سما / وكالات / هناك مراحل للتطور تكاد تكون ثابتة لنمو مُنتج/مُنتجات أي شركة، ويمكن التنبؤ بها إلى درجة كبيرة، لأي مُنتج سواء كان (تجاري/صناعي/خدمي أو إلكتروني) دورة حياة، شبيهة بدورة حياة الإنسان، والتي تمتد منذ ولادته وحتى وفاته..
ومثل الإنسان أيضاً، فقد تدوم هذه الدورة لمدة سنة أو أقل، أو عقد من الزمان، أو حتى قرن كامل، وتسمى بـ دورة حياة المُنتج –(PLC) Project Life Cycle.
فكل مُنتج مدة حياة تطول وتقصر، فهي معرضة للتقادم عندما تجاوز التقنية لها، أو عندما يمل المستهلك منها لاعتبارات كثيرة في مقدمتها تغيير الطراز أو الأذواق أو الموضة، فقد تصبح السلع بائرة عندما يقدم المنتجون على إنتاج سلع مبتكرة ومواصفات متميزة أو بظهور احتياجات جديدة في السوق لايقدر المنتجون على تلبيتها، فالظروف التي يمر بها أي منتج أثناء بيعه تتغير حسب الوقت؛ ولذلك يدرس كل تغير حسب الفترات الزمنية المختلفة التي يمر بها.
هل تمتلك ما يتطلبه بدء تأسيس شركة ناشئة؟.. اختبر نفسك
ونستطيع القول أن دورة حياة المُنتج ما هي إلا وصف للفترة الزمنية التي يوجد فيها المُنتج التجاري، وتمتد من لحظة نشوئه إلى فترة زواله، حيث يشير مفهوم دورة حياة المُنتج إلى الفترة التي تحدث فيها مبيعات المنتج وأرباحه طوال فترة حياته..
ومن غير شك أن كل مشروع يرغب وبقوة في إطالة فترة حياة المنتج لأطول فترة ممكنة مع استمرارية الربح والعائد من ورائه، وليس فقط إطالة حياته من غير عائد ربحي مناسب.
وتتكون من خمس مراحل هى:
مرحلة البداية/التقديم (التأسيس والإطلاق ودخول السوق).
مرحلة النمو (وهي مرحلة بدء تطوير العمل).
مرحلة النضج.
مرحلة التراجع.
مرحلة الهبوط (الخروج من السوق).
ولكل مرحلة من مراحل دورة حياة المُنتج خصائصها، ومتطلباتها، وتحدياتها.
وفترات المُنتج يتم التعبير عنها بكل تأكيد بمعيار كمي وآخر نوعي، أما المعيار الكمي فيشير لحجم المبيعات ومدى استقرارها عبر تاريخ المنتج، وأما المعيار النوعي فيشير إلى مقارنة تلك المبيعات بالمنافسين بالسوق وإلى القياسات الأخرى والمؤشرات للقبول السوقي، والقيمة المدركة عن المنتج لدى العملاء الحاليين والمرتقبين بالسوء، ومدى إمكانية تحسين تلك الصورة الذهنية المدركة.
وهنا سوف نضع مرحلة النمو تحت الميكرسكوب، لنتناولها بشيء من التدقيق والتفصيل، لما تشكله من أهمية فائقة، لبدء عملية التطوير والتحديث للمُنتج، فعملية تطوير العمل تبدأ مع الدخول في مرحلة النمو من دور حياة المُنتج.
دورة حياة المشروع - PLC Project Life Cycle
دورة حياة المشروع – PLC Project Life Cycle
مرحلة النمو
لقد أنهيت بنجاح مرحلة الولادة، أي (مرحلة البداية/ دخول السوق)، والآن يدخل مُنتجك مرحلة جديدة مهمة لها متطلباتها وتحدياتها، وهي (مرحلة ما بعد الولادة/ النمو)، التي تحتاج منك أن تصرف الجزء الأكبر من وقتك على صياغة وتنفيذ الخطط الإستراتيجية المهمة؛ لتوسيع العمل التجاري، والبحث عن الفرص الجديدة، والإشراف عن بعد، بدلاً من الانهماك في تفاصيل العمل اليومي.
وكل ذلك من أجل تحقيق الانتشار في السوق، وذلك من خلال التخديم الجيد والمستمر للزبائن، وعدم الانقطاع، وتصحيح الانحرافات التي ظهرت في المرحلة الأولى من طعم أو لون لون أو نكهة، وتكثيف الدعاية، حيث تمثل هذه الفترة فترة ازدهار المنتج في الأسواق، حيث يتعلم المستهلك أن هذا المنتج هو الشيء الذى يريده.
وتُعد الفترة الزمنية لـ«مرحلة النمو» من الفترات المحببة للمشروع الناشئ وصاحبها، فهي الانطلاقة الحقيقية للعمل، حيث يتم فيها وضع قواعد لعبة الأعمال، ولا يمكن لأي مشروع بلوغ المرحلة التالية دون المرور بهذه المرحلة المجهدة..
وفي تلك الفترة تترسخ جذور كثير من مفاهيم وثقافة المشروع؛ لذلك يجب على صاحبه أن يتأكد من توافق الرسائل الثقافية التي تصل موظفيه خلال هذه السنوات، واضعاً نصب عينيه الصورة النهائية لمشروعه، فثقافة المؤسسة متى وجدت لا يمكن تغييرها بسهولة.
كيف تستخدم منهجية Main Ideas لتحليل فكرة شركتك الناشئة والإنطلاق بها؟
خصائص مرحلة النمو – متى تستطيع القول أن مُنتج مشروعك وصل إلى مرحلة النمو؟
يدخل المُنتج مرحلة النمو بعد أن يتعرف المستهلك عليه، ويقبل على شرائه خلال مرحلة التقديم، فإن استمرارهم فى شراء المنتج يجعله ينتقل إلى مرحلة النمو، والتى تتصف بما يلي:
ازدياد المبيعات؛ لأن المنتج أصبح معروفاً لكثرة الأماكن التى يباع فيها.
ارتفاع الأرباح؛ بسبب ازدياد المبيعات وتغطية جميع المصاريف.
استقرار أسعار المنتج؛ لدخول المنافسون فى السوق بشكل تدريجي.
ازدياد النشاط الترويجي، وتحوله من الطابع التعريفي إلى الطابع التنافسي المقارن الذى يقنع المستهلك بتميز المنتج عما سواه بسبب وجود منافسة شديدة.
تطوير جودة المنتج، وإدخال تحسينات عليه لمواجهة المنافسة.
زيادة تدفق الإيرادات المالية، وذهاب القلق اليومي من عدم توفر النقد.
زيادة عدد كلاً من (العملاء، والموردين، والموظفين).
انتشار وقبول الاسم التجاري في السوق.
2
تأثير مرحلة النمو على أنشطة ووظائف المشروع الأساسية
#في هذه الفترة فإن المسؤولية الأساسية لنشاط التسويق هو الحصول على طلبات الشراء، ومحاولة تدعيم علامة أو اسم المنتج في ذهن المستهلك، وكذلك خلق درجة عالية من ولاء المستهلك لهذه العلامة أو الاسم التجاري، وفي الفترة الأخيرة من هذه المرحلة فإن رجال التسويق يحاولون الوصول إلى بعض القطاعات السوقية التي أهملت من قبل أو التي تم الدخول إليها، ولكن بطريقة غير ملائمة.
# كما يواجه النشاط المالي في المنظمة زيادة ملحوظة في الإيرادات، والناشئة عن زيادة المبيعات، وانخفاض عناصر التكاليف، وفي هذه الفترة فلابد على القائمين على النشاط المالي أن يضعوا سياسات محدة لإدارة نشاط الائتمان وتحصيل أوراق القبض..
فخلال هذه الفترة فأن الشركة تسعى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية؛ لمواجهة الطلب المتزايد في السوق، والذى يعنى للوحدة المالية مزيدًا من الإنفاق الإستثمارى الرأسمالي فى الطاقة الإنتاجية، ومن هنا فأن الميزانية لابد وأن تشمل عنصران (واحداً للنفقات الجارية، والآخر للزيادة في الإنفاق الرأسمالي).
6 أشخاص تحتاجهم لبدء مشروعك الريادي
كذلك لابد وأن يعمل المدير المالي مع كل من مدير الإنتاج ومدير البحوث والتطوير على تخفيض تكلفة العمالة، كجزء رئيسي في التكلفة الكلية للإنتاج، وفي هذه الفترة لابد من أخذ القرار الخاص عما اذا كانت المنظمة ستعمل على اختيار أفراد جدد للعمل أم ستجعل العاملين الحاليين يعملون وقتاً أضافياً.
#مرحلة النمو هى مرحلة مثيرة بالنسبة لنشاط الإنتاج داخل المشروع، حيث تبدأ عملية الإنتاج عند أحجام كبيرة، والتي تساعد على استخدام عناصر الإنتاج بطريقة أكثر رشدًا وفعالية، كذلك فقد تنطوى هذه المرحلة على شراء الآت جديدة (للتوسع في الطاقة)..
والذى قد يستلزم إعادة التخطيط الداخلى للمصنع، أو بناء بعض أماكن وتجهيزات إنتاج جديدة، وفي نفس الوقت فأن هذه الفترة المستمرة للطلبات التي تم إعطاؤها لإدارة الإنتاج، والإلحاح في هذه المتابعة، وفي معرفة أسباب عدم قيام المصنع بشحن الطلبيات.
#خلال مرحلة النمو يكون هناك ضغط كبير على نشاط الموارد البشرية في المشروع، فهذا النشاط يكون مسؤول عن اختيار وتدريب عمال جدد، وذلك في أقل وقت ممكن وبأعداد كبيرة.
أهمية التعرف على بدء مرحلة النمو
بإدراك صاحب المشروع لخصائص مرحلة النمو يمكنه إجراء التخطيط اللازم ليقلل من احتمالات الفشل، وليعظم فرص نجاح المرحلة اللاحقة، ومن الأهمية توقع المخاطر والكوارث والاستعداد لكل الاحتمالات.
كما أن بداية عملية تطوير العمل، والتي تطبق فيها كل الوسائل التجارية الهادفة إلى اجتذاب زبائن جدد أو الدخول في أسوق جديدة، والبحث عن فرص تجارية جديدة ومربحة، لزيادة المبيعات والأرباح، تبدأ مع الدخول في مرحلة النمو من دور حياة المُنتج، وهى عملية ضرورية يجب أن تستمر؛ لبقاء المشروع ونموه وتطويره وتوسيع العمل به، وذلك حسب الإمكانات المُتاحة.


