خبر : من هو "أبو شجاع" محرّر النساء الأسيرات؟

الأربعاء 22 يوليو 2015 07:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
من هو "أبو شجاع" محرّر النساء الأسيرات؟



دمشق / وكالات / يُدعى "أب الرجال الشجعان"، وخلال عام واحد، حرّر 200 امرأة وحماهنّ بين العراق وسوريا وتركيا. وهناك أبطال آخرون سائرون على خطاه.

"أب الرجال الشجعان" هو الوصف الذي يُطلق عليه ويستحقه بجدارة، حسبما يقول متابعو تحركاته ذهاباً وإياباً منذ أكثر من عام بين العراق وسوريا وتركيا في محاولاته لتحرير نساء وأطفال مستعبدين لدى الدولة الإسلامية يعمل هذا الرجل بهدف أن يستعيد أكبر عدد منهم ويضعهم في ملجأ آمن في كردستان.

أبو شجاع هو عراقي ينتمي إلى الإيزيدية، المعتقد الذي نشأ في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من 4000 سنة، وأصبح أتباعه مع المسيحيين هدفاً للجهاديين. في أب 2014، أدت اعتداءات الجماعة المسلحة داعش على سنجار في شمال العراق الذي بات اليوم تحت سيطرتها إلى قتل آلاف الإيزيديين. وسرعان ما بيعت نساء وفتيات كثيرات – حوالي ألف بحسب عدة مصادر – في الأسواق، وتعرضن للاغتصاب والتعذيب والاستخدام كعبدات جنس أو سبايا.

"نواجه اليوم أعمالاً وحشية منظمة ومنسقة"، حسبما شجبت قبل شهرين ممثلة منظمة الأمم المتحدة للجرائم الجنسية في مناطق الصراع، لدى عودتها من مهمة في المنطقة. أما الأطفال فقد لُقنوا عقائد ودُربوا لكي يصبحوا جهاديين صغاراً.

"كان لا بد لي من التحرك"

"ما قاساه الإيزيديون كان هائلاً جداً بحيث كان يفترض بي أن أتحرك"، حسبما أوضح أبو شجاع، المتحدر من سنجار والتاجر منذ زمن بعيد. لا يعتبر شجاع نفسه أفضل أو أكثر شجاعة من الآخرين. نظراً إلى معارفه الكثيرين، قال أنه أراد أن يستفيد منهم ومن شبكة علاقاته للتدخل.

وبالنسبة إلى الشجاعة، فهو يتحلى بها كثيراً! وحتى يومنا هذا، نجح في تحرير حوالي 200 امرأة. تُنظم عملياته في أكبر قدر من السرية من قبل مجموعات مؤلفة فقط من ثلاثة أو أربعة أو سبعة أشخاص. قال لصحيفة غارديان: "يجب أن نفعل كل شيء في سرية تامة لأن لا أحد يهتم بنا ولا أحد يحمينا. يجب أن نساعد شعبنا على الهرب بالاعتماد فقط على قوانا الخاصة". ووصف للصحيفة آخر نجاح لهم تحقق بتحرير سبع نساء لدى أستراليَّين من الدولة الإسلامية في الرقة، العاصمة السورية لـ "الخلافة". حالياً، أصبحت هؤلاء النساء في أمان في غازي عنتاب التركية.

في دائرة خطر التعرض لقطع الرأس فوراً

ولكن، يحدث أن ينتهي هذا النوع من العمليات بشكل فاشل ومأساوي، مثلما حصل في شباط الفائت عندما ألقي القبض على عنصرين من الفريق وقطع رأساهما على الفور، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية. بدوره، كان أبو شجاع على وشك أن يلاقي المصير عنه مراراً.

فالكل يعرف اسمه، وهو يتلقى تهديدات على الدوام كالرسالة التالية التي كتبها جهادي تونسي على شبكة الإنترنت: "أنت، أيها الفاسد، يا عدو الله، ستكون خاسراً في هذا العالم وفي الآخرة. محكوم عليك أن ينتهي أمرك في الجحيم". لكن أبو شجاع أكد أنه لا يسمح لنفسه بالتأثر بها، مقارنة مع علامات الامتنان التي يتلقاها من العائلات التي تمكنت بفضله من استعادة نسائها أو أطفالها. هذا يكفيه ويعزيه في عزمه على مواجهة داعش بكل شجاعة.

"منقذون مرتجلون" آخرون

لا تدرك الأسيرات لدى داعش أن "منقذين مرتجلين" كأبي شجاع وكثيرين غيره يعملون بصورة سرية بفضل شبكة من الرجال الذين تمكنوا من الوصول إليهنّ. على سبيل المثال، يعتبر خليل الدخي، الذي يعمل محامياً، واحداً منهم. فقد انطلق في هذا النوع من العمليات بُعيد السيطرة على سنجار في أغسطس 2014. وأعلنت أوليفيا غولدهيل في مقالة لصحيفة تلغراف : "لم تقترح أي حكومة التغلغل في الدولة الإسلامية والمساعدة على تحرير النساء، ما دفع بمواطني سنجار إلى محاولة إنقاذ أخواتهم وبناتهم وأمهاتهم".

وحسب المحامي خليل، فإن عدد النساء المختطفات من قبل داعش ارتفع إلى 3000. وقد أنقذ عدد منهن بفضل هذه المجموعة الصغيرة من الرجال. أوضح خليل: "حياتي طبعاً في خطر، ولكن يجب أن أنقذ الفتيات والنساء، وكلما أنقذت شخصاً من قبضة داعش، أعتبر ذلك انتصاراً جديداً ضد الإرهاب!".