خبر : تل أبيب تُقّر:فشلنا ومصر بوقف حفر الأنفاق بغزّة والمُواجهة القادمة تحت الأرض

الجمعة 28 أغسطس 2015 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب تُقّر:فشلنا ومصر بوقف حفر الأنفاق بغزّة والمُواجهة القادمة تحت الأرض



القدس المحتلة / سما / خلافًا للمزاعم الإسرائيليّة التي أكّدت أكثر من مرّة بأنّ جيش الاحتلال تمكّن خلال العدوان الأخير على غزّة في صيف العام 2014 من تدمير جميع الأنفاق، التي كانت حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) قد حفرتها، قالت مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّه في نفس اليوم الذي وضعت فيها الحرب الأخيرة أوزارها، باشرت حماس بعملية ترميم الأنفاق بشكلٍ سريعٍ.


ونقل موقع (ISRAEL DEFENSE) الإسرائيليّ، المُختّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، عن المصادر عينها قولها إنّ فرضية العمل لدى الجيش الإسرائيليّ تؤكّد على أنّ حماس تمتلك اليوم أنفاقًا هجوميّة تصل إلى العمق الإسرائيليّ، وعلى الرغم من ذلك، تابعت المصادر عينها قائلةً إنّه بالنسبة لحماس، فإنّ هذا المشروع هو رأس الحربة لديها، وهي تقوم على مدار الساعة بحفر الأنفاق، لعلمها التّام أنّ هذا السلاح سيُشكّل المفاجأة في المُواجهة القادمة مع الاحتلال الإسرائيليّ.


علاوة على ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ أعمال الحفر تتّم بواسطة وسائل حفر صينيّة الصنع، والتي بإمكانها التقدّم في الحفر عشرات الأمتار يوميًا، على حدّ قولها للموقع الإسرائيليّ. ولفتت المصادر إلى أنّ المُشكلة الكبرى بالنسبة لحركة حماس تتعلّق بالأدوات التي ستُستعمل في ترميم الأنفاق التي تمّ هدمها في العدوان الأخير، في العامين 2012 وحتى 2013 سيطرت حركة الإخوان المُسلمين على مقاليد السلطة في مصر، وسمح النظام الحاكم في القاهرة بإدخال كميات هائلة من الباطون، علاوة على وسائل الكترونيّة، مثل كوابل الكهرباء، والتي تمّ ربطها تحت الأرض على طول عددٍ من الكيلومترات، ولكن بعد عملية (الجرف الصامد)، تابعت المصادر قائلةً، سيطر عبد الفتّاح السيسي على مقاليد الحكم في مصر، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ النظام الحاكم اليوم في القاهرة يعتبر حركة حماس عدوًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، كما أنّه ينظر إلى الحركة بالضبط كما ينظر إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة، الذي بات يعمل في شبه جزيرة سيناء، كما ذكرت.


وتابعت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة قائلةً إنّ الجيش المصريّ، بإيعازٍ من المُستوى السياسيّ في القاهرة، يعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على إغلاق الأنفاق والمعابر بين رفح المصريّة ورفح الفلسطينيّة، وهذا هو السبب، شدّدّت المصادر، لوجود نقصٍ حادٍ في الإسمنت بقطاع غزّة، وحتى المواد التي تصل إلى القطاع يتّم بيعها بأسعارٍ خياليّةٍ، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي المواد التي تحتاجها حماس لمواصلة بناء الأنفاق. 

ولكن على الرغم من كلّ ذلك، أقرّت المصادر الإسرائيليّة، على الرغم من كلّ ذلك تُواصل حركة حماس حفر الأنفاق الجديدة وبوتيرةٍ عاليةٍ، ومن ناحية أخرى تُواصل ترميم الأنفاق التي تمّ تدمير قسمًا منها في الحرب العدوانيّة الأخيرة على القطاع. 

وكشفت المصادر النقاب عن أنّ حركة حماس، باتت تستعمل الخشب في عمليات البناء عوضًا عن الإسمنت الناقص، وعندما علمت المخابرات الإسرائيليّة بهذا، تابعت المصادر، اتخذت الدولة العبريّة قرارًا بمنع إدخال الخشب من إسرائيل إلى القطاع، لافتةً إلى أنّ حماس تعمل على مدار الساعة، بمُشاركة مئات العمّال على بناء غزّة تحت الأرض، حسبما ذكرت. 

وبالمُقابل، أضافت المصادر ذاتها قائلةً إنّه في الوقت عينه ما زالت إسرائيل تبحث عن حلّ تكنولوجيّ وردٍّ عملياتيّ، لكي تتمكّن في المُواجهة القادمة من محاربة حركة حماس تحت الأرض، وطبعًا بصورة أنجع من الحرب التي خاضتها ضدّ الأنفاق في عملية (الجرف الصامد)، لأنّه في ذلك الحين اندلعت الحرب بين الطرفين، دون أنْ يكون الجيش الإسرائيليّ مستعدًا لحرب الأنفاق ضدّ حركة حماس، لافتةً إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ قام بابتكار طرقٍ لم تكُن مناسبة لظروف الحرب الأخيرة في مجال الأنفاق، بحسب تعبيرها. 

علاوة على ذلك، كشفت المصادر الأمنيّة النقاب عن أنّ حركة حماس تقوم بتفعيل قوّةٍ جويّةٍ، تشمل طائرات بدون طيّار وطائرات شراعيّة، والتي تُشكّل تهديدًا على إسرائيل، وعليه، من أجل معالجة هذه الظاهرة الجديدة، شدّدّت المصادر، يقوم الجيش الإسرائيليّ بتفعيل أجهزة ومنظومات رادار متقدّمة جدًا، والأهّم من ذلك أنّ هذه الرادارات، بحسب الشركة الإسرائيليّة (رادا)، التي قامت بإنتاجها وتصنيعها، قادرة على التنقل من مكان إلى آخر بسرعةٍ.


وبحسب تقديرات المخابرات الإسرائيليّة، وتحديدًا شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، زادت المصادر ذاتها قائلةً إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تقوم بتزويد حماس بوسائل تكنولوجيّة مُتقدّمة ومُتطورّة جدًا لجمع المعلومات عن إسرائيل في محيط ثلاثة كيلومترات، قالت المصادر للموقع الإسرائيليّ.