واشنطن /سما/التقى ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي في واشنطن، أمس، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وبحثا مسائل سياسية مختلفة. ولم توضح الخارجية الأميركية تفاصيل اللقاء الذي عقد في وقت باكر، بينما اكتفى فياض، في تصريحات مقتضبة لـ«الشرق الأوسط» بالقول إنه في العاصمة الأميركية لإلقاء محاضرة في حلقة نقاش تديرها «أتلانتيك كاونسل» حول الأوضاع في مرحلة ما بعد الحرب على غزة. وقال فياض: «دعيت من قبل ويليام بيرنز وهو صديق قديم بعدما علم بوجودي هنا لتناول إفطار بمكتبه صباحا».
ولم يتطرق فياض إلى فحوى النقاش مع بيرنز، لكن مصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن بيرنز تناقش مع فياض في خطة كان طرحها أواخر يوليو (تموز) الماضي، لوضع خارطة طريق لـ«كسر الحلقة المفرغة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
وكان فياض دعا في خطته إلى إعادة التفكير في مسألتين بالغتي الحساسية على الساحة السياسية الفلسطينية، الأولى ما إذا كان اتفاق أوسلو للسلام الذي قامت بموجبه السلطة الفلسطينية قائما ويمكن البناء عليه، والثانية، ما إذا كان التمثيل الفلسطيني يجب أن يبقى محصورا في منظمة التحرير الحالية. ويرى فياض أن «المنظمة فشلت حتى الآن في إيصال الفلسطينيين إلى حلم الدولة من خلال اتفاق أوسلو الذي فشل كذلك».
ودعا فياض في خطته من أجل سلام حقيقي وليس مجرد إدامة عملية السلام، إلى اتخاذ عدة خطوات، تتمثل بسحب اعتراف إسرائيلي بالدولة الفلسطينية يماثل الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، والبحث عن قرار دولي ملزم بإنهاء الاحتلال بحلول موعد محدد وبإطار متفق عليه، والتخلص من اعباء وشروط اتفاق أوسلو، والعمل بشكل جدي على ترسيخ الدولة.
وأكد فياض «ضرورة توسيع منظمة التحرير وإعطاء الحكومة الفلسطينية صلاحيات واسعة والذهاب إلى انتخابات عامة من أجل التخلص من إرث 20 عاما مضت». وتنسجم طروحات فياض، الذي طالما كان مثيرا للجدل أثناء توليه منصب رئيس الوزراء في فلسطين، مع التوجهات الفلسطينية الرسمية الأخيرة، وربما سبقتها.


