غزة - العاملون في أكبر مستشفى في قطاع غزة -مستشفى الشفاء- يواجهون تحديات خطيرة بسبب طبيعة عملهم..لكن منى كسكين طبيبة المخ والأعصاب الوحيدة به تواجه تحديات أكثر من غيرها.
ومنى كسكين ولدت وترعرعت في الأراضي الفلسطينية، وتعمل طبيبة مخ وأعصاب به منذ تخرجها من كازخستان في عام 1998.
وتقول منى، إن كونها المرأة الوحيدة التي تعمل في هذا التخصص الطبي لم يكن سهلا في البداية، لكنها نجحت في تثبيت أقدامها.
أضافت منى كسكين لتلفزيون رويترز "كانوا معتادين في البداية ان يذهبوا لطبيب، وأنا لم أحاول كثيرا ان أظهر نفسي، ومع الوقت بدأ الناس يتقبلون سواء كان الطبيب رجلا ام امرأة وهذا جاء مع الوقت ومع تجربتهم ومعاملتهم.
واضافت "في الوقت الحالي أنا لا اشعر ان هناك اية مشاكل لدي، لكن في البداية حتى بعض الزملاء في مجالنا كانوا يقولوا ان المرأة لا تستطيع القيام بذلك، ولكن الامر انقلب الان فالزملاء حتى في الاستشارة لا يجدون اي فرق في استشارة طبيب او طبيبة من زملائهم".
وبالاضافة لكونها طبيبة المخ والأعصاب الوحيدة في قطاع غزة، فان منى كسكين زوجة وأم لأربعة أطفال تواجه تحديات بين عملها ومطالب أسرتها.
وتوضح أنها نجحت في تحقيق توازن بين عملها ومطالب أسرتها، لكنها تؤكد أنها واجهت أكبر تحد أثناء الحرب الاسرائيلية على غزة العام الماضي.
وقالت الطبيبة منى كسكين: "أصعب الظروف كانت في الحرب السابقة. يعني في حرب ٢٠٠٨ و ٢٠١١. كمان كان عندي توأم، ولم يكن الامر بهذه الصعوبة نتيجة مساعدة الأهل، ولكن في الحرب الأخيرة كان الامر صعبا بين عملي وواجبي، حيث ان عندي أربعة أطفال، وكان القصف في كل مكان وكل الاماكن مهددة بالقصف، حتى بيتنا يوم العيد، عيد الفطر، كان مهددا فالعمارة التي نسكن فيها تم التهديد بقصفها. كان الامر نفسيا صعبا علي لأول مرة. وقالت :" من الممكن أن اقول لك باني خفت في الحرب الأخيره ولكن هذا لم يؤثر على عملي بتاتا، فقد كنت على رأس عملي وكنت أداوم ٢٤ ساعة".
ومن بين من عالجتهم منى كسكين فلسطيني يدعى جبر مقداد يقول إنه وأمثاله من المرضى يستفيدون بعلمها.
وأضاف جبر مقدد لتلفزيون رويترز "تخصصها هذا من النادر ان تكون فيه كثير من النساء، فقليل من النساء يخترن مثل هذا التخصص. أنا اقول لك بان الدكتورة منى دكتورة قديرة ودكتورة مبدعة في مجالها وعندها كل الجرأة، انها تتعامل مع المرضى بأسلوب سلس وبأسلوب مُحترم وبأسلوب جيد".
ويأمل أيمن السحباني رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة في أن يشجع وجود طبيبة مخ واعصاب بالمستشفى نساء أخريات على الاتجاه لذات التخصص.
وقال السحباني لتلفزيون رويترز: "نحن تنقصنا أعداد، وأعداد كبيرة بالطبيبات، لانه من المعروف ان الطبيبات دائما يتجهن لتخصص النساء والولادة. وقليل منهن الى الجراحة، وهي تعتبر الطبيبة الوحيدة ليس في قطاع غزة بل في فلسطين المختصة بجراحة المخ والأعصاب، وتعمل هنا في أكبر مستشفى في قطاع غزة وتعد حالة نادرة ".
وعانى قطاع غزة بشدة أثناء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 50 يوما في العام الماضي، والتي يقول مسؤولون صحيون إن أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين قضوا فيها. وقالت اسرائيل إن قتلاها عددهم 67 جنديا وستة مدنيين.