خبر : الهواتف الذكية تكسر حاجز اللغة بين الكوريين الشماليين والجنوبيين

السبت 04 أبريل 2015 10:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الهواتف الذكية تكسر حاجز اللغة بين الكوريين الشماليين والجنوبيين



سيول- يهدف تطبيق جديد صمم للهواتف الذكية في سيول إلى مساعدة اللاجئين من كوريا الشمالية إلى تذليل أحد أكبر العوائق التي تواجههم في الشق الجنوبي ألا وهو اللغة.
فبعد سبعة عقود من الانقسام شبه التام، تغيرت اللغة التي كانت في السابق القاسم المشترك بين شطري شبه الجزيرة الكورية بشكل كبير بين جانبي الستار الحديد الأيديولوجي والعسكري الفاصل بين الكوريتين.
وبالنسبة إلى الكوريين الشماليين الذين يخاطرون بحياتهم للانتقال إلى الشطر الجنوبي، يشكل هذا الواقع مشقة إضافية، فحتى طلب المثلجات هو مهمة صعبة، ما يعقد بعد أكثر اندماجهم في بلدهم الجديد.
ولا تزال الكوريتان تتشاركان نظام الكتابة عينه وهو نظام الأبجدية الصوتي المعروف ب "هانغل" الذي استحدث في القرن الخامس عشر ليحل محل الرموز الصينية.
ويهدف تطبيق "أونيفوكا" إلى تحسين الوضع وقد طوره وكيل الإعلانات "شيل ووردوايد" الأول في كوريا الجنوبية. وهو يوفر ترجمة 3600 كلمة كورية جنوبية مهمة مستخرجة من الكتب المدرسية ومقتبسة في الوقت عينه من اللهجة العامية المحكية في الشارع.
ويقدم "أونيفوكا" بالمجان وهو استحدث في إطار برنامج خيري وحمل أكثر من 1500 مرة منذ إطلاقه في منتصف آذار، على ما شرح تشو جاي-يونغ مدير هذا المشروع.
وهو صرح لوكالة فرانس برس "أردنا مساعدة الأشخاص المهمشين الذين يعانون من مشاكل في التواصل وأدركنا أن اللاجئين الشباب من كوريا الشمالية يواجهون صعوبة كبيرة في تكلم لغتنا في المدرسة".
وقد ساهمت مجموعة من الكوريين الشماليين، من بينهم طلاب ومدرسون سابقون، في تعريف الكلمات الكورية الجنوبية الأكثر تعقيدا بالنسبة إلى الوافدين الجدد وترجمتها.
وصرحت نويل كيم الطالبة البالغة من العمر 22 عاما أن المشاركة في هذه المجموعة أحيت فيها ذكريات أليمة تعود إلى فترة كانت تواجه فيها صعوبات جمة في فهم المتحدثين معها عند وصولها إلى سيول.
وهي أخبرت وكالة فرانس برس "عندما كنت أستدل على طريقي، لم أكن أفهم كل ما يقال لي. وكنت أخجل الاستفسار عن معنى الكلمات".
وكشف محللون أن كلمة واحدة من كل ثلاث كلمات تستخدم في اللغة العامية في سيول أو بيونغ يانغ لا تفهم في الشطر المقابل. والحال كذلك بالنسبة إلى كلمتين من كل ثلاث كلمات في أوساط الأعمال.
والمصطلحات الأكثر صعوبة بالنسبة إلى الكوريين الشماليين هي تلك المأخوذة من اللغة الإنكليزية.
والأمر بعد أصعب للشباب الذين يواجهون لغة عامية تتغير باستمرار.
وشرحت مجموعة "شيل " أن "اللغة هي الأولوية القصوى في نظر المراهقين الكوريين الشمالين الأكثر مراعاة للاختلاف الثقافي عند وصولهم إلى الجنوب".
وكشفت وزارة التعليم في كوريا الجنوبية أن عدد التلاميذ الكوريين الشماليين في المراحل المدرسية المختلفة ارتفع من 966 سنة 2008 إلى 2183 سنة 2014.
ومنذ 25 عاماً، يعد علماء في الألسنية من الشطرين قاموساً موحداً. ومدير هذا المشروع هان يونغ-أون على قناعة بأن الحاجز اللغوي يشكل أحد العراقيل الكبيرة في إعادة توحيد شبه الجزيرة وهو بالأهمية عينها التي تكتسيها الحدود التي تنتشر فيها أسلحة كثيرة والفاصلة بين الشطرين.
ويشكل التطبيق الجديد في نظره "أداة جد فعالة" من شأنها أن تغير الحياة اليومية للاجئين الشباب وتسلط الأضواء على مشروع القاموس الموحد.