القاهرة / وكالات / قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن هناك سوء فهم وخلط حول حقيقة الإسلام، موضحًا أن الدين يحميه روحه وجوهره وليس البشر، فالبشر يأخذون تعاليم الدين ويتجهون بها نحو اليمين أو اليسار، على حد قوله.
وأكد السيسي، خلال حوار أجرته معه صحيفة «وول ستريبت»، أن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح الحرية لجميع الناس ليؤمنوا أو لا، ولم يدع قط لقتل الآخرين الذين لم يؤمنوا به، ولم يقل أن للمسلمين الحق في إملاء معتقداتهم على العالم، كما لم يقل أن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم فى الجحيم، مشددًا على أن الناس ليسوا آلهة على الأرض، وليس لهم الحق في التصرف نيابة عن الله.
وفى إطار الحديث عن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، قال السيسي: «لا يمكن حصر علاقتنا مع الولايات المتحدة على قضايا تسليم الأسلحة، نحن متحمسون لعلاقة استراتيجية مع واشنطن فوق كل شىء، كما أننا لن ندير لها ظهورنا حتى لو هي فعلت». وبعث الرئيس السيسى، فى حواره للصحيفة الأمريكية رسالة لليبراليين فى مصر، قائلا: «رسالتي لليبراليين هي أنني متحمس لتلبية توقعاتهم، لكن الوضع فى مصر يطغى على كل شىء"، مشيرا إلى أن قضية صحفيي الجزيرة تسببت في الإضرار بسمعة مصر برغم وجود المئات من المراسلين الدوليين الذين يعملون بحرية في البلاد، على حد قوله.
وأضاف السيسي، في رسالته لليبراليين قائلًا: «أنه على مدار السنوات الأربع الماضية تضاعف الدين الداخلى ليصبح 300 مليار دولار، فبلدهم بحاجة لإحيائها، وليس لدينا الرفاهية لنقاتل ونشحن ونستنفذ أوقاتنا في مناقشة قضايا مثل هذه، فالبلد يحتاج إلى الأمن والنظام لبقائه، إذا كان بإمكان العالم تقديم الدعم فسوف أسمح للناس بالتظاهر في الشوارع ليل نهار».
وعلى الصعيد الدولي، أكد الرئيس أن مصر لن تشارك في القتال ضد تنظيم (داعش) بالعراق، مشيرا إلى أن هذه مهمة القوات العراقية والولايات المتحدة، كما بدا حريصا على تجنب الحديث عن الطموحات الإقليمية لإيران أو التفوه بأي شئ حساس يتعلق بالمفاوضات النووية. وأكد السيسى أن هناك حاجة للقوى الجديدة للحفاظ على ما تبقى من استقرار العالم العربي، مشددًا، على نحو خاص، أنه لا يجب أن يكون هناك أي ترتيبات على حساب دول الخليج، فأمن الدول الخليجية لا مفر عنه لأمن مصر.
وانتقد الرئيس «العادة الغربية» بالتدخل عسكريا في دول ثم الفشل في تحمل العواقب، مضيفًا: «لننظر، الناتو قام بمهمة في ليبيا لكنه لم يتم مهمته.. والأمم المتحدة تواصل فرض حظر توريد أسلحة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، مما يؤثر على شرعيتها، وفى المقابل تلقى الميليشيات المتطرفة تدفق متواصل للأسلحة والذخيرة».
وتابع السيسى: «هناك اختلاف بين اتخاذ إجراء وأن تكون على وعى بما سيتسبب فيه هذا التحرك، فمخاطر التطرف والإرهاب لم تكن حاضرة في العقول الأوروبية والأمريكية عند التدخل في ليبيا، إنه أمر خطر للغاية إذا فقدت الدول سيطرتها على الداخل لأن المتطرفين حتما يحدثون مشكلات خارج التوقع».
وقال الرئيس إن الولايات المتحدة لديها القوة، ومع القوة تأتى المسؤولية، مشيرًا إلى أن لهذه الاعتبارات فإن الولايات المتحدة ملتزمة ولديها مسؤوليات تجاه العالم كله، وليس من المعقول أو المقبول أن مع كل هذا نجدها لا تلتزم أو تتحمل مسؤولياتها تجاه الشرق الأوسط، فالمنطقة تمر بأكثر وقت صعوبة وحرجا، وهذا يترتب عليه المزيد من المشاركة، وليس أقلها.
ويرى الرئيس السيسى أن أكبر خطأ اقترفه الرئيس الأسبق حسنى مبارك هو أنه مكث في السلطة لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن التعاطف الشعبي مع فكرة الدين في السياسة، كانت تهيمن على المشهد بأكمله في مصر لسنوات، لكن هذا لم يعد له وجود، وهو ما وصفه الرئيس «بالتغيير الاستراتيجى».
وأكد السيسي أن ما جاء بجماعة الإخوان إلى السلطة كان التعاطف المصري مع مفهوم الدين، موضحًا أن المصريين كانوا يعتقدون أن الإخوان دعاة الإسلام الحقيقي، لكن كانت السنوات الثلاث الماضية اختبارًا حاسما لأولئك الناس الذين كانوا يروجون الأفكار الدينية، على حد وصفه.


