غزة /سما/تتواصل مساعي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لتخفيف معاناة شعبنا في ظل الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وتطويق الأزمة التي نتجت مؤخرًا في أعقاب قرار محكمة الأمور المستعجلة في مصر، اعتبار حركة حماس "تنظيمًا إرهابيًا".
وأطلع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، مساء الاثنين، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على مجريات المباحثات التي أجراها في القاهرة، خلال اليومين الماضيين.
وأشاد هنية بجهود قيادة الجهاد "المنطلقة من البعد الوطني"، مؤكدًا أنه "جرى الاتفاق على استمرار التواصل، وخاصة مع جملة الأفكار والاقتراحات التي نوقشت مع الدكتور شلَّح".
وتحمل زيارة وفد الحركة إلى القاهرة بشرياتٍ كبيرة، وهو الأمر الذي صرّح به القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار؛ حين أعلن بأن الدكتور شلَّح "يحاول بذل جهود في تطويق أمور عدة، وحتى الآن لم نعرف النتائج الحقيقة بعد هذه اللقاءات".
وثمّن الزهار الجهود التي يبذلها وفد حركة الجهاد الاسلامي في القاهرة لحل القضايا الفلسطينية العالقة مع القيادة المصرية، رافضًا الربط بين الزيارة وقرار المحكمة المصرية ضد حركة حماس.
وكانت حركة الجهاد قد أعلنت على لسان القيادي فيها خالد البطش، بأن الزيارة مرتب لها سلفًا منذ أسابيع طويلة.
وحدد وفد الحركة إلى القاهرة أربعة أهداف رئيسية للزيارة، أولها: إنعاش عملية المصالحة الفلسطينية واستعادة دور مصر فيها، وثانيها: قضية معبر رفح، التي تعد من القضايا الشائكة المؤرقة لسكان غزة، وثالثها: قضية إعادة الاعمار، ورابعها: تعزيز العلاقات المصرية – الفلسطينية، وتطويق الأزمة التي طرأت مؤخرًا في ضوء قرارات المحاكم المستعجلة بحق حركة حماس وكتائب القسام.
وحظيت الزيارة بمباركة وثناء القوى والفصائل الفلسطينية, التي ثمنت عاليًا خلال اجتماعٍ عقد لممثليها في غزة دور الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلَّح واللقاءات التي يجريها في مصر بهدف امتصاص التوتر ووقف التحريض واستعادة العلاقات الأخوية مع القاهرة، وتفويت الفرصة على العدو الصهيوني.
وأثارت الزيارة امتعاض الإعلام الإسرائيلي وقلقه من نتائجها، فقد رأت صحيفة "هآرتس" بأن منظمة الجهاد الإسلامي أصبحت حلقة الوصل بين القاهرة وتنظيم حماس، فيما يتعلق بالعديد من القضايا، وفي مقدمتها المعابر.
ويقلق الصحيفة أهداف الزيارة لاسيما السعي للدفع بتسوية لفتح معبر رفح، وتخفيف التوتر بين حركة حماس والسلطات المصرية. وأشارت إلى أن العلاقات بين الجهاد الإسلامي والقاهرة تحسنت بشكل كبير في أعقاب الحرب على غزة؛ حيث أبدت المنظمة مرونةً كبيرة مع الوسيط المصري في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار مع "إسرائيل".
بدوره، ذكر موقع "أروتز شيفا" الإسرائيلي، بأن حركة الجهاد الإسلامي تحاول التوسط بين مصر وحماس، بعدما أعلنت الأولى الأخيرة "منظمة إرهابية". وأشار الموقع، في تقريره المنشور باللغة الإنجليزية، إلى أن "الزيارة المفاجأة تأتي للبحث عن بصيص من الأمل بهدف التخفيف عن سكان غزة، فالقضية الرئيسية هي فتح معبر رفح الحدودي، وإعادة إعمار غزة".
وبحسب الموقع فإن "مصر أبدت استجابة واضحة في المقترحات لحل الأزمة العالقة خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح".
وتعزز المعلومات التي تشير إلى قرب التوصل لاتفاق بخصوص المعابر، وهو الأمر الذي عبّر عنه بطريقة غير مباشرة مدير هيئة المعابر والحدود المعين من قبل حكومة غزة سابقًا ماهر أبو صبحة، حين قال:" إنه سيكون أول من يلتزم بأي اتفاق يخص المعابر والحدود في قطاع غزة".
وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الثلاثاء، "نحن على مدار السنوات التي عملنا بها في هيئة المعابر والحدود كنا خدم لأبناء شعبنا، ولن نكون سوى ذلك".
وتمنى أبو صبحة أن "يكون هناك اتفاق قريب من أجل إنهاء الأزمة التي يعاني منها المواطنين في قطاع غزة".


