واشنطن – رويترز -قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين انه يجب على ايران ان تلزم نفسها بتجميد لانشطتها النووية يمكن التحقق منه لعشر سنوات على الاقل من اجل التوصل لاتفاق نووي مهم.
وفي مقابلة مع "رويترز" بالبيت الأبيض قال أوباما إن خلافا مع اسرائيل بسبب الكلمة التي من المزمع ان يلقيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونجرس الامريكي يوم الثلاثاء لمعارضة اتفاق مع ايران هو خلاف عابر لن يكون له "ضرر دائم" على الروابط بين الولايات المتحدة واسرائيل.
لكنه اضاف انه يوجد "اختلاف مهم" بين إدارته والحكومة الإسرائيلية حول كيفية تحقيق هدفهما المشترك لمنع إيران من حيازة اسلحة نووية.
وقال أوباما "في الواقع إذا كانت إيران مستعدة للموافقة على إبقاء برنامجها النووي على ما هو عليه الآن لمدة عشر سنوات على الأقل وتقليص عناصر منه موجودة في الوقت الراهن... إذا حصلنا على ذلك وعلى وسيلة للتحقق منه فإنه لا توجد خطوات أخرى يمكننا اتخاذها لتعطينا مثل هذه الضمانة بأنهم لا يملكون سلاحا نوويا."
وأضاف أوباما أن هدف الولايات المتحدة هو التأكد من أن "هناك سنة واحدة على الأقل بين أن نراهم (الإيرانيين) يحاولون الحصول على سلاح نووي وبين أن يكون بمقدورهم بالفعل اقتناء سلاح."
وتخشى إسرائيل أن دبلوماسية أوباما -مع اقتراب موعد مهلة آخر مارس آذار للتوصل إلى اتفاق إطار نووي- لن تمنع عدوها اللدود من تطوير سلاح نووي. وتنفي طهران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وتحدث نتنياهو منتقدا أي اتفاق محتمل قائلا إن المفاوضين تخلوا فيما يبدو عن تعهد بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. ويقول إن إيران المسلحة نوويا تشكل تهديدا لوجود إسرائيل.
وسعى أوباما الي التهوين من شأن الضرر الطويل الاجل للخلاف حول كلمة نتنياهو المرتقبة في الكونجرس قائلا إن الخلاف ليس شخصيا وإنه سيجتمع مع الزعيم الإسرائيلي مرة أخرى إذا فاز في الانتخابات التي ستجرى في اسرائيل في 17 مارس آذار الجاري.
لكن أوباما قال إن نتنياهو أخطأ من قبل عندما عارض اتفاقا مؤقتا مع إيران في 2013 .
وقال أوباما "نتنياهو قدم كل أنواع الإدعاءات.. بأن هذا سيكون اتفاقا مروعا وسيؤدي إلى حصول إيران على إعفاء بقيمة 50 مليار دولار وان إيران لن تلتزم بالاتفاق. ولم يتحقق أي من هذه المزاعم."
وأضاف قائلا "تبين في حقيقة الأمر أننا لم نر خلال هذه الفترة إيران تمضي قدما في برنامجها النووي. انها قلصت في جوانب كثيرة عناصر من برنامجها."
وردا على سؤال حول فرص التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران قبل مهلة الثلاثين من يونيو حزيران قال أوباما إن هناك شكا كبيرا فيما إذا كانت إيران ستوافق على مطالب لتفتيش صارم وعلى المستويات المنخفضة لقدرات تخصيب اليورانيوم التي سيتعين عليها الالتزام بها.
واستطرد قائلا "لكن إذا وافقوا على ذلك فإنه سيكون أكثر تأثيرا في السيطرة على برنامجهم النووي من أي عمل عسكري قد نتخذه ومن أي عمل عسكري قد تتخذه إسرائيل وسيكون أكثر فاعليه بكثير من العقوبات."
وينظر إلى اتفاق نووي شامل على أنه أساسي لتقليص خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط في وقت تنخرط إيران فيه بقوة في الصراع في كل من سوريا والعراق.
ومن جهة اخرى، حذر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بهدوء إسرائيل من الإضرار بالمفاوضات النووية مع إيران التي استؤنفت، الاثنين، فيما يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشرح موقفه المعارض لهذه الجهود الدبلوماسية أمام الكونجرس الأمريكي.
واجتمع كيري ووزير الخارجية الايراني جواد ظريف لحوالي 90 دقيقة في أول لقاء في الجولة الحالية من المحادثات التي تجرى في بلدة مونترو السويسرية على مدى ثلاثة أيام بشأن تقييد البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
وتصافح الرجلان ووزير الطاقة الامريكي ايرنست مونيز ورئيس وفد المفاوضات النووية الايراني على أكبر صالحي ثم اجتمعوا لنحو 50 دقيقة مساء اليوم الاثنين وأعقبها جلسة ثانية استمرت 40 دقيقة.
وسعى كلا الجانبين إلى تحميل الطرف الآخر المسؤولية مسبقا اذا فشلت المحادثات في الوفاء بمهلة تنتهي في آخر مارس اذار للتوصل إلى اتفاقية اطار فيما قال كيري انه يتعين على ايران ان تكون مستعدة لتقديم تنازلات. ومن جانبه دعا ظريف إلى رفع كامل للعقوبات التي فرضت على الجمهورية الاسلامية في اطار أي اتفاق.
واظهر كيري الذي كان يتحدث إلى الصحفيين في جنيف توازنا دقيقا بين الدفاع عن اسرائيل أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم لمتحدة والذي تتهمه واشنطن منذ فترة طويلة بالانحياز ضد اسرائيل وبين الاشارة إلى انه ينبغي على الحكومة الاسرائيلية عدم تقويض الجهود الدبلوماسية.
وقال كيري للصحفيين في جنيف في ما بدا أنها إشارة إلى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا في الكونجرس «نحن قلقون من التقارير التي تفيد بأن تفاصيل منتقاة للمفاوضات الجارية سيجري مناقشتها علنا في الأيام المقبلة».
وتابع: «أود أن أقول بوضوح إن عمل ذلك سيزيد من صعوبة الوصول إلى الهدف الذي تقول إسرائيل والآخرون إنهم يشتركون فيه من أجل الحصول على اتفاق جيد.. أمن إسرائيل هو في صدر اهتمامنا من بين جميع الأمور.. ولكن في واقع الأمر هذا الشيء ينطبق على أمن جميع الدول الأخرى في المنطقة. والشيء ذاته بالنسبة لأمننا في الولايات المتحدة».
ويقول نتنياهو إنه يخشى أن تؤدي الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس باراك أوباما بشأن إيران بهدف إبرام اتفاق إطار في نهاية مارس آذار إلى السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. ويستبعد مسؤولون أمريكيون مثل هذه النتيجة من أي تسوية تعقب المفاوضات.
وتشك الولايات المتحدة وبعض حلفائها ومن بينهم إسرائيل في أن إيران تستخدم برنامجها النووي المخصص لأغراض مدنية كغطاء لتطوير أسلحة نووية. وتنفي إيران ذلك وتقول إن برنامجها أهدافه سلمية مثل توليد الكهرباء.
ومن خلال جولته هذا الاسبوع في سويسرا والسعودية وبريطانيا سيتجنب كيري ان يكون موجودا في واشنطن حيث يتوقع ان يوجه نتنياهو انتقادات جارحة في الكونجرس للاتفاق النووي الذي تتشكل ملامحه.
ويهدف نتنياهو بالأساس إلى تحذير المشرعين الامريكيين من مخاطر اتفاق مع إيران والإبقاء على إمكانية تمرير الكونجرس مزيدا من العقوبات وهي خطوة يقول نقاد إنها يمكن أن تخنق المفاوضات وتثير مخاطر اندلاع حرب.
وفي كلمته أمام لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية، الاثنين، قال نتنياهو ان تحالف اسرائيل والولايات المتحدة «أقوى من أي وقت مضى» وسيستمر في التحسن ورفض التقارير بأن العلاقات بين الجانبين تتراجع.
وقدم مسؤولون أمريكيون تقييما مبهما بشأن المرحلة التي وصلت اليها المفاوضات مع ايران والتي تشارك فيها روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وحددوا نهاية يونيو حزيران مهلة للتوصل إلى تسوية مفصلة نهائية.
وقال كيري للصحفيين قبل التوجه إلى مونترو «حققنا بعض التقدم لكن مازال أمامنا طريق طويل نقطعه والساعة تدور».
وأضاف: سنعرف إن كانت إيران مستعدة أم لا لاتخاذ اختيارات صعبة ضرورية، والمكون الأساسي سيكون نظام تفتيش دولي صارم للتأكد من أن إيران لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية مضيفا أن الجمهورية الإسلامية لديها المعرفة بالفعل لصنع المادة الانشطارية.
وقال «لا يمكنك ان تلقي بالمعرفة إلى غياهب النسيان»، وقال «المسألة هي هل يمكنك ان تقدم مستوى كافيا.. من عمليات التفتيش الصارمة والمتطلبات القاسية والقيود وكل الرؤى الضرورية لكي تتمكن من معرفة بدرجة من اليقين ان البرنامج سلمي».
ووضع ظريف المسؤولية على الولايات المتحدة وشركائها في رفع العقوبات لتحقيق اتفاق.
وقال ظريف للصحفيين في جنيف «إذا كانوا يريدون اتفاقا فان العقوبات يجب أن تذهب.. نعتقد أن كل العقوبات يجب أن ترفع».


