غزة سماكشف الدكتور احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن تعرض الرئيس محمود عباس لضغوط وطلب من جميع الدول العربية بتأجيل خطوته بالذهاب إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار اممي لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، وذلك خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أي قبل يوم واحد من توجه الرئيس لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح مجدلاني أن الدول العربية تراجعت عن موقفها المؤيد لخطوة الرئيس عباس بالتوجه إلى مجلس الأمن والذي اتخذته خلال جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في مقر الجامعة في القاهرة في السابع من شهر أيلول الماضي.
وأكد مجدلاني خلال ندوة نظمها تحالف السلام الفلسطيني، مساء اول من امس، في فندق ادم بمدينة غزة، عدم التراجع عن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي مهما كانت الضغوط والنتائج، معتبراً أن تأجيل الخطوة أو الغائها سيكون بمثابة كارثة على الشعب الفلسطيني.
وقال مجدلاني إن القيادة توصلت إلى استنتاج انه لا امكانية للعودة إلى المفاوضات بالشروط والظروف السابقة وفي ظل الانحياز الأميركي الكامل لاسرائيل.
وأكد مجدلاني ان الخيار المطروح الان هو انهاء الاحتلال باستخدام وسائل التحرك السياسي والدبلوماسي والقانون الدولي وهي ما تقوم عليه المبادرة الفلسطينية عبر التوجه إلى طرح قرار في مجلس الأمن وهدفه الحصول على اجماع دولي لانهاء الاحتلال.
وقال إن الجديد في التوجه إلى مجلس الأمن هو طرح إقامة الدولة دون الحديث عن تبادل للأراضي وبرعاية دولية واسعة وليست أميركية.
ولفت مجدلاني إلى وجود قناعة لدى القيادة بنية الإدارة الأميركية نسف الطرح وعدم تمرير القرار ولكن لا بد من الاشتباك مع الاميركيين وخوض المعركة في كل المحافل والمنظمات والمؤسسات الدولية من خلال الانضمام لها.
وحضر الندوة العشرات من الكتاب والسياسيين والوجهاء والنشطاء .
وأكد مجدلاني ان الدعم الأميركي المتواصل لجرائم اسرائيل يفقدها قوتها وحلفائها، متوقعاً أن تفقد الولايات المتحدة جزء كبير من قوتها داخل المنظمات الدولية المختلفة بعد انضمام فلسطين لها بسبب القانون الاميركي الذي يمنع تقديم الدعم لهذه المنظمات وبالتالي ستفقد اميركا وجودها وتفقد ادوات تدخلها في العالم.
وقال مجدلاني ان ما يخيف اسرائيل هو العزلة الدولية والاعتراف الدولي المتنامي بالدولة الفلسطينية، بالاضافة الى الملاحقة القانونية الدولية لقادتها لارتكابهم جرائم حرب.
واشترط مجدلاني نجاح المساعي الفلسطيني بمحاصرة اسرائيل وتعرية اميركا وانتزاع الحقوق باستكمال المصالحة وبسط الحكومة سيطرتها على قطاع غزة وادارة اوسع حوار مجتمعي من اجل تعزيز البنية المجتمعية لتحمل تبعات القرار، اضافة الى تطوير اشكال المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال والاستيطان وتوفير الامكانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعزز صمود المواطن.
وحذر من منح الدول المانحة سبباً ومبرراً للتنصل من مسوؤلياته في اعادة الاعمار، داعياً الجميع للحذر من الوقوع في هذه الاشكالية.
وطالب مجدلاني بتشكيل هيئة وطنية مهنية مستقلة لاعادة الاعمار.
وقال مجدلاني ان حل الصراع العربي الإسرائيلي أصبح الأولوية الخامسة لدى الإدارة الأميركية.
واشار مجدلاني إلى وجود تغيير جوهري في الموقف الإسرائيلي من حل الصراع ينطلق من أساس ان البنية الإسرائيلية تنزاح نحو التطرف الديني والسياسي، مبيناً أن الدراسات الإسرائيلية تشير إلى زيادة نسبة المتطرفين في صفوف الإسرائيليين بحلول العام 2025.
واعتبر مجدلاني ان خطاب نتنياهو الأخير في الأمم المتحدة يعكس السلوك الاسرائيلي وحجم التطرف وذلك خلال تنكره للحقوق الفلسطينية.