خبر : نحبك يا حماس ...تسفي بارئيل

الأربعاء 10 يونيو 2015 09:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نحبك يا حماس ...تسفي بارئيل




يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" انه من الصعب شرح كيف فوتت ابواب النميمة قصة الحب البارزة: اسرائيل وحماس معا مرة أخرى. نعم، نحن نعلم أن حماس تريد اسرائيل بسبب المال، وتتأثر إسرائيل بشكل رئيسي من الفيباسانا المسلحة التي تعرضها حركة حماس، ولكن الأحلام تتشكل بالفعل. التهدئة لخمس وربما عشر سنوات، وفتح المعابر أمام مواد البناء، وبناء ميناء وربما السماح بتشغيل المطار.


ما الذي يمكن أن يكون أفضل من زواج الفائدة هذا، وخصوصا عندما منحت مصر لحماس أيضا - ولكن ليس للجناح العسكري – مكانة التأهيل للمنظمة. "يجب التحدث الى حماس"، يتم سماع هذا التشجيع من كل جانب الآن. وهي دعوة موجهة بشكل جيد: التحدث مع حماس وليس مع الفلسطينيين، ليس مع محمود عباس والسلطة الفلسطينية. فهم ليسوا شركاء في أي شيء. من يدعو الى محاورة حماس عبر مسار يلتف على العملية السلمية، ينسى العبرة من الانسحاب من غزة وهذا تذكير بما حدث.


حماس لم تبدأ باطلاق الصواريخ على اسرائيل بسبب الانسحاب. فقد اطلقت النار على اسرائيل والمستوطنين قبل الانسحاب. وجعلت هذه العمليات الجيش يملأ شوارع غزة، الى حد لم يتبق لنا تقريبا الوقت المطلوب لعمليات اخرى. وقد يئس الجمهور الاسرائيلي آنذاك من وضع اشغل فيه 7000 مستوطن الوية كاملة في الجيش، فقرر اريئيل شارون الانسحاب من القطاع، ليس كي يحاول اقامة اول نموذج للدولة الفلسطينية المستقلة فيه، وانما كي يتمكن من الاحتفاظ بالضفة والقدس الشرقية.


لقد شكل الانسحاب خطوة من جانب واحد، وليس مفاوضات، لا مع حماس ولا مع السلطة الفلسطينية. بل على العكس، لقد قاطعت اسرائيل الحكومة الموحدة مع حماس في اعقاب انتخابات 2006، تماما كما قاطعت محمود عباس عندما اقام حكومة الوفاق الوطني عقب المصالحة مع حماس. وحددت اسرائيل انه طالما لم ينجح عباس بالسيطرة على حماس، فانه لا يمكن التحدث عن السلام. وكانت هذه حيلة مقنعة. كما لو انه لو نجح عباس "بالسيطرة" على حماس، لكانت اسرائيل ستبدي استعدادها لرسم حدودها وسحب المستوطنات او تقسيم القدس.


لكن حماس كانت حجة جيدة. والان يمكن لحماس الحصول مرة اخرى على وظيفة المنقذ، الذي يمكن لإسرائيل من خلاله التهرب من المفاوضات السياسية، لأنه لا حاجة الى الحديث مع حماس عن اخلاء المستوطنات او الانسحاب، فهي لا تتوجه الى محكمة الجنايات الدولية، والمقاطعة المتسعة على اسرائيل لا تخصها، وبشكل عام لا تتحمس للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. حماس وغزة ستحظيان بالهدوء، وبالمقابل يمكن لإسرائيل ان تقول انه تم تحقيق الهدوء اخيرا في غزة، وليس هناك أي الحاح لدفع العملية السلمية.


هذا هو جوهر اكذوبة الحوار مع حماس. ولكنه يجب ان نتذكر في هذه المثالية ان التنظيم هنا يقوم بدور المرأة المضروبة. انه يحاصر داخل غيتو محاصر بأسيجة كهربائية. فسكان غزة لا يستطيعون الخروج كما يشاؤون الى الضفة، والصادرات من غزة قليلة، بل تجف في الحقول، والمساعدات التي تم وعد القطاع بها في اكتوبر 2014، عالقة في غالبيتها في جيوب الدول المانحة، والشاحنات التي تحمل البضائع من إسرائيل لا تكفي حتى لربع الاحتياجات، وهناك اكثر من 50% من السكان عاطلين عن العمل، والجامعيين لا يمكنهم استكمال دراستهم، وعشرات الآلاف لا يزالون بدون مأوى بفضل عملية "الجرف الصامد" التي نفذت خطة "اخلاء كل بيت".


إسرائيل تتجاهل كل هذا. وتقوم بقياس الهدوء في غزة فقط حسب مسطرة واحدة: عدد الصواريخ التي يتم اطلاقها من القطاع. هذا مقياس يعتمد على ميزان الرعب الذي تعتقد اسرائيل انه اقوى من ميزان اليأس. ولكن الهدوء في غزة لا يتمتع باستقلالية. انه يحتاج الى قاعدة تضمن وجوده، ولا يمكنه استبدال العملية السياسية الشاملة.