خبر : المباني الخشبية.. صيحة هندسية جديدة في عالم العمارة !

الإثنين 17 أغسطس 2015 12:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
المباني الخشبية.. صيحة هندسية جديدة في عالم العمارة !



سما / وكالات / فى خطوة جريئة تعد ثورة في عالم البناء، لم تكن تخطر على البال من قبل، بدء المعماريون في الدول الأجنبية يفكرون في بناء مباني تكون صديقة للبيئة..

لذلك بدؤوا فى استخدام الخشب بدلا من الحديد والأسمنت وتنافسه فى بناء المباني المرتفعة، لذلك سوف نلقي نظرة على بعض المشاريع الناجحة أو التى فى طور الإنشاء لهذه الأبراج الخشبية، التى سوف تكون مباني المستقبل.

أعتقد أن هناك دور للخشب فى المدن.. مايكل جرين فى محاضرة على موقع TED
المحاضرة

فى”فيينا” عاصمة النمسا، سوف يتم خلال العام القادم بناء أول برج خشبى، ويبلغ ارتفاعه نحو 84 مترا،ويتكون من 25 طابقا، بتكلفة إجمالية 60 مليون يورو، ولقد اطلقت عليه اسم”هوهو”فيينا، ومن المرجح الإنتهاء من البناء فى عام 2018م، وسوف يوفر نحو 2800 طن من الحديد الصلب، مما يعنى إن هذا البناء سوف يكون صديق للبيئة.

1-مبنى هوهو فى فيينا

فى نفس الوقت قدمت شركة”إم جى أي”الكندية مع شركتى”دي في في دي”و”آر إي ىي فرانس”الفرنسيتين، مشروع بناء أطول برج خشبى فى العالم ضمن المنافسة”ريانفنتيه باريس”إعادة ابتكار باريس، وتهدف من ذلك تجديد المظهر المعماري فى العاصمة الفرنسية..

وسوف يتكون البرج من نحو 35 طابقا، يتضمن فندقا للطلاب، مساحات خضراء، موقفا للباص، موقفا للسيارات التى تعمل بالكهرباء، ولقد اطلقت عليه الشركة اسم”باوباب”، وتهدف من خلال هذا المشروع حل مشكلة السكن بطريقة إبداعية وصديقة للبيئة ايضا.

2- مبني باوباب

فمثل هذه المشاريع لها جوانب إيجابية كثيرة منها كما يقول مايكل جرين”أن الخشب عكس الفولاذ والإسمنت، يعزل ثانى أكسيد الكربون، ويحتفظ به ما دام البناء قائم، ولقد قدرت شركة”إم جي أي”كمية غاز ثانى أكيد الكربون التى سيتمكن”باوباب”من الاحتفاظ بها نحو 3.7 طن متري من الغاز، إي ما يعادل كمية الغازات التى تنتجها 2.2 سيارة بومبا، أو ما ينتج من مبني سكني واحد خلال 982 سنة من الاستخدام.

11% هى نسبة الطاقة والغازات الدفيئة المنبعثة من المنازل المبنية من الحديد والإسمنت
وتعرف الغازات الدفيئة بإنها الغازات الموجودة فى الغلاف الجوي، وتمتاز بقدرتها على امتصاص الاشعة التي تفقدها الأرض “الاشعة تحت الحمراء” فتقلل ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء، مما يساعد على تسخين جو الأرض، وبالتالي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي.

3- الغازات الدفيئة

لذلك بدأت السويد تهتم بالمباني الخشبية وأخذت خطوة نحو هذا العالم الجديد فى التصميم المعماري بأنها تخطط حاليا فى بناء أول مبني خشبي مكون من 34 طابقا فى مدينة ستوكهولم، وسوف تنتهى شركة”سي أف موللير”المسؤولة عن البناء فى 2023..

أما فى سويسرا فيوجد بعض المباني الخشبية القائمة مثل: مبني”تاميديا”للإعلام المكون من سبعة طوابق، أضخم قبة خشبية لتخزين الملح فى أوروبا، أما فى النرويج فقد تم استخدام الخشب فى بناء الواجهة الخشبية المموجة لمركز كيلدن للفنون الأدائية.

4- الواجهة الخشبية المموجة لمركز كيلدن للفنون الأدائية بالنرويج

أما عن الخشب المستخدم فى البناء فسوف يتم معالجته ليصبح متينا وأكثر قدرة على مقاومة الاشتعال، وفى نفس الوقت سوف يكون بديلا رخيصا مقارنتا بمواد البناء المتعارف عليها، بالإضافة إلى سرعة البناء بواسطة الخشب والمرونة والقوة، لذلك يجب استخدام الخشب بشكل صحيح، بأن تكون الهياكل الخشبية المستخدمة فى البناء أكثر مرونة وتحملا ومقاومة لدرجات الحرارة العالية، كما ينبغى إنتاجها من موارد الغابات المتجددة.

كل ذلك حدث فى حين كانت شركة”إم جى أي”تسلم أول مبنى خشبي فعليا وبلغ أرتفاعه نحو 29.5 متر في مدينة”برنس جورج” بمقاطعة كولومبيا البريطانية في دولة كندا، وهو مبنى تابع لمركز تصميم وابتكار الخشب الملحق لجامعة”UNBC”.

قد يفكر البعض فى صعوبة السكن فى مباني خشبية بدلا من المباني التى تعودنا عليها المبنية من الحديد والأسمنت، فمثل هذه المباني قد يحترق أو لا تتحمل السكن..

لكن الأمر ليس كما تتخيل فالخشب أكثر مقاومة للحرائق، وأكثر صمودا فالمباني الخشبية تبنى من ألواح خشبية تم معالجتها من خلال إعادة تصنيعها وضغطها ولصقها باستخدام صمغ هندسي، بالإضافة إلى أن استخدام الخشب الجاف أفضل اقتصاديا، حيث ينصب بشكل سريع عند استخدامه فى البناء، وذلك سوف يوفر فى الوقت والتكلفة.

مبــاني غريبة وقصص أغرب !

5- ألواح الخشب

رغم أن استخدام الخشب فى البناء ما زال البعض متخوف ومتشكك منه، إلا أنى أريد أن أخبرك إذا ما زلت تخشي السكن فى المباني الخشبية، فسوف أخبرك إن أقدم بناء خشبي فى العالم ما زال قائما فى العالم يوجد فى اليابان وتم بناءه عام 607م..

يحمل اسم “Horyu-ji”، وقد استطاع هذا المبني مقاومة كافة الظروف الصعبة التى مر بها، فهو يوجد فى منطقة تقع فى حزام الزلازل ورغم ذلك قاومها عبر السنين، وقاوم ما يمكن أن يواجهه مثل الحرائق والنمل الأبيض وعفن الخشب.