زين عالول
عام2015 يصادف أن تكون نكبة 48 وقد مضى عليها 67 عاما..ونكسه 67 سيكون قد مضى عليها 48 عاما..أي إعجاز، وأي قلب لسنين التاريخ، أي رسالة توجهيها للعالم يا فلسطين..فأنت غالية على النفوس، هازمة لكل أشكال الجبروت،رافعة لأعلام الكبرياء والنصر على نيرون..
رغم كل المآسي والنكبات والنكسات والقهر الذي يخنق كل كائن حي، عدا شعب الجبارين.. فأنت متألقة دوما حتى في نكبات التأريخ….
لهذه المناسبة الأليمه..أخترت اليوم الولوج إلى روح عاشق تراب وهواء فلسطين..صاحب التنوير والحداثه لشعراء الثورة……ورمز صانع أحرف الشعر والقصائد.. وصائغ مجوهرات وثيقة الإستقلال، في فلسطين…..شاعرنا شاعر إحساس مرهف….كرس حياته لقضية العصر، كتب وثيقة الإستقلال لفلسطين، يخاطب شعوب العالم وهو يصرخ: (ألأرض تورث كاللغه) (فأنا أرى ما أريد)كان غيور على عشيقته الأنثى فلسطين، مزج حبيبته بتراب الوطن….وسار برمال جبالها وخضرة سهولها حول بلدان العالم يلقنهم أبجديات حب فلسطين….
(حبيبتي تنهض من نومها)(أحبك أو لا أحبك)
كان عمره قصيرا،وإبداعاته طويله..لا بد أنكم، عرفتموه…إنه محمود درويش..
إن إعلان الاستقلال قد استوعب جميع المتغيرات التي استجدت عبر العشرين سنة، التي تفصل بين صدوره وصدور الميثاق الوطني، وبقدر ما دلل هذا الإعلان على نضوج سياسي وحنكة في استيعاب تحديات المرحلة،ومحاولة تجاوزها دون إقفال الباب أمام أجيالنا الفلسطينية القادمة لممارسة حقها في انتزاع كامل حقوقها فوق أرض الوطن، فقد جاءت صياغته بقلم محمود درويش لتجعل منه وثيقة فلسطينية مهمه كان الفلسطيني يتساءل دوما عن دولته في وطنه وليس عن وطن بلا دوله، بتلك العبارة صاغ محمود درويش وثيقة الإستقلال التي اعترفت بالدولتبن.
شكلت وثيقة إعلان دولة فلسطين عام 1988، والتي نصّت على:
1: قبول حل الدولتين فوق تراب الوطن الواحد (دولة يهودية قائمة وأخرى فلسطينية ما زالت تنتظر)،والقدس عاصمه لدولة فلسطين. في الواقع تلك الوثيقه كانت منعطفًا حادًا إيذانًا بدخول الشاعر مرحلة الواقعية السياسية وتعبيرًا عن المأزق التاريخي الفلسطيني بين ما هو مرغوب وطنيا وبين ما هو متاح سياسيًا…
2: نصّ الإعلان أن فلسطين هي دولة الفلسطينيين أينما كانوا، فيها يطوّرون هويّتهم الوطنية والثقافيّة ..وطبعا فلسطيني الشتات مشمولين..
3: الإعلان على سلمية الدولة الفلسطينية والتزامها بمبادئ الامم المتحدة وأهدافها بما في ذلك مبادئ التعايش السلمي، كما يؤكد أنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية والإقليمية بالطرق السلمية ووفقا لميثاق الامم المتحدة وقراراتها، وأنها ترفض التهديد بالقوة أو العنف أو الإرهاب، بمعنى أن الاعلان يسقط عن الدولة الفلسطينية صفة الدولة المقاتلة لتحرير كامل الأرض على فلسطين..
4: كما ينص الإعلان على أن قرار التقسيم عام 1947 ‘ما زال يوفر شروطا للشرعية الدولية ويضمن حق الشعب العربي الفلسطيني في السيادة والاستقلال الوطني،رغم ما يحمل هذا القرار من ظلم التاريخي للشعب الفلسطيني.
5:يؤكد الإعلان على عروبة الدولة الفلسطينية والتزامها بميثاق جامعة الدول العربية وتطلعها لوحدة الأمة العربية….نلاحظ هنا أن الإعلان قد ألغى شعار الدولة الديمقراطية الواحدة وشعار الدولة ثنائية القومية، الذي رفعته الجبهة الديمقراطية منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي،فزيادة الاستيطان في الاراضي المحتلة وتعذر حل الدولتين قد ساهم في إعادة طرح الموضوع من جديد.
بعدها جاء مؤتمر مدريد عام 1991 ذلك المؤتمر الذي كان بوش الأب منتشيا بعد انتصاراته في حرب الخليج الثانيه،والذي يدعوا لسلام مقابل الأرض.. والإلتزام بقرارات مجلس الأمن 242 ، 338، 425 لقد تناسينا تلك التواريخ لانها كانت حبرا على ورق، بعدها جاءت تفاهات أوسلو أو إتفاقيات اوسلو عام 1993 التي تم فيها الإعتراف المتبادل ما بين منظمة التحرير الفلسطينية،ومابين الكيان الصهيوني والتي كانت نقطة النهايه لهذا الميثاق.
الحدود، المستوطنات، القدس، وحق الفلسطينيون بالعوده،أهم بنود الإتفاقية،طبعا العدو الإسرائيلي وضع كل العراقيل لعدم حلها،لأنهم:
أولا: لا يريدون السلام….فحلمهم التلموذي من النيل إلى الفرات هي أرضهم الموعوده. .
ثانيا: يحتجون بعدم وجود شريك السلام. فنحن نقع في فك أشرس عدو عرفه التاريخ معتمدين على فشلنا في قراءت الماضي، لاستيعاب كيف وصلنا إلى ما وصلنا، لاستشراف القوة التي تعيننا على إجراء التفاوض ، بعيدا عن العاطفه. .
ثالثا: من أيام الكتاب الأبيض مرورا بقرار التقسيم عام 1947 والشق الفلسطيني من كامب ديفيد
الأولى في السبعينيات وما تلاه، ثم الثانيه مع القائد ياسر عرفات، ومبادرة أولمرت، كانوا يعتنقون الرفض على التوقيع ، دون إشهاره معتمدين على حماقتنا لنرفضه، وتشرذمنا لفصائل أخذت على عاتقها الإنقسام لتحقيق مقولة فرق لتسد….يتهموننا بأننا رفضنا المصالحة وفي الواقع هم يصرون على رفص ورفض الحلول،وبالطبع انقساماتنا، وإهمال عروبة فلسطين، وكأنه كرت للمراهنة على جواد أصيل يساعدهم في تحقيق مصالحهم ومتانة مقاعدهم والمتاجرة بأسمى قضية في الشرق الأوهو ما ساهم في تحقيق ما يريده عدو لئيم….
( لا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها)
(كبرنا!!! كم كبرنا!!! والطريق إلى السماء طويله)ولكنها فلسطين وتستحق المزيد. .
لقد طال الإنتظار يا محمود …فشهداء فلسطين أضحوا يتقاطرون على مقاعد الفردوس وأجنحة الغيم بالحافلات،والسواعد. ..
والأقصى …ما زال يإن من الإعتداء والجراح والحنين..والتهميش من عرب التخاصم. . وبحاجة للمرابطة وشد الحبل على الدخيل. وانتهاك المحارم…
وأعداد المقهورين تحت العذاب يلهثون..والأسرى بالآلاف، ينادون دون تلبية النداء مهملون……والقدس القدس كل يوم تذرف أطنان الدموع فوق السور والقباب….ف الجدار العنصري هتك خطوط العرض والطول دون رحمة لإيقاع الجغرافيا والتاريخ أو رحمة لمقدسين أو حرية للراكعين على سجاد الشوارع في الطريق..هناك أقفاص من الدجاج نعبرها كل يوم لمعبر قلنديا على التواخم ..لمن يريد توصيل السلام لمريم أو أنبياء الرسل والعبادات في المساجد والكنائس. .
وجسر العبودية لم ينقشع الضباب الكثيف الملآن بالإهانة في الحافلة والشوارع والمعابرللعبور..
إن حالة الحصار قد أصابها الجنون ومرض اليأس والفتور..فيا نكبة..ويا نكسة..ويا أزمة اشتدي اشتدي تنفرجي …فقد بلغ السيل الزبى وأنا أحن الى كعك قدسي،وخبر أمي، و خيوط الشمس في بلدي، ولمة الأصحاب والأهل فالإغتراب يقتلني. . والأمان ينقصني ..والحرية مطلبي وحق العودة قسمي…
يا وطن. . يا عزي ..يا منبت أصولي ومنبتي…..فأنا (يوسف يا أبي إخوتي لا يحبونني) فهم عندي منقسمون يساريون ويمينيون، علمانيون ومتاسلمون، قاعديون و داعشيون…ويأسدون على الحمل والخراف الموجوعين. .. !! ومن حولي يتخاصمون و يتآمرون. ..وعدونا يبلع الأراضي بنهم لسذاجتنا ينتصرون….. وأنا لا أنام لأحلم فأنا ذاهبة لأصلي ورغما عنهم وسأفتح الأبواب، (وسأغني للفرح خلف أجفان العيون الخائفه.)…..رغم الدموع والمصائب من العدو الزائف……


