خبر : الإسرائيليون يحنّون إلى عهد الملك حسين

السبت 18 أكتوبر 2014 09:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الإسرائيليون يحنّون إلى عهد الملك حسين



عمان / وكالات /  عشية الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقية «وادي عربة « في 25 تشرين الاول/ اكتوبر 1994 بين إسرائيل والأردن، يبدو أن الإسرائيليين يحنون للعاهل الأردني الراحل الملك حسين، ولما كان من تعاون وترحاب، لكنه تقلص اليوم كثيرا. وتكشف صحيفة عبرية عن مساع كبيرة لإقناع الملك عبد الله الثاني للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإحياء الذكرى العشرين لـ «وادي عربة».


وتستذكر محررة الشؤون العربية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» سمدار بيري أنها زارت الملك حسين في قصر رغدان قبل ثلاثة أيام من توقيع الاتفاقية وبحوزتها صور تاريخية نادرة لها عثر عليها جيش الاحتلال في بيت مصور البلاط الأردني، في أريحا خلال حرب 1967. وتقول في تقريرها أمس إن الملك عبد الله الثاني يبدو في واحدة من هذه الصور طفلا يمسك بحقيبة وهو على سلم الطائرة.
وتقول إنها وفي طريقها عبر جسر الشيخ حسين التقت بالسفير الإسرائيلي فيعمان فرافقته بمركبته وهو يسير في موكب حراسة مشددة حتى بلغ منزله في العاصمة الأردنية التي ظهرت كثكنة عسكرية.


وللتدليل على رأي الشارع الأردني اليوم تستذكر بيري أن خمس مظاهرات تنطلق يوميا من المسجد المجاور تطالب بطرد سفير إسرائيل وإلغاء اتفاقية السلام معها.


وتعبيرا عن حنين الإسرائيليين لأيام الملك الراحل تقول إن الصحف العبرية نشرت أسماء وعناوين المطاعم الفاخرة في الأردن الذي التزم بوقف عمليات «التحريض» ضد إسرائيل. وتتابع «تشاطر الملك الراحل حسين مع رئيس الحكومة الراحل اسحق رابين التطييبات والإطراءات الحميمية وقد كانا صديقين حميمين، وفي حينه أوقف الإسرائيليون أعمالهم لمشاهدة وقائع توقيع اتفاقية وادي عربة ومصافحة رابين والحسين وإطلاق الحمام خلال الاحتفال».


وتسارع للتوضيح أن الشارع الأردني لم يحتفل يوما بالاتفاقية بل تحدى حظر السلطات الأردنية التظاهر بالذكرى السنوية لتوقيع الاتفاقية، برفع الرايات السوداء وفعاليات متنوعة لاتحاد النقابات. وتنقل الصحافية الإسرائيلية عن المهندس دريد محاسنة خيبة أمله من عدم « اكتمال عملية بناء الثقة « بعد ويشكو من عدم مبادرة إسرائيل لبناء سلام بالسياق السياسي والاقتصادي مع الأردن، لافتا لعدم تحقق التوقعات بقطف ثمار السلام. ويتابع « أنتم وعدتم وهربتم ولم تبادروا لتسوية الصراع مع الفلسطينيين وواصلتم الاستيطان والمساس بالمقدسات في القدس. وتشير إلى أن الملك حسين وزع أوسمة تحمل توقيعه للمشاركين في حفل توقيع اتفاقية وادي عربة، أما اليوم فإن المستعدين للتحدث مع الإسرائيليين فكادوا يختفون وحتى العلاقات بين الملك عبد الله الثاني وبين نتنياهو فهي في إطار الحد الأدنى، وهي بالأساس تمر عبر القنوات الأمنية والمصالح المشتركة. وتنقل عن مستثمر إسرائيلي فضل البقاء محجوب الهوية انه اضطر لتقليص مصنعه في الأردن بضغط من مناهضي التطبيع بعدما كان يشغل آلاف العاملات مقابل أجور زهيدة ويصدر منتوجاته للولايات المتحدة. 


وتكشف سمدار بيري أنها كانت منذ ثمانينيات القرن الماضي ترسل مذكرات للعاهل الراحل الماك حسين مرتين بالعام كلما سافرت خارج البلاد وعبرّت فيها عن قلقها من عدم وجود سلام. وتتابع عن الملك حسين الذي كشفت وثائق أرشيفية إسرائيلية عن لقائه العاجل برئيسة حكومة إسرائيل الراحلة غولدا مئير عام 1973 لإخبارها بنية مصر والأسد شن حرب رمضان». وأبلغت الملك حسين أن رئيس قسم الأردن في الاستخبارات العسكرية الجنرال زئيف بيبر اعتاد على إحضار كعكة شوكلاتة في الرابع عشر من شهر شباط / فبراير كل عام احتفاء بعيد ميلاد الملك الجار. كما أبلغته بحلمي بزيارة البتراء ولم اتوقع أن يجيبني على رسائلي العشرين». وتستذكر أن الملك حسين استذكر «كلمة بكلمة» بعض مضامين رسائلها في خطابه المتلفز عام 1993 وهو يتحدث عن «هواجس سيدة إسرائيلية».


وتقول إن الملك حسين أوفى بوعده لصديقة أمريكية مشتركة بأن يمنحها المقابلة الأولى مع الصحافة الإسرائيلية بالوقت المناسب طالبا التكتم على الموضوع. وفي 23 أكتوبر 1993 سافرت بيري إلى عمان والتقت الملك حسين الذي استقبلها استقبال الملوك وأشعل لها سيجارته بولاعته في لحظة وثقتها بصورة فوتوغرافية احتلت قلوب الإسرائيليين حينما نشرتها صحيفتها بإطار المقابلة معه. 


وتشير بمرارة أن الصورة بقيت لكن المشاعر الحميمة ذهبت مع الملك حسين، منوهة أن طلبات الصحافيين الإسرائيليين كافة بمقابلة الملك عبد الله الثاني بمناسبة الذكرى العشرين لـ «وادي عربة» رفضت من قبل الديوان الذي اعتذر بسبب «انشغال الملك». وتكشف أن إسرائيل الرسمية تبذل اليوم مساعي كبيرة لإقناع عبد الله الثاني بإحياء الذكرى العشرين للاتفاقية بلقاء بينه وبين نتنياهو في منتزه على ساحل بحيرة طبريا. وضمن مفاضلاتها بين عهدين تقول إن الأيام دول وتغيرت المعاملة وهذه المرة استشعرت البرود بالمعاملة وبنظرات عدوانية تنغرس بها وهي تجتاز معبر الشيخ حسين أو داخل التاكسي أو المطعم. 


وعلى غرار د. محاسنة يبدي أحد موظفي الديوان الملكي الكبار خيبة أمله من وعود الإسرائيليين ساسة ورجال أعمال حول ثمار السلام من شمعون بيريز حتى يتسحاق تشوفا. الموظف الكبير الذي اشترط الحديث معه بالتكتم عليه، يبدي خيبة أمل الأردنيين المؤيدين للسلام ويتهم إسرائيل هو الآخر بالتغرير بالأردن ومحاولة خدمة مصالح الإسرائيليين فقط. ويقول إن إسرائيل أخطأت بعدم رعاية سلام مع الأردنيين يشمل تعاونا اقتصاديا أيضا. 


ويتابع «لو حقق الإسرائيليون وعودهم وحققوا أمنيات الإسرائيليين لكانت الصورة اليوم مغايرة. وتبدي حنينها لمسرحية نبيل وهشام يوم اصطحبها الملك حسين وعقيلته معهما. وتنهي باقتباس الصحافي سلامة نعمت الذي التقته في عمان « ما تبقى اليوم هو تعاون أمني تحت الطاولة وانتقادات حذرة من الملك عبد الله الثاني لإسرائيل، خوفا من تشويش إسرائيل علاقات عمان مع واشنطن».