خبر : الطيراوي : أوسلو انتهى ولكن القيادة لن تحل السلطة

الثلاثاء 03 مارس 2015 10:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطيراوي : أوسلو انتهى ولكن القيادة لن تحل السلطة



رام الله /سما/ أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء توفيق الطيراوي لصحيفة «القدس»، ، بأن اتفاق اوسلو انتهى بفعل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التي افقدت السلطة الوطنية سلطتها، الامر الذي بات مطروحا بقوة على جدول اعمال المجلس المركزي لمنظمة التحرير.

وجاءت اقوال الطيراوي في حوار مطول ، عشية انعقاد الدورة السابعة والعشرين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير اليوم وغدا.

وفيما يلي نص اللقاء:

*ما هي القضايا المطروحة على جدول أعمال المجلس المركزي؟

- على جدول أعماله قضايا كثيرة من أهمها الوضع السياسي والتحركات باتجاه المنظمات الدولية، والأوضاع في مدينة القدس، والاستيطان، وتفعيل المقاومة الشعبية، ووضع اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتنا في سوريا ولبنان، وتحديد طبيعة العلاقات مع إسرائيل الاقتصادية والأمنية والأسرى والإجراءات الإسرائيلية التعسفية.

* وهل المجلس قادر فعلاً على اتخاذ قرارات وتنفيذها على ارض الواقع بشأن علاقة السلطة مع إسرائيل؟

- المجلس سيد نفسه وقادر على اتخاذ القرارات المناسبة وتطبيقها، ولكن نحن نعرف أن إسرائيل يمكن أن تعيق أية قرارات سواء للسلطة أو غيرها، إسرائيل تعيق قرارات الأمم المتحدة بكل هيئاتها والخاصة بالقضية الفلسطينية، ومنذ العام 1947 صدرت مئات القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية حول كافة القضايا ولم ينفذ منها قرار واحد لأن إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي وفوق كل القوانين.

* الرئيس الفلسطيني تلقى مؤخراً اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محذراً من إقدام المجلس المركزي على اتخاذ قرارات قد تمس بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، ما حقيقة الأمر؟

- الرئيس دائماً وأبداً يتلقى والقيادة الفلسطينية تهديدات وضغوط كبيرة جداً وعلى كل المستويات ولكن تمسكنا بمبادئنا وحقوق شعبنا الثابتة، ومهما كانت الضغوط كبيرة وشديدة فنحن لن نفرط بحقوق شعبنا مهما كانت النتائج لأننا تعودنا على التهديدات والضغوط منذ انطلاقة الثورة.

* قيل بأن مركزي المنظمة سيدرس إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، هل هو قادر على ذلك علماً بأن تلك الاتفاقية تنص على أن إحداث أي تغيير فيها يجب ان يكون بموافقة الطرفين؟

- كل القضايا مطروحة من التنسيق الأمني إلى اتفاقية باريس إلى عجز السلطة عن نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال وهذه كانت أسباب إنشاء السلطة ولكنها عجزت عن تحقيق الاستقلال بفعل التعنت الإسرائيلي وأن إسرائيل أفرغت السلطة من محتواها وبالتالي أصبحنا سلطة بدون أي مقومات للسلطة.

 * اتفاق اوسلو قائم على ثلاثة مسارات: السياسي والأمني والاقتصادي، أي المسارات يستطيع المجلس المركزي اتخاذ قرارات بشأنها وتكون مؤثرة على الاحتلال الإسرائيلي جراء مواصلته احتجاز أموال الضرائب؟

- المجلس المركزي هو الذي أنشأ السلطة بقرار وهو صاحب القرار ببحث أي موضوع ولكن اوسلو انتهى والذي أنهاه هي إسرائيل باستمرار ممارساتها الاحتلالية والاستيطانية وبالتالي يجب البحث في هذا الأمر ويجب أن تتحمل إسرائيل هذه المسؤولية، ولكن للأسف الانحياز الأمريكي إلى جانب الاحتلال واستمراريته يجعل من إسرائيل تتمادى في ممارساتها القمعية ضد شعبنا وباستمرار عملية الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

* هل التنسيق الأمني مع الاحتلال يخدم الفلسطينيين؟

- التنسيق الأمني بمعناه المدني الخدماتي يسهل أمور شعبنا الحياتية لأن العالم يجب أن يعرف أننا محاصرون من الاحتلال وأننا لا نستطيع أن نسير أي أمر من أمور حياتنا بالسفر أو التعليم أو العلاج خارج الوطن أو الاستيراد والتصدير، أو حتى بعض الأحيان التنقل بين المحافظات، إن الاحتلال ينغص حياة أبناء شعبنا بشكل شبه يومي في كل مناحي الحياة، من هنا نحن تحت الاحتلال، كل الشعب وكل الأرض يمارس ضدها من جيش الاحتلال كل وسائل القمع والاضطهاد.

* إلى متى تستمر السلطة بهذا الوضع؟

- السلطة لا تستطيع الاستمرار بهذا الوضع الذي وصلت إليه ومن اجل ذلك ينعقد المجلس المركزي والذي يضم كافة القيادات وعلى كل مستوياتها لاتخاذ القرارات المناسبة لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني.

* هل القيادة قادرة على حل السلطة؟

- القيادة لم تدع ولا لمرة واحدة إلى حل السلطة وهي لن تقوم بحل السلطة، لأن السلطة تم إنشاؤها بقرار من المجلس المركزي لتنقل الشعب الفلسطيني من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستقلال، ولكن السلطة لم تستطع أن تقوم بذلك نظراً لممارسات الاحتلال لشعبنا وبلدنا وبذلك السلطة قد تنهار وتختلف مهامها.

* ما هي خطة العمل للقيادة الفلسطينية في الفترة القادمة خاصة وان مسيرة السلام فشلت وان أحزاب اليمين الإسرائيلي عائدة إلى الحكم عقب الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة وفق ما تشير إليه استطلاعات الرأي؟

- خطة القيادة هي النضال على عدة مستويات سواء كانت على المسار الدولي، أو مسار المقاومة الشعبية وأهمية أن تضع القيادة خططها على كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية والاجتماعية من خلال بناء إستراتيجية وطنية تضعها كافة التنظيمات الفلسطينية ويلتزم بها الجميع ضمن رؤية واضحة وطنياً وبعيدة عن الفصائلية على ألا يقوم كل تنظيم بتطبيق رؤية قد تتعارض مع الآخرين وأهمية الاتفاق انه يكرس الوحدة الوطنية في الرؤية والتطبيق.

* هل تعتقد بأن النضال السياسي الفلسطيني على الساحة الدولية وعبر الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية سيأتي بالنفع على صعيد تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته؟

- النضال السياسي هو إحدى الأساليب النضالية لأي شعب يقع تحت الاحتلال والذي يؤدي بممارسته طبعاً إلى السير نحو تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني من خلال ممارسته لأشكال النضال الأخرى والذي يشكل النضال السياسي الرافعة والسياج للأساليب النضالية الأخرى والذي عادة ما تكون الساحة الدولية وعبر هيئاتها هي إحدى ساحات هذا الأسلوب النضالي وهذا النضال يكون باتجاه تحقيق أهدافنا الوطنية.

* وعلى الصعيد الداخلي لماذا لم تتحقق المصالحة الوطنية لغاية الآن رغم تشكيل حكومة الوفاق؟ هل هناك أمل بإمكان تحقيق المصالحة أم على رئيس وفد «فتح» للحوار مع حماس، عزام الأحمد تأليف كتاب "الحياة مصالحات" على غرار كتاب الدكتور صائب عريقات "الحياة مفاوضات"؟

- لن تتحقق الوحدة الوطنية لأن أهداف «حماس» تختلف تماماً عن الأهداف الوطنية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك لأنها جزء من الإخوان المسلمين والتي تتكرس أهدافهم بالدولة الإسلامية عالمياً وما فلسطين إلا جزء من هذا المشروع حسب معتقداتهم وبالتالي حماس قامت بانقلابها واختطفت غزة وشعبها معتبرة أنها موطئ قدم للدولة الإسلامية، ونحن ذهبنا إلى كل المحطات ووقعنا ورقة صنعاء، ومكة، والقاهرة، والدوحة وأخيراً الشاطئ ولكن حماس لم تلتزم، ولا أعطت حكومة الوفاق والتي وافقت عليها أية صلاحيات بل وقامت بمنع الوزراء من الدوام في وزاراتهم عندما ذهبوا إلى غزة. من هنا نرى أنها صدّرت مشاكلها لنا ونحن وافقنا لأننا طلاب وحدة وطنية وهم لا يؤمنون بالشراكة أو الوحدة، هم يؤمنون بالإحلال والإقصاء، وعلى ضوء ذلك أتمنى من الأخ عزام أن يصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها د. صائب عريقات بفشل المفاوضات حيث ألف كتاباً جيداً «الحياة مفاوضات»، وان يقوم أخي عزام بإغلاق هذا الملف لأنه أصبح عبثياً ويكتب لنا تجربته كتابا «الحياة مصالحات» حتى نستفيد من خبرته من خلال رعايته لهذا الملف.

* متى سيعقد المؤتمر السابع لحركة «فتح»؟ وأين سيعقد؟

- حالما تنتهي اللجنة التحضيرية من استعداداتها بالبرنامج السياسي والقضايا الإدارية، والنظامية، والعضوية، نستطيع عند ذلك تحديد الموعد خلال أيام، ولكن أن نحدد كل فترة موعداً ولا تكون الاستعدادات جاهزة نفقد مصداقيتنا، هنا قررنا أن ننتهي من كل جوانب المؤتمر وعلى كافة المستويات قبل تحديد أي موعد.

* هل اللجنة المركزية لحركة فتح راضية عن الوضع الداخلي في الحركة؟

- رضى الناس غاية لا تدرك وبالتالي الأخوة في اللجنة المركزية دائماً وأبداً يسعون إلى الأفضل والأكثر جدوى للحركة واستعادة استنهاضها، من اجل ذلك ترى تحركات وعلى كافة المستويات في حراك مستمر من اجل الوصول إلى هذا الهدف والذي هو بحاجة إلى جهد الجميع وعلى كل المستويات والمراتب التنظيمية وليس من اللجنة المركزية فقط.

* هل تفكر بالترشح للرئاسة الفلسطينية؟

- أنا لا أفكر بالترشح لأي موقع في هذه السلطة لأنها سلطة بلا أي فاعلية أو قيمة وبلا سلطة، ويستطيع أي جندي إسرائيلي على أي حاجز أن يهين ويسيء إلى أي مسئول في هذه السلطة ولا ننال من الاحتلال إلا الاعتذار أو وصف الجندي بأنه أخطأ هذا في أحسن الأحوال، وبالتالي أنا اطمح أن أبقى في الحركة وأسعى إلى استنهاضها وإزالة كل الشوائب والسلبيات وحالات التسيب وعدم الالتزام التي تمارس من خلال بعض الكوادر وتطبيق كافة الأنظمة والقوانين الحركية وترتيب الأوضاع التنظيمية في الحركة.

* هل لديك مواصفات للرئيس الفلسطيني الذي تنتظره إذا ما أصر الرئيس محمود عباس على عدم الترشح للانتخابات الفلسطينية القادمة؟ وهل تتوقع بأن نشهد انتخابات رئاسية وعامة قريبا؟

- أرى أن تكون مواصفات الرئيس القادم في حالة إصرار الأخ أبو مازن على عدم الترشح أن يكون رئيساً لكل الشعب الفلسطيني وان يتم فصل رئيس السلطة عن موقع رئيس حركة فتح إذا كان الرئيس من فتح وكذلك عن موقع رئيس المنظمة ، وان يكون لكل موقع من هذه المواقع أخ من الأخوة المؤهلين لمثل هذه المواقع، وأتمنى من الرئيس القادم أن يقرر ثلاثة قرارات في اليوم الأول بعد حلف اليمين، وحتى لو قرر الأخ أبو مازن الاستمرار في هذا الموقع أتمنى عليه أن يصدر هذه القرارات وهي أولاً قرار بإنشاء ديوان للمظالم لأن الكثير من القضايا تحصل ويظلم بها الناس واعتقد أنها لو وصلت إلى الرئيس صحيحة وكاملة لكانت ستحل بطريقة عادلة، والقرار الثاني منع كافة الأغاني الشخصية لأي كان إلا للشهداء والأسرى وهم الشهداء الأحياء، والقرار الثالث إصدار مرسوم بتشكيل هيئة وطنية لكتابة تاريخ النضال والثورة الفلسطينية لأن الزمن يجري والمناضلون نفقد منهم كل يوم مناضلاً وتاريخنا يذهب لنكتشف بعد زمن أن التاريخ قد كتبه أناس لا علاقة لهم به.

* إلى أين وصل التحقيق في قضية أبو عمار؟

- نحن مستمرون بالتحقيق وهناك بعض الأخبار نقلتها إحدى القنوات الفضائية العزيزة على قلوبنا ولكن بفهم غير صحيح، ولم اقل أننا وصلنا إلى اسم القاتل المباشر بل أتى في سياق شرح عملية التحقيق وكيف تجري، من هنا أقول أننا في المراحل النهائية للتحقيق ولكنها الأصعب والأكثر دقة وعندما نصل إلى النتائج النهائية والحاسمة سنعلنها لكل أبناء شعبنا لأن العدو الذي قام بهذه العملية جعل منها عملية محترفين في محاولة منه لإخفاء كل الخيوط التي يمكن أن توصلنا إلى الحقيقة ولكن هناك قاعدة في التحقيق تقول انه لا يوجد جريمة كاملة.