وقد رآى جراح ودماء وجثث الأطفال والنساء قد سالت ودفنت على ضفاف بحور النسيان !! وأطفال الشام وبيوت الياسمين قد حرقت وهجرت بعد ان كانت بلاد عزواكتفاء وقبلةالعشاق والجيران…. ولو كان معنا خالد بن الوليد أظن قبره في حمص يرتج من الأحداث..وأحبال الفجيعة قطعت من نزف الشريان….
ونحن ماذا نقول…وماذا نقول لنفسنا؟؟ ونحن نظن أننا مقهورين مذلولين من العجز…الحزن والموت مرسوم على الأرض والوجه والبحر….العالم العربي في نومة بالكهف يسلي نفسه بحبة مورفين مع الجنس….بيروت كانت درة الشرق أضحت غارقة في قضايا القمامة والفقر والرئيس المنتخب….وفلسطين باعوها العرب قبل الفجر وشروق الشمس!!حلت اللعبة بالغش.. و والقدس أبكتنا حتى انتهى الدمع
لكثرة طوابير شهداء توقف عندهم العد لصدأ عقول وانقسام بين الأخ والأخ!! همشت القضية مع انها قلب كل وجدان حي…وأساس كل بلد منحل….والعراق كل يوم هناك قنابل وموت زؤام ومتفجرات بالسوق تباع مع البندورة والخس..!!
والشام يا سارية العرب كل طفل منك اسمه يونس واسمه أيوب ويحتاج لسفينة نوح.. وأطفاله ما عادوا صاحيين فالبحر سار بهم الى رب العالمين ..وبعد كل ما قيل أتظن أن بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد.. ..ام تظن أن بلاد الغرب أوطاني من
النرويج لبرلين أوطى لي…أيها الأطفال أنتم والطفل علان وفي بلاد كل الأوطان لا تخبئوا في جيوبكم العصافير ولا البنانير ولا طيارات الأوراق..بل تحزموا بحزام وأطواق النجاة للوصول للسماء..فقد نفيناكم خارج حدائق البراءة والأطفال..
قولوا كقول نزار شاعر الشام.. ..يا أيها الأطفال..من المحيط للخليج أنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال ويقتل الأفيون في رؤوسنا ويقتل الخيال….حين يصير العدل في مدينة سفينة يركبها قرصان….ويصبح الإنسان في سريره محاصراً،بالخوف والأحزان..
حين يصير الدمع في مدينة أكبر من مساحة الأجفان..يسقط كل شيئ الشمس والنجوم والجبال والوديان والليل والنهاروالبحار.. والإنسان…